السلام عليكم و رحمة الله ممكن أستاذة أستفسر حول...

من المهم أن تدركي بأن مشاعرك تجاه هذا الشاب ليست حب بقدر ما هي تعلق مفرط, وهذا التعلق يجعلك لا تتعاملي بجدية مع وضوحه فيما يتعلق بقيمتك عنده, ولا يجعلك تري الصواب.

الشاب كان واضحًا معك وحدد لك حقيقة مشاعره وما هو عليه وعلاقات صداقته الواسعة مع الإناث ورغبته بالزواج بأربع ورغم كل هذا فإنك تتعاملي مع الأمر ببساطة وبأنه تثقي بقدرتك على التأثير فيه وبأن لا شيء هام من سلبياته بجانب حبك له..ما جعل هذا الشاب يشعر بالثقة بنفسه وبأنه شيء كبير جدًا وبأن ثمة من في هذا العالم يعامله بتقديس وتبجيل ويغفر له خطأه دون مقابل ما يجعله يحب هذا الشعور ويحب فكرة أن امرأة تراه بهذه الصورة المضخمة بعد تجربة غير سارة سابقة لربما هزت شخصيته, فيقترب منك لأجل ذاته ولأجل الشعور بالأهمية والقيمة والنرجسية لا لأجلك ولأجل مشاعرك وماشابه... ولكن غرقك في مشاعرك مع هذا الرجل واعتبارك هذا اللقاء فرصة كبرى لتدوم العلاقة وتكبر وتوثق بالزواج لا يجعلك تنتبهي للمنطق, ولا تجعلك تفكري بالمستقبل بشكل سوي.

تذكري بأنه لا يعنينا ما الذي يشعر به الآخرون تجاهنا وما احتمال ندمهم على قطع علاقتهم منا وماشابه بقدر ما يعنينا الخطوات التي يخطوها نحونا ولأجلنا فهذه الخطوات الحقيقية هي التي ستوضح رجولته ومروءته لا نظرات الحنان واللقاءات وغيرها.. وكُفي عن محاولة تصديق نفسك بنظرية أنك تريدي إراحة ضميرك وأنك تريدي وضع النقاط على الحروف وتريدي تبيان الامور لآخر مرة مع الجميع..فالحياة لا تتطلب منك الالتفات والتأمل فقط..الحياة صعبة جدًا وغير مرتبطة بشخص واحد فقط والإيمان بهذه المسلّمة لا يجب ان تكون فقط بالقول إنما بالفعل وان تصنعي لنفسك حياة حقيقية بها الكثير من الاهتمامات والاجتماعيات وتقللي حضورك الالكتروني والاستغراق بمواقع التواصل الاجتماعي حتى لا تندمي انتي في المستقبل وتشعري بأنك فقدت ذاتك..فالحب بمرور الوقت يصبح عادة وتبدأ المصاعب بالظهور كثيرًا ولكي يستطيع الشريكان تجاوزها ومجابهتها ينبغي ان يكون كلًا منهما داخله احترام وسعي تجاه الآخر بشكل كبير ولن تكون قصة علاقتكما ذات أهمية في ذلك الوقت.

لذا حاولي الجلوس مع نفسك وكتابة افكارك ومشاعرك وقراءتها مرارًا وبفترات مختلفة لتقيسي مدى منطقيتها وتلاحظي نفسك (هل تودي أن تكوني هذا الشخص لاخر الحياة؟) ( هل مشاعرك ستكون ثابتة؟) (هل انت راضية عن طريقة اندفاعك مع الشاب ؟) وكوني حقيقية ولا تسمحي لشعور تهديد الذات والكرامة بأن يستولي عليك وتعاندي ما انت عليه..فقط ببساطة تقبلي نقاط ضعفك وما انت بحاجة للتعامل معه بشكل جاد وان تغيري منه.

وتذكري بأن( ثقافة تقبل رفض الآخر لك) يجب ان تعززيها داخلك وكل شيء في هذه الحياة بإمكانك نيله بالإلحاح والمثابرة والاجتهاد والسعي الجاد إلا مشاعر شريك حياتك...فهذه المشاعر يجب ان تكون متبادلة ومن داخله لا بالإجبار والاندفاع الزائد وإكثار توضيح نفسك للطرف الآخر لتشعريه بأهميته وبأنك موجودة لأجله..فالعلاقات أنضج من هذا.

ورفض الشاب لك لا يعني بانك غير جيدة او هو شخص موارب ويخبئ مشاعره او لا يميز ما يريد بعد..بل يعني ببساطة بأنه يراك غير مناسبة له وهذا أمر طبيعي وبديهي في الحياة..والحياة رحبة ويومًا ما سوف تتعرفي على شريك حياتك.

لذلك لا تأخذي هذا اللقاء على محمل الجد ولا ترسلي له أبدًا واحرصي على نفسك فحتى لو كان هذا الشاب قريب صديقتك فإنه ما زال شخصًا مجهولًا ولا تعرفي ما إذا كان سيستغلك فيما بعد, وإذا كان هذا الشاب يريدك بالحلال فإنه يعرف الطريقة المناسبة للوصول إليك ويعرف حقيقة مشاعرك نحوه , وغير ذلك فلا تواصل بينكم, وتوقفي عن ترك نفسك بالتفكير فيه وباحداثكم ومحاولة فهم كل التفاصيل والمقصود وما خلف الشعور وماشابه..فصدقيني يومًا ما لن يريحك ذلك.

تعلقك بهذا الشاب ومشاعرك الكثيفة تجاهه وإيمانك بأنه سيتزوجك رغم تأكيده للعكس هو مسؤوليتك وليس خطأ الشاب, فهو وضح لك حقيقة مشاعره تجاهك مرارًا ولكنك اخترت تصديق مشاعرك وتحليل المواقف وتصرفاته ودوافعه بها من منظور الحب وأنه مهتم بك وإلا فإنه لن يفعل ذلك.

لا يجب ان يعنيك لماذا يفتح رسائلك ولا لماذا حصل كل ما حصل, توقفي عن التفكير به لأن حياتك أثمن من هذا ولن تقضي أيامك في تحليل هذه العلاقة وأنت بهذا التشبث تعطيه إيحاء أنك فعلًا مرهقة بالعلاقة .. بما أن الموقف الأخير قد حسم الأمور بينكم وأخبرك بما كتبتيه, فإنه حان وقت ان تمضي بدون التفات وان تبحثي لمعنى لحياتك لا تشمل هذا الشخص, حاولي تعلم اشياء جديدة بحياتك وان تندمجي باشخاص جديدين وابتعدي عن مواقع التواصل الاجتماعي لفترة وحاولي ايجاد طقوس تريحك وتشعرك بقيمة الأشياء من حولك لألا تبقي افكارك باتجاهه فالأمر قد طال وأنت تظلمي نفسك بكل ما تفعلي.

لربما هو ببساطة منشغل او لا يريد التعرض أكثر لحديثك وأسئلتك ويتجنب فتح محادثتك.

ولا يجب ان تنتظري ان يقتنع بك الشخص وان تٌقري بأنه يضمن وجودك وأنت لا مانع لديك أن يعاملك بما يحلو له, فالحياة لا تريد هذا الضعف في العاطفة وفي مرحلة تالية من حياتك ستندمي على هذا التشبث الغير عقلاني بالشاب الذي لا يريدك, لذا ركزي في حياتك وحاولي ان تستعيني بالإرشادات لألا تهدري أيامك أكثر.

المقصود من فترة البعد هذه ان تجعل مشاعركم اكثر وضوح وحسم نيته تجاهك لذا عدم التواصل الكامل معه هو الانسب, وتذكري أن تؤمني بأن لكل شخص قدره..فإذا كان هذا الشاب قدرك ستعيشيه رغم كل الظروف, فسلّمي الأمر ولا ترهقي نفسك أكثر بعد كل هذه المحاولات.

ما أخبرك به هذا الشاب الآن يختلف عما أخبرك به سابقًا, وهذا التغير بالحوار معك غير مطمئن, وهو صريح معك كثيرًا بأن ما يحمله تجاهك لا يشبه ما تحملينه تجاهه أبدًا من مشاعر .. لذا اي تواصل معه أو لقاء لن يزيدك سوى تعلق ولن تستطيعي هدم مشاعرك بسهولة مثلما يريد,  وضمان هذا الشاب لمشاعرك نحوه وانك تعتذري مرارًا يجعله مرتاح ومتأكد بأنه يستطيع التصرف مثلما يحلو له.

هذه العلاقة استنزفتك أكثر مما يجب, والخطأ من جانبك أكبر من جانب الشاب لأنك استعجلتي علاقة داخلك لم يصارحك بها بعد, والمناسب هو أن تخبريه بأنك سعيدة انكما الآن وضحتما الأمر لبعضكما البعض وليس هناك سوء فهم وانك تتمني له حياة جميلة.

وأن تمضي, فلربما البعد وعدم وجودك حوله باستمرار يجعله يراك بطريقة مختلفة ويجعله ينتبه لمشاعر داخله تجاهك لم يدرك وجودها, وفي هذه الحالة فإن المدخل لأي حديث معك هو خطوة جدية أي خطوة للارتباط, وإذا لم يحدث هذا الإدراك ولم يبالي بك فأنت فعلًا لا تعنيه بأي شيء وتكوني بهذا قد كسبتي نفسك ووقتك وحياتك.

من الواضح انك مندفعة لهذا اللقاء وتريدينه وردود افعالك وطمأنة الشاب بأنك سترينه وتحمسك للهدية وماشابه واضحة لذا الكلام سيكون عبث.

طالما انكم تحدثتم وانه يريد رؤيتك فلا ضرر ان تتقابلوا عندما يعود من السفر ولكن حاولي ان تضبطي نفسك واندفاعك ومشاعرك ولا تشعريه بأنك متاحة دائمًا, وحاولي من هذا اللقاء ان تري مشاعره نحوك بوضوح وتسأليه وإذا لم يكن معجبًا بك أو قد غير نظرته ومشاعره تجاهك فمن الهام أن لا تهدري حياتك أكثر وان تنسحبي من حياته بعد هذا اللقاء بهدوء وبدون ضجيج وحوارات ومعاتبات وتأملات.

أنا فقط أخبرك بأن مشاعرك نحوه مختلفة عن مشاعره نحوك, ورغبته بهذا اللقاء لا يعني بأنه سيحبك وبأنكم الآن في علاقة غرامية, أي أنني فقط أذكرك بأن تحمي نفسك وعاطفتك وألا تتأذي أكتر لأن الانتكاسة العاطفية تشعر الإنسان بالانكسار لبعض الوقت.

لذلك مثلما أخبرتك اعتبري هذا اللقاء فرصة لاستيضاح مشاعره وكيف يتصرف معك وكيف ينظر لعلاقتكم من أجل أن تضعي النقاط على الحروف وتقرري طبيعة التصرف تجاه هذه العلاقة.

والهدايا أحيانًا تلطف العلاقات ولكن لا تخلق مشاعر غير موجودة ولا تستميل قلب الآخر ببساطة, ومن الجميل ألا تكون هذه العلاقة عبارة عن مبادرتك ومحاولتك فقط لأن تجعليها حقيقية, فالعلاقة تحتاج مبادرة من الطرفين ومحاولة من كليهما لأجل أن تكون علاقة صحية وليس فيها استغلال او اهدار للعواطف.

الخبرة بالعلاقات العاطفية لا تعني بالضرورة أن أميز كل الدوافع والنوايا داخل الإنسان وأحلل كل صغيرة وكبيرة فالإنسان أوسع من هذا, وأنا أساعدك وأوضح لك الطريق بما هو مناسب لاجلك وأجعلك تنتبهي لكيف يعاملك الآخر لتستطيعي أخذ قرارك بنفسك.

بداية ليست مشكلتك ولا قضيتك أن تتفهمي ما طبيعة الرجل الجزائري وانه لا يخبر بمشاعره وان تراعي صدمته وما شابه, لأنك واضحة جدًا معه ولن تهدري أيامك لأجل استمالة قلبه فالعلاقات ليست هكذا ولا يجب ان تنتظري العمر ليقتنع بك, فالإنسان إن لم يعز نفسه لا يعزه أحد.

فيما يتعلق باللقاء فلا ضرر مثلما اخبرتك ان تلتقي به ولكن دربي نفسك وعواطفك ولغة جسدك على عدم الاندفاع وانه سيكون التواصل الأخير معه لأنك ستسألينه في نهايته عن كيف يرى مسار هذه العلاقة فإن لم يخبرك بوضوح ان ثمة مشاعر تجاهك فمن الأفضل أن تبتعدي وتنتبهي لحياتك وتكفي عن مطاردة الوهم. وتجنبي تمامًا ان تكوني متحمسة أمامه او تقولي كلام غير مناسب او تشعريه بأنك لا تري في العالم سواه لأن الرجل يحب المرأة المتزنة الناضجة التي لا تمارس سلوكيات التعلق .
 ولربما اهتمامك الكبير به وسؤالك المستمر جعله يقبل بهديتك ولقاءك من باب الشكر والذوق وهذا ليس امرًا مشينًا ولا بأس بأن تعطيه هدية خصصتيها له منذ البداية, وإن لم يكن يحبك فتذكري بأنه ليس عدوك وليس هذا انكسارك فببساطة تكون العلاقة غير مناسبة لأن الطرفين غير مناسبين لبعضهما ويجب ان تضعي النقطة وتنهي العلاقة بكل رقي ونضج  وتتذكري بأن الحياة رحبة وتجاربها لم تنتهي.