صباح الخير عندي مشكلة في حياتي ومسببة لي العديد...

أتفهم مشاعرك فالارتباط بشخص مطلق ولديه ارتباط بماضيه بفعل وجود أبناء أحيانًا يشعرك بالتهديد وقد تمر مواقف تشعري فيها بالضيق, وهذا الموقف لا يجب أن يحدث مهما كان الهدف من وراءه لأن فيه إهانة لوجودك وعلاقتكم, ولا يجب أيضًا أن تصبح علاقته السابقة عداوة ورفض تواصل بشكل كامل بل أن يدرك الزوج أهمية تخصيصك بالحب والأولوية لأنك من لديه الآن ولا يجب أن يكافئ حبك وإخلاصك هكذا.

وطالما أن زوجك اعتذر منك والتمس الخطأ بموقفه فعلاقتكم تهمه ولا يحاول أن يشتتك عن حقيقة مبطنة, ولا يجب أن تهدمي زواجك بالشك والتفكير المفرط بما حدث, بل تحدثي مع زوجك وشاركيه بوضوح انكسار شيء داخلك وأنك لا تضخمي الأمر أبدًا لكن بإمكانه أن يضع نفسه في مكانك ويرى الأمر من زاويتك, لذا تحتاجي منه أن يكون أكثر حرص وإخلاص وإثبات لقيمتك داخله وهذا حقك.

وحاولي تشتيت ذهنك عن التفكير المفرط بما حصل من خلال ممارسة تمارين التنفس العميق بانتظام/ فعل نشاطات ورياضات مع زوجك والعائلة والصديقات بشكل دائم لتجديد مزاجك وعافيتك النفسية/ تجنبي مشاركة أحد ما حصل خصوصًا شخص مندفع ويدفعك لتضخيم الامور وتهويلها / ذكري نفسك بالمواقف الجميلة والمطمئنة والتي بينك وبين زوجك وكل المرات التي أشعرك بها بالأهمية والتقدير لتبددي من خلالها أي مشاعر تشوه والم داخلك.

أنا لا أقول أن التعايش مع تواصل الزوج مع زوجته السابقة أمر بسيط وهيّن, ومن الطبيعي أن تشعري بحرقة داخلك وأن ينشغل ذهنك بالتفكير بالأمر, ولكن أنت ناضجة للحد الكافي من فهم أنه لا يمكن نفي وجودها ببساطة بسبب وجود ابنتين, وأن احتكاك الزوج بها فيما يتعلق بالابنتين أمر سيحدث كثيرًا..فالانفصال لا يلغي الوالدية واهم التفاعل الوالدي الودي لأجل الصحة النفسية للأبناء, وهذا الأمر لابد أن يكون مفهومًا داخلك من قبل الارتباط برجل مطلق ولديه أبناء.

وأنا ألمس في حديثك وعيك وحكمتك وأن المواقف فقط ثقيلة عليك ولكنك تعلمي المناسب, لذا بدلًا من الشك وتضييع الوقت بينك وبين زوجك بالضيق والكدر والتساؤلات, أخبريه بوضوح أنك متفهمة لضرورة ممارسة أبوته وبالعكس لا توافقي على أي تقصير أو إهمال ولكن من حقك أن يكون منتبه أيضًا لمشاعرك جيدًا وألا يضع أي شكوك في خانة الحساسية الزائدة, لذلك تحتاجي منه أن يكون واضحًا بشكل كافي عندما يقرر زيارتهم وإما يقوم بلقاءهم خارج المنزل واصطحابهم للتنزه في مكان جديد أو أن يأتي بهم لمنزلكم وستكوني سعيدة بهم جدًا, ولكن جلوسه مع طليقته وصورة الأسرة الكاملة أمر يضايقك ولابد أن يفهم هذا.

