السلام عليكم انا ابغى احد يفتيني في مشكلتي مع زوجي...

أتفهم ما تمرين به وعدم قدرتك على احتمال الزوج فكل زوجة وأم تحتاج أن يكون زوجها خلوقًا وأكثر وعيًا بالدين وأكثر قدرة على أن يكون قدوة صحيحة لأبناءه, ومن الواضح من استفسارك أن زوجك شخصية غير مسؤولة ولا يبالي بأي شيء سوى شهوته وحريته

من المهم في هذه الحالة التحدث مع الزوج بحسم وفهم الأسباب التي تدفعه لإدمان الإباحية وأن معرفتك بهذا الأمر ليس خطأك بل أمر هام لأنه يؤثر في نمط العلاقة الجنسية بينكم وقوتها وطبيعتها, ولربما أن زوجك نشأ في بيئة تشبه تصرفاته او نشأ بتشوه وخلل معين مع الأسرة وأساليب والدية خاطئة جعلت منه هذا الشخص أو بسبب تأثير دائرة رفاق سيئة عليه ولم تطوره للأفضل, أو بسبب اعتياده على العادة السرية منذ مراهقته وإدمان الإباحية وتحقيق الراحة من خلال ضغط معين او صورة معينة لا تتم بعلاقتكم ما جعله مدمن تحقيقها بالاستمرار بنفس الطريقة.

لذلك حاولي إيجاد وقت هادئ وتحدثي مع زوجك بهدوء ودون إظهار أنه شخص سيء ودون مخاطبته بطريقة عنيفة او تحمل نوع من التجريح لأن هذا لا يزيد الزوج سوى ابتعادًا وعنادًا لصورة ذاته, حاولي إخباره بأن ما يعاني منه هو مشكلة وأنت بجانبه وستساعديه قدر الإمكان على تجاوزها, فأنت بحاجة للشعور بأنك كافية وبحاجة للمساعