بنتي باقي لها شهرين ويصير، عمرها عشر سنوات ونزل...

تجربة الدورة الشهرية لا تكون متشابهة لدى جميع الفتيات, وكيفية التعامل معها يتأثر بعوامل جاهزية الفتاة وفهمها لما يجري معها بالإضافة إلى العمر الذي تأتي فيه ومدى وعي ودعم المحيط المقرب منها كالام والأخوات وتعامله معها.

وخوض هذه التجربة في عمر مبكر كالعشر سنوات يعني بأن الفتاة لا تكون مدركة لما يحدث ولا لما يعنيه الدم وقد تكون تجربة مخيفة وتعتقد بأنها مريضة أو سوف تموت, لذا التهيئة النفسية واحتضان الابنة هو أمر ضروري ولازم لجعلها تستجيب وتفهم ما يجب فعله, لذلك تقربي منها وحادثيها بكل حب وأخبريها بأنك معها وصديقتها ولا تريدي أن تخجل أو تخاف مما يجري وأن تسألك عن أي شيء لأنك موجودة لأجلها.

ثم ابدأي بجعلها تفهم طبيعة هذه التجربة من خلال التحدث عن تجربتك الشخصية أو عن تجربة الاخوات مثلًا, وأخبريها بوضوح ما يتم فعله في هذه الأيام من رعاية صحية ونظافة شخصية وما الذي يتم استخدامه وبالإمكان الاستعانة بفيديوهات لمختصين أو أمهات توضح كيفية فهم هذه التجربة فلربما يساعدها هذا على الشعور بأنها تجربة عادية ويجب ألا تهمل الصحيح فعله.

لا تجبريها على شيء وأخبريها بكلام إيجابي معاكس, مثل: أنا أعلم أنك ابنتي الجميلة وأنك تفهمي ضرورة الإنصات لي وأنك لا تريدي جعل ملابسك تتسخ ويظن الآخرون بأنها ليست نظيفة..فلربما هذا المدخل يجعلها أكثر رغبة بفعل المناسب واستخدام الفوط الصحية.

تفهمي عنادها ورفضها لأنها ما زالت صغيرة واعلمي بأنها أحد التجارب التي تبني نمط العلاقة مع الابنة, لذا اجعلي ابنتك تتذكر احتواءك وتفهمك وصبرك وسعة صدرك بالتعامل مع تجربتها الأولى عندما تكبر.