زوجي متزوج علي منذ شهر وحظرني من جميع مواقع...

أتفهم استياءك وشعورك بالخذلان بسبب تصرف زوجك، فهو الشخص الذي يفترض ان يكون الداعم الاول وشعورك بالصدمة مما فعله طبيعي، ولكن استفسارك ورغبتك بعدم ترك نفسك للحالة يشير الى اهتمامك بصحتك النفسية وكونك امرأة ناضجة وأم مسؤولة أيضًا.
من الهام ألا تحاولي جعل الزوج يشفق عليك ولا تشعريه بأنك تلاحقينه وتتجاهليه تمامًا لأن هذا سيجعله يستغرب ويأتي لوحده لك.
ثم حاولي التحدث مع طرف ثالث مقرب من زوجك وطرح ظرفك عليه ومدى كون الأمر ثقيل، واطلبي منه ان يحاول فهم دوافع الزوج لفعل هذا وان يذكره وينبهه بدوره تجاه عائلته وبموقفه أمام الله أيضًا..فالزواج الثاني مسموح للرجل ولكن وفق ضوابط معينة تضطره وعدل كامل بين الزوجتين وما يمارسه من هروب وعدم توضيح ليس سلوكًا يليق برجل يخاف الله.. فلربما يحتاج زوجك لمن ينبهه دينيًا وأخلاقيًا ويجعله اوعى مما هو عليه.
أيضًا من الضروري ان تطلبي المساعدة من الاهل او
الصديقات المقربات اللواتي تدركين انهن يريدون رؤيتك بخير، ليدعموك ويحسنوا مزاجك من خلال عمل نشاطات بسيطة تجدد العافية النفسية، ايضا لأجل مساعدتك في رعاية الابناء والتخفيف عنك ولو لساعة واحدة يوميًا تقومين بها بممارسة طقس يفرغ طاقتك السلبية مثل المشي او مشاهدة شيء هادئ او الخروج لجلسة علاجية مع اخصائي نفسي.. ولا تخافي من طلب المساعدة او تشعري بالإحراج فلكل منا واجباته تجاه الاخر في الانتكاسات.
ولا فرغي عبئك النفسي من خلال ممارسة تمارين التنفس العميق/ ممارسة الرياضة / النهوض للاستحمام او لعب نشاطات مع اطفالك في كل مرة تشعري بالغرق في افكارك المجهدة.. فصحتك النفسية اولوية وعلاقتك بأطفالك فوق كل شيء ولا يجب ان تسمحي اروح غير مسؤول أن يسلبك هذا، كل ما تعايشينه داخلك الان من تضخم في الشعور والفكرة طبيعي لأنّ تحمل فكرة الزواج الثاني صعبة، ولكن فقط المطلوب منك ادارتها واشغال ذهنك قدر الامكان بامور مريحة كعمل مساج لعينيك وراسك /شرب مشروب هادئ/ الاستماع لشيء هادئ/ مشاهدة فيديوهات تحفيزية لنساء تعرضوا للتجربة وزيادة صلابتك النفسية من خلال التعرف على تجاربهنّ، وآمني ان الوقت صديق الجميع.
ومن الضروري لتخفيف العبء الواقع عليكي ان تقومي بتنظيم روتين يومين للاطفال وتجهزي نشاطات مستمرة وافلام كرتون يجعلهم اكثر انشغال وهدوء حتى لا يزيدوا الحال عليك وتستطيعي التعامل مع صدمتك.
في حال استمر زوجك بمعاملتك هكذا ولا يقدم لك مصاريف الاطفال ومصاريفك ولا يستجيب لاي طرف يحاول توعيته، فإنّ الاستعانة بالقانون لنيل حقوقك أمر ستحتاجينه.

من شرع الحق موجود أي الان موجود، ومهما تغافل زوجك عن دوره وحقك واطفالك فإن كل هذا سيرتد عليه مهما كان مرتاحًا الآن اذا حاولي ان تهدئي من روعك، وان تتجهي للقانون واستشيري احد افراد عائلتك للمناسب فعله قانونيًا .
وتأكدي بأن القهر مهما كان كبيرًا الا أنك مضطرة ان تجعلي يقينك بالله وعرضه ولطفه اكبر وان تعتني بحياتك وتفعلي بها كل ما يليق بك وتحاولي الابتهاج من ابسط الامور فزوج كهذا لا يستحق ان تُسرق منك ابتسامتك .
وبالإمكان بمرور الوقت اذا لم يتحسن حاله ولم يفهم واجباته.. ان تضطري لخُلع او طلاق او مساءلة زوجية قانونية اذا كان الامر ممكنا اجتماعيًا ونفسيًا، فتحقيق احتياجاتك الجنسية والنفسية ضرورة في الزواج وعدم تلبيتها يخل اتزانك والحياة اقصر من هذا.

شكرًا لك ونحن دائمًا في خدمتك وستستطيعي إن شاء الله استعادة الحياة مهما شعرت بالقهر والألم.