انا رجل ابلغ اربعين عاما متزوج من زوجتين لدي اطفال...

من الواضح أن عدم استقرار علاقتك الزوجية مع والدتها ومعايشة الطفلة للمشاكل والأحداث وتعريضها لسماع ما لا يجب سماعه أحدث خلل في شخصيتها, واستخدام والدتها لها كبطاقة استعطاف وتحكم بك وبمكوثك عند غيرها من اسوأ ما يُقدّم للأطفال في هذه الحالة, فالجهل بالتربية يدفع بأحد الوالدين أحيانًا لتحقيق رغباته أو تحقيق الانتصار/الانتقام من خلال استخدام الطفل وحشو ذهنه بأفكار مشوهة وتعليمه ممارسات سلوكية ولفظية لا يجب عليه التعرض لها, ومعايشتها المشاكل أيضًا لربما جعلها تدرك خوف اضطراب علاقة الوالدين اللذين هم عالمها ما يدفعها لخلق القصص والظهور بدور ضعيف والتعلق الزائد بك لتضمن ألا تغادر المنزل وألا تبتعد عن والدتها أو لتخفف حجم الصراعات بين الوالدين, فالطفل ينتبه لأمور نظن بأنه لا ينتبه لها مطلقًا, وتراكم كل هذه الدوافع والمحفزات على الابنة خلق الشخصية المهزوزة والتي تميل لنسج الخيال للفت الانتباه وضمان الاستقرار الأسري وبقاءك بجانبها وعدم خسرانك وخسرانها للوجود الوالدي معًا.

ماذا يمكن أن تفعل لأجل الطفلة؟

- من الهام تعزيز دور والدتها في تقوية شخصيتها وإعادة رسم نمط أفضل للوالدية في ذهنها ويمكن لأجل ذلك التحدث معها بهدوء وحب وأن مصلحة الابنة فوق كل شيء وتحتاج منها لعمل جهد لازم من اجل ابنتك مثل تجنب الحديث عنك او عن العائلة او عن أي شيء آخر بسوء وبطريقة غير مناسبة أو بطريقة ضعيفة لألا تأخذ الأمر على روحها وتمارس تفكير زائد بالأمور..وإذا كانت زوجتك صعبة المراس فبالإمكان الاستعانة بطرف ثالث حكيم مقرب من زوجتك للتحدث معها وجعلها أكثر وعي بأساليب التربية المتزنة وبأولوية الطفل وصحته النفسية مهما كان الأمر شائك بين الزوجين وفهم ما الأمور التي لا يجب ان تتعرض لها الطفلة.

- تجديد العافية النفسية للطفلة ومحاولة إخراجها من جو البيت والتركيز بأحداثه من خلال إشراكها في نادي مناسب للأطفال كمخيم صيفي او لتعلم مهارة جميلة او لتطوير مواهب وماشابه..وان يكون مكانًا مؤتمن وتقوم بتوصيلها واخذها ومتابعتها..فجعل الطفلة في احتكاك مع الآخرين ومع الأقران يساعدها بشكل غير واعي ويجعل ذهنها أكثر انفصال عن حالة الضعف والضحية والاستعطاف..

- خاطب ابنتك بكلمات تعزز ثقتها في نفسها وبقوة شخصيتها دون استهجان لما تفعله او لقصصها الخيالية لأن عمرها الحالي أيضًا عمر يميل لبناء ونسج القصص وظرفكم يزيد الأمر تفاقم, حاول أن تخبرها مثلًا بأنك تراها قوية وتحب كيف تتصرف في الموقف كذا وتحب كيف تكون مسؤولة عن اختها في الموقف كذا .. أو أنك تريد عقد تحدي معها بان تتعلم النوم بمفردها وقراءة قصة قبل النوم وتتتفق على تحفيز او هدية في حال فعلت هذا الأمر..لتبدأ تعويدها على رعاية نفسها والانفصال عنك قليلًا..

- حاول أيضًا ألا تهتم بالأمر بشكل كامل وأن تترك مساحة لتبيان انشغالك ووجود مهام مستعجلة وزيارات ولقاءات يجب فعلها, ويكون بينك وبين ابنتك حوار يلائم عمرها لتوضيح ذلك والاتفاق على موعد معين لرؤيتها وتعليق ساعة مثلًا في غرفتها أو لوحة توضح نشاطات وروتين معين وأوقات معينة لكما معًا..فوجود روتين مع الأب واضح ومحدد وأمام عينيها يجعلها أكثر مسؤولية تجاهك ويجعلها أيضًا تجد ما تفعله خارج هذا الروتين لأنها تدرك عدم وجودك.

- من الهام جدًا اصطحاب ابنتك لأخصائي نفسي لتقييم حالتها وتنظيم جلسات علاجية تفرغ بها الابنة دواخلها وتشوهاتها التي أحدثها نمط التربية وخبرات الطفولة مع العلاقة الوالدية وغيره..

- اجعل المرشدة المدرسية على دراية بالظرف النفسي للطفلة لتكون جزء مشترك من عملية العلاج ولتتفقوا على دور مناسب في المدرسة لها من متابعة للطفلة وحرص على توظيفها بالنشاطات ومراقبة سلوكها وملاحظته مع الأقران ومدى اتزانه وما إذا كان ثمة اضطرابات يجب التعامل معها كالانعزالية/العدوان/عدم التكيف الدراسي.. أيضًا لتجعل المعلمات يقدموا جهد أكبر في التعامل بود مع الابنة لتحسين معدلها الدراسي وتشجيعها ايضًا من خلال دمجها بالأنشطة اللامنهجية والنوادي المدرسية وغيره..