وتأكدي من ألا تجعلي تجربتك السابقة تخلق داخلك تشوهات في التفكير وهواجس في معايشة نفس الخذلان, فأحيانًا توترنا وحجم الألم والصدمة بداخلنا تجعلنا نكون سيناريوهات بعيدة عن المنطق والواقع, احرصي فقط على ملأ وقت زوجك بحب وطفولة وباهتمامات مشتركة والا تضيعي الوقت بالعتاب واللوم والمشاكل, أيضًا إذا شعرت بأن زوجته تحاول فعل شيء غير مرغوب فتحدثي معها باحترام وود وأوضحي لها أنك ترينها إنسانة محترمة ولا تتوقعي أن تسمح لنفسها بإهانة مشاعرك بقصد أو بدون قصد وتحتاجي للشعور بأنها يمكن الثقة فيها..لتجعليها أكثر انتباه وحرص..

واحرصي على الاستعانة بالإرشادات النفسية التي تم توجيهك لها وتجديد نمط حياتك وروتينك قدر  الإمكان بأمور توسع شخصيتك نحو العالم لألا يكون تركيزك كلها منحصر في زوجك ومتابعة أموره مع زوجته السابقة حتى لا تسمحي للشك بامتلاكك ولا تسمحي للتفكير المفرط بإقناعك بكارثة لم تحدث.

طالما أنت على هذا القدر من التفاهم مع زوجك وتعطيه مساحة كافية وتعتني ببناته فإن من حقك طلب احترام مشاعرك بموقف حاسم وذكي وواضح وأنه يجب أن يفهمك ويضع نفسه في مكانك وإصراره على فعل شيء ليس هامًا ولا يؤثر أبدًا على الحياة يعني بأنه لا يهتم لمشاعرك ولقيمتك وهذا يجرح داخلك.

بالإمكان طلب المساعدة من شخص مقرب منه وناضج والتحدث معه ومشاركته ضيقك من الأمر ليتحدث معه بشكل غير مباشر أو يذكر نموذج لشخص يتصرف مثله وينتقد فعله لأن شريك الحياة يجب احترامه ويذكره بمروءة الرجل وأخلاقه مع زوجته بطريقة غير مباشرة...فلربما هذا المدخل يكون فرصة لأن يراجع نفسه وتصرفاته.

أقدر حرصك واهتمامك ووعيك بالتعامل مع الزوج واحترام خصوصية حياتكم وعدم جعل الأمر مشاع وهذا من أكثر الأمور التي تحمي انهيار العلاقات الزوجية أو تعريضها للتدخلات والفضول والأمور التي لا داعي لها.

والتفاهم الذي تبديه لزوجك رغم كون موقف حالة الواتساب متلًا حق لك فهو زوجك وكلاكما اخترتما حياة جديدة تبدئان بها معًا ولا تقصرا بمسؤولية ادواركم تجاه أطفالكم من أزواج آخرين ويجب على الجميع تقبل ذلك والتركيز بحياتهم الخاصة, ولكن عذر حرصه على مشاعر طليقته ليس متزن ويربك العقل فعلًا وأفهم الشك الذي بداخلك وعدم الراحة بسبب تقديمه الأعذار الدائمة للقاءها أو التحدث معها وغير ذلك لذلك أخبريه بوضوح أنك امرأة بسيطة وبعيدة عن التعقيدات والشكوك ولا تريدي ان تضيعي هذه الحياة القصيرة على مشاعر القلق والتوجس ومن حقك عليه بأن يريحك وأن يجعل ما تريدينه أولوية طالما أنه ليس أمرًا هامًا أو كبيرًا كما يقول.

لذا أخبريه بأن أي فعل آخر يجعلك متوجسة ستتعاملي معه بجدية وحسم وستعيدي النظر في علاقتكم وفي حقيقة مشاعره فعلًا وسيكون مسؤولًا عن أي قرار غير مرغوب لأنك تحترمي مشاعره ولا تريدي منه سوى احترام مشاعرك وتقديرك بأقل صورة ممكنة.

إذا اضطررت لمشاركة أحد الأصدقاء المقربين منه الأمر والذين يثق بهم زوجك.. ليخوض هو معه حوار غير مباشر فلربما تكون خطوة مفيدة أيضًا..

والعفو نحن دائمًا في خدمتكم.