أنا لا اريد الزواج و اهلي يضغطوا علي في هذا...

أتفهم انزعاجك من الضغوطات التي تتعرض لها والتضييقات التي تحاصرك من المحيط المتعلقة بأمر الزواج, لشعورك بأن هذا الأمر هو تطفل وتدخل وتحكم بحياتك الخاصة, أيضًا يجعل الناس يبنوا عنك أحكام وينظّروا عليك بشكل يكدر الإنسان.

وهذه التضييقات والضغوطات لربما بسبب عدم وجود مساحة تفاهم مع المحيط والأهل/ عدم اقتناعهم بأسبابك للإعراض عن الزواج/ اعتقادهم بأنك لا تفهم الحياة بشكل جيد ويجب أن تثق برأيهم/ وصولك لعمر يجعل كل تركيزهم بأنه لا ينبغي الصبر على زواجك أكثر/ رغبتهم بالفرح بك عن طريق استقرارك ومهما كان الأمر مزعج لك فهم يعتبرونه لغة حبهم تجاهم.. وأعلم أن كل الدوافع ليست أعذار لهم فكل شخص منا أدرى بما يريد وأدرى باحتياجات حياته والحياة تضيق ولا تتطلب أن يضيقها الآخرون عليك أكثر.

ولكن دعنا نتحدث بمشكلتك بشكل منطقي وهو عدم الرغبة بالزوج للخوف من المسؤوليات والالتزامات اللاحقة للزواج, ولكن السبب هذا معارض للفطرة الإنسانية والرغبة الأولى ولربما ما يزيد هذه العقدة داخلك بشكل غير واعي أحد الأسباب التالي:

- معاناتك من رهاب الالتزام وخوفك من طبيعة المرحلة الجديدة والتزاماتها وتغير حدود حريتك وماشابه.

- الخوف من متطلبات الزواج الجنسية وعدم الشعور بالاستعداد للتجربة

-تجربة عاطفية غير سارة سابقة تجعلك تمارس التعميم أو الانطفاء, أو تكون عذر لنفسك للتغافل عن عيش تجربة أخرى.

- تفكيرك المفرط بتجارب غير سارة للأزواج سواء تجارب نفسية أو جنسية ما يجعل عقدتك تتضخم داخلك.

- وجود أمراض صحية أو مزمنة تشعر بأنها تعرقل قدرتك على الزواج أو عيش حياة مشتركة.

ولتخفيف وطأة الحال القائم:

- شتتي انتباهك عن القلق المتولد من الضغوطات المستمرة عليك من خلال ممارسة تمارين التنفس العميق وتمارين التأمل والاسترخاء العضلي, فاستعادة اتزانك الجسدي والنفسي والذهني مهم لضبط انفعالك.

- عدم جدال الأهل والمحيط بأفكار بعيدة جدًا عن ثقافتهم, وعدم توضيح نفسك بشكل شفاف فأحيانًا يكون هذا الأمر ما يزيد إصرارهم على تغيير وجهة نظرك, والتعامل بذكاء مع الأمر واحتواءه وعدم إبداء الرفض الكامل يجعلهم أكثر هدوء وإنصات لك, فمثلًا حاول ان تتحدث مع شخص واعي من أسرتك وأن توضح نفسك له بطريقة التفافية, مثل أنك غير جاهز بعد للزواج..وتهمك فرحتهم ورغبتهم باستقرارك وكل شيء سيكون على ما يرام ولكنك بحاجة إلى الشعور بعدم الاختناق منهم والشعور بأن ثمة حوار وأيام بينكم لا تتعلق بالتحدث عن هذا الأمر فقط..وحاول ان تستميل قلبه وأن تقدم للآخرين من عائلتك أيضًا احتياجات نفسية تدرك بأنهم يستجيبون لها لتقلل ضغطهم عليك.. 

- ذكر نفسك بأن الصحة فوق كل شيء سواء الجسدية او النفسية, لذا لا تنتظر أن يصبحوا أشخاص آخرين, وحاول أن تبادر لتحسين مزاجك مهما صدر منهم من خلال فعل أمور مبهجة ومطمئنة كالاستماع لشيء هادئ/لقاء الأصدقاء المريحين / الرقص الحر/ الخروج للمشي وقضاء وقت بسيط في الطبيعة...

- تخفف من أي مجالس بها ذكر لمشاكل الأزواج المستمرة أو الاستماع لتذمر النساء والتحدث عن الهموم وماشابه, وحاول أن تبني شخصية متزنة بك ومستقلة ماديًا ونفسيًا ومثقفة فكريًا..فالإنسان الذي يعتني بنفسه واتزانه الكامل ..لا يخشى على نفسه أن يكون زوجًا او والدًا والأيام تثبت له حكمته في كل الأدوار.

- الإيمان بأن الخوف من تجربة الزواج والتزاماته أمر طبيعي ولكن يجب عدم المبالغة بها والسماح للوقت أن يهدئك وآمن أنه بمجرد أن تصبح داخل التجربة ستتبدد مخاوفك وتعتاد الأمر وتجد طريقة لإدارة نمط حياتك الجديدة من كل اتجاهاتها, الأهم ألا تهول الأمر داخلك لأنه مهما بدا في ذهنك ليس كما حقيقته, وبالإمكان الاستعانة بمشاهدة فيديوهات لأشخاص عانوا من هذه العقدة وتعلم كيفية تخطيها, فالاطلاع على التجارب المشابهة يهدئك ويجعلك تعطي الأمور حجمها.

يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من 16 مجال، بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط: