ابنى تعرض للاغتصاب مش قادره اتحمل الصدمه ولا عارفه...

أتفهم صعوبة التجربة وكونها تفوق قدرتك النفسية على الاحتمال, ولكن يتضح من استفسارك بأنك مدركة لكون ابنك ضحية والطرف الذي تم إيذاءه, وما يتوقعه منك كوالدته ودائرة أمانه الأولى وداعمه الأقوى أن تخففي عنه عبء ما عايشه وأن تكوني حريصة على تقديم التربية الجنسية الكافية وتعليمه كيفية الدفاع عن نفسه وتقوية صلابته النفسية وعدم السماح للخوف والتعب النفسي بملأ داخله الآن حتى لا تخلق فيه التجربة شخصية هشة وخائفة ولا تستطيع مواجهة العالم.

وما يصدر منك من حديث وسلوكيات وهواجس وأفكار غير منطقية هي بفعل تعرضك للصدمة ولكن تذكري أن الأولوية النفسية للابن وأن تقديم المساعدة النفسية وحمايته أمر لا يجب إهماله أبدًا وأمر سيحدد مدى حبك الحقيقي لابنك ومدى قوتك النفسية, لذلك هدأي من روعك ومارسي تمارين التنفس العميق قدر الإمكان واستعيدي رباطة جأشك ولا تضعي في ذهنك سوى العبء الذي يعيشه الآن ابنك وأهمية أن تجعليه يتجاوز الأمر.

قاومي الهواجس المتعلقة بالإنجاب مرة أخرى وقاومي المشاعر المشوهة من كره لهذا الابن من خلال مخاطبة نفسك بتعليمات بصوت عالي لعقلك مثل: أنا يجب أن أجعل ابني أولوية/ التجربة لا تعمم ولا يعني بأن أي ابن آخر لي سوف تتكرر معه التجربة طالما سأكون حريصة على تربيته الجنسية أكثر ومتابعة حياته أكثر/ يجب أن أكون أكثر هدوء لأجل ابني/ كل شيء سيكون على ما يرام اهدأي..فهذا الحديث الحاسم والواضح بعلو الصوت يجعل الأفكار داخلك تقف ولا تقودك لمساحات الغرق أكثر.

من الهام أن يتم تقديم التفريغ النفسي للابن وتعرضه لتجربة صعبة للاغتصاب تستلزم اصطحابه لأخصائي نفسي لتنظيم جلسات علاجية للابن, ولا تخافي من هذه الخطوة فالعمل النفسي يتم بكل سرية ومهنية, بإمكانك السؤال عن شخص أمين وذكي مع الأطفال حتى لا يتم كبت التجربة داخل الطفل.

لا تجعلي ابنك تزداد وطأة حالته برؤيةممارساتك السلوكية فأنت من يجب أن تحتويه وتجعليه لا يفكر بما حصل, لذا حاولي تفريغ صدمتك بممارسة الرياضة او المشي الزائد أو الاستماع لشيء هادئ او الاستماع لتجارب ناس عاشوا نفس التجربة وكيف تعاملوا مع الأمر ومع الابن واحتووا الموقف فلربما يفيدك فهم تجارب الآخرين المشابهة وتجعلك أكثر قدرة على التصرف باتزان.

حاولي أن تشغلي ذهنك عما حصل من خلال فعل أمور جميلة مع الابن وإجبار نفسك على احتضانه مثل الرسم الحر والتلوين الجماعي ومشاهدة أفلام كرتونية والتنزه في الطبيعة والذهاب للتسوق لتشعري بأن حياتك الطبيعية والواجب وجودها مع ابنك لن يعطلها شخص سيء فالأمومة لا تتشوه بفعل أحداث الحياة وأقدارها.

إذا كنت تعرفي المعتدي فإن التصرف معه قانونيًا وبذكاء أمر مهم ليفهم قوتك النفسية وليفهم أن ما حصل مرفوض وأن ابنك ليس ضعيفًا, وإذا كنت لا تستطيعي التصرف باتزان فطلب المساعدة من شخص مقرب جدًا كالأب أو والد الابن خطوة جيدة ليكون على وعي بما حصل أيضًا.

من المهم أن تتثقفي بفكرة التربية الجنسية من خلال حسابات لمختصين بهذا الجانب لتكوني أكثر فهم لأهمية هذا الأمر ضمن تربية الأطفال وأيضًا لتعلمي الطفل هذا لحمايته من تكرار التجربة وتعرضه لأي اعتداء آخر.

بالإمكان أن تنظمي انت أيضًا جلسات مع أخصائي نفسي يساعدك على تجاوز الصدمة.