انا علطول متعصب و علطول مدايق و مش حاسس ب الرضه من...

أتفهم مشاعرك فكون البيئة الأسرية بيئة غير داعمة ومحتوية أمر يعطل الراحة والاستقرار النفسي وأحيانًا يوصل الفرد إلى درجة من الاضطراب النفسي مثلما هو متضح في استفسارك من شعورك بضيق مستمر وعصبية دائمة وعدم قدرتك على الشعور بالرضا, ومن المهم أن تدرك أن الحياة ليست وردية وعدم الانسجام مع الأهل ووجود اختلافات ومشاكل أمر وارد ولكن لابد من فعل اللازم للتعامل معه إما بالتأقلم أو المواجهة أو التجنب, وعدم السماح له بإحداث شرخ متزايد في الصحة النفسية فأنت المسؤول الأول عنها.

يمكن الاستعانة بالإرشادات التالية:

•  محاولة فهم أسباب ودوافع تصرف الأهل بهذا الشكل وتوضيح الأمور بشكل دقيق وما الأشياء التي يمكن فهمها لتخفيف وتهوين الأمر عليك, فالإنسان عندما يركز في السبب لا الحدث يكون أقدرعلى حماية نفسه وعلاج المسألة, فثمة اهالي مثلًا لا يمتلكوا مهارات تربوية وعاطفية او عايشوا خبرات في طفولتهم شوهت قدرتهم على تقديم الاحتواء أو أنهم يعانوا من سلوكياتك الغير مرغوب بها ولا يستطيعوا ضبط تحكمهم وعصبيتهم عليك لأنك لا تتحكم بهذه السلوكيات, ففهم قصة الأهل تجعلنا أقدر على التسامح معهم وفهم ما الذي يزعجهم منا يجعلنا أقدر على الوصول لنقطة تفاهم, ولربما أحيانًا نقدم تنازلات بسيطة او نصل لها من مداخل غير مباشرة ولا تشبهنا لكن الأمر يكون أهون من البعد والجفاء لأنه مهما بدى هذا أكثر راحة لك إلا أنه يخلق داخلك ثغرة تتعلق بنسيج العائلة ستظهر في مراحل أخرى من حياتك..
• التحدث مع العائلة بأسلوب ذكي ومحايد وهادئ ومحاولة إيجاد مداخلهم النفسية والوصول لمساحة تفاهم وفهم ما الذي يريدونه تمامًا وتوضيح توابع هذا الأمر أو ما لا يحدثه..وإذا كانوا لا يستجيبون لك فبإمكانك طلب المساعدة من طرف ثالث حكيم ويثقوا به للتدخل في إيجاد حلول ويتحدث معهم ويفهم ما الذي يدفعهم لان يعاملوك بهذا الشكل.
•  المبادرة لجعل الجو العائلي بعيد عن الكدر وتجديد الحياة من خلال اقتراح التنزه في الطبيعة, اقتراح تنظيم سهرة ولعب العاب الطفولة او مشاهدة فيلم, اقتراح الذهاب لزيارة أقارب أو حضور مناسبة اجتماعية معًا, البدء بإهدائهم هدايا بسيطة ووضع عبارة بسيطة توضح ما يجب أن تكون عليه العائلة وكيف أن الحياة قصيرة ولا يجب ان تضيع في تجريح بعضنا البعض..فلربما بهذه المبادرات البسيطة تجعلهم يراجعوا تصرفاتهم وسلوكياتهم ويبدأوا برؤية الجميل فيك.
•  ضرورة تفريغ عبئك النفسي من خلال ممارسة تمارين التنفس العميق بانتظام, ممارسة الرياضة, التدوين والكتابة لمشاعرك وأفكارك ومواجهتها بمنطقية لتبديد الغير مناسب منها.
•  التعامل مع اختلافات الرأي ووجهات النظر والتوجهات بذكاء وتقبل أن الأهل أحيانا لا يشبهوننا ولا يدركون الحياة بنفس المعنى الذي ندركه, لذا لا تشعر بالحاجة لأن تبدي رد فعل او تخلق جدال من كل شيء وأن تلتفت لكل حديثهم فأحيانًا التجاهل يضعف ظهور السلوك بالتدريج.
• تجديد طاقتك وحيويتك النفسية من خلال لقاء الأصدقاء وممارسة أنشطة معًا, البدء برعاية النباتات لتفريغ طاقتك السلبية او ممارسة الرياضة كالركض والسباحة والتمرين اليومي, الانشغال بدورات وورش عمل وماشابه لانتشال عقلك من جو تجريح الأهل والتعب النفسي..