انا الآن في العمر ١٨ تقدم لي رجل و وافقت لانه رجل...

أتفهم تخبطك وشتاتك فقرار الزواج ليس قرارًا سهلًا خصوصًا في عمر مبكر كعمرك, وشعورك بالتوتر والخوف أمر طبيعي لأنك لم تدركي العالم بمفهومه الواسع بعد ولم تأخذي فرص كافية في الحياة لتختبري نفسك وطاقتك ومسؤوليتك بها ما يجعلك أكثر تشتت في مدى قدرتك على مسايرة هذه العلاقة والنجاح بها.

من المهم أن تفهمي ذاتك وتتقربي منها وتحاولي استعراض نقاط قوتك الشخصية ونقاط ضعفك الشخصية كعدم القدرة على التعبير عن عواطفك/ عدم القدرة على رعاية منزل/ الخوف من عدم إكمال الدراسة أو الخوف من مسؤوليات وتبعات الزواج.. وأن تتعاملي مع الأسباب التي تعزز فيك الخوف تدريجيًا وتكون فرصة لك أيضًا للتأكد من قرارك, ولأجل تحسين نقاط ضعفك والتي لربما مولد خوفك وترويض نفسك بالإمكان الاستعانة بالتحدث مع شخص واعي وناضج ومشاركته ظرفك النفسي ليرشدك لأنماط تفكير وينبهك لأي تشوه مضخم بالمشاعر والأفكار ويجعلك على دراية ووعي بطبيعة الزواج وتبعاته بشكل متزن وبشكل كامل أكثر وما أدوارك ومسؤولياتك وماشابه..بالإضافة إلى الاستعانة بفيديوهات مناسبة تتحدث عن الزواج بعمر مبكر وما الذي يجعل الأمر أصعب أو ما الذي يستلزم معرفته وماشابه..ففهم تجارب الآخرين أيضًا يجعلك على اطلاع أوسع لما أنت مقدمة عليه.

وعمومًا فإنّ الخوف أمر يتملك الإنسان في قرار كالزواج وهذا طبيعي ولكن لا يجب أن نسمح له بأن يكون فوق الحد الطبيعي وأن ينزع منك يومك, والزواج لا يعني أن تكوني إنسانة كاملة مثالية وتحققي كل توقعات زوجك..فكل علاقة زوجية بها ثغرات وصراعات واختلافات من خلالها يتعلم الزوجان كيفية الحرص على فهم حياتهما معًا والوصول لمساحة تفاهم للانسجام والتقبل والتأقلم, لذا لا تعززي ذهنك بهذه المخاوف المشوهة, فالمطلوب منك فقط هو التأكد من استعدادك أنت للزواج ومعرفتك بأدوارك وبالمعنى الحقيقي للزواج من سكينة وتراحم ومشاركة ولا تخافي فرغبة الرجل بك بعمر مبكر يجعله مدرك أيضًا بأنّ ثمة أمور سيتعرض لها معك وهذا لا يعني أنك دون التوقع بل يعني بأنكما معًا ستتعلمان شيئًا.