عمري 52 سنة باطل ، عازب ، منحاط نفسيا غير مرغوب...

أتفهم الركود الذي بداخلك وشعورك بأن الحياة مرّت بأبعد ما يكون عن الراحة والألفة والإنجاز لربما, ولكن الإنسان مهما كان عمره يستطيع أن يخلق تعريفًا له ولا يجب أن يتفق مع تعريف الناس له ولا يجب أن يكون بمفهوم منخفض عن الذات لأن الإنسان أوسع بكثير مما ذكرته في استفسارك.

ولتستطيع تعزيز قيمتك بداخلك حاول أن تتذكر كل المواقف البسيطة والشجاعة والتي كنت بها معطاء وقوي وحريص لأجل الآخرين.. وتذكر بأن الأثر الصغير هو خطوة كبيرة في نفس شخص ما..

وكونك في هذا العمر دون إيجاد عمل أو شريك حياة أو محيط مقرب ومحب لربما يقع جزء من مسؤوليته عليك ولكن لا يجعلك شخص يائس وستنتهي حياته على هذه الشاكلة, فكل يوم نمتلكه ونحن بصحتنا الجسدية وبامتلاكنا لنعمة كالعقل هو فرصة للبدء من جديد ولإيجاد أفضل مما فات منك لربما, وما هو منتظر منك في الحياة لا يتعلق بك او برضا الناس والعالم عنك إنما متعلق بإتمامك لرسالتك ودورك الذي خُلقت لأجله, والعمارة في الأرض والسعي وبناء المعارف والثقافات أسمى المداخل لتحقيق هذه العمارة, لذا ما هو منتظر منك أن تجبر نفسك على السعي لأن الإنسان يسأل عن عمره ووقته وصحته ومهما كان عمره يستطيع بناء نمط حياة صحي فكريًا واجتماعيًا وجسديًا وأخلاقيًا وغيره, والأمر بحاجة إلى إجبار النفس وخلق دافع حقيقي داخلك وتحسين نقاط ضعفك والتصالح مع ما هو غير سوي في شخصيتك ووجوب تعديله, فعدم كونك محبوبًا مثلًا لربما يتعلق بصعوبة تفكيرك او عدم سهولتك مع الناس او ممارستك لسلوكيات تجعل الناس تنفر منك كالفضول الزائد/التنمر/عدم احترام مساحتهم الشخصية/ اللسان السليط/ امتهانك للسوداوية ونمط التفكير الكارثي والتفكير السلبي... 

لذا في التالي بعض الإرشادات التي قد تعينك على فهم ما يجب ان تكون صورة حياتك القادمة عليه:

- اتباع روتين حياة رياضي صحي تضمن فيه صحتك الجسدية والذهنية والنفسية, مثل ممارسة الرياضة اليومية/ اتخاذ رياضة هواية لك مثل السباحة او الركض لتجدد مزاجك بانتظام/ الالتزام بنظام غذائي بعيد قدر الإمكان عن الأكل الغير صحي والمليء بما ليس مفيدًا/ تنظيم النوم لضمان سلامة ذهنية ورفع لتركيزك/ عدم تضييع وقتك على مواقع التواصل الاجتماعي وتقييد استخدامك لهاتفك والارتباط بواقعك وبالنشاطات الصغيرة التي بالإمكان فعلها مثل القراءة والتعلم والاستماع للبودكاست ورعاية وزراعة النباتات..

- العمل يشعرك بالتجدد وإيجاد العمل ليس أمرًا سهلًا لكنه يحتاج لإرادة صلبة وعقل بإمكانه التغير مع المعطيات الجديدة في الحياة, فالعمل ضرورة لضمان استقرار حياتك وليس بالضرورة ان يكون عمل مثلما تريد تمامًا فيحدث أن يتنازل الشخص ويتعلم حرفة بسيطة يستطيع منها تعزيز قيمته واقتصاده, والرجل على وجه الخصوص يجب أن يسعى دائمًا ولا يركن للحياة ويتكل على آخرين... لذا حاول ان تعي بامكانياتك وقدراتك ومداخل العمل التي ممكن أن تناسبك وان تبحث باستمرار او تتدرب عند شخص قد يمنحك وظيفة ولو بسيطة فالعمل ليس معيبًا بقدر ما هو معيب التسليم دون سعي

- احاطة نفسك بأشخاص إيجابيين ومتزنين وليس شغلهم الشاغل الناس وقصصهم وما فعلوه في أيامهم, فهذه المجالس تقلل قيمة الانسان وتجعل اهتماماته فارغة وبعيدة عن الرضا..

- حاول أن تضع نفسك في أماكن تشعر بها بالعطاء والرضا عن النفس وتوسع علاقاتك الاجتماعية الصحية من خلالها وتجعل الاخرين يرون جانبك الإيجابي بها, مثل الالتحاق بفريق خيري تطوعي/ مساعدة المسنين / المساعدة في الحملات الجماعية المتعلقة بالنظافة او التأهيل او الرعاية وماشابه/ المشاركة في مجالس دينية وثقافية ونوادي للكبار تعزز اهتماماتك وتوجهات جديدة نحو العالم ما يجعل انماط تفكيرك تتسع ايضًا وتبدأ بالإيمان بأن دورك أكبر بكثير من التسليم الذي تعيشه..

- حاول ان تطور شخصيتك واي نقاط ضعف بها تجعلك غير مرغوب فالحرص على تحسين النفس يحسن الحياة بشكل غير واعي ويبدأ الآخرون لمس ما هو جميل ومختلف بك, وحاول كسب العلاقات ايضا من خلال المبادرة للمجالس الاجتماعية ومشاركة الناس احزانهم وافراحهم/ تنظيم جمعات وسهرات وحفلات ودعوة الجيران او الاقارب وقضاء وقت مختلف وجميل من العاب الكبار والحاسوب والاحاديث والتحديات وغيرها فهذه الأمور تجعل الاشخاص يشعروا بالمتعة والألفة معك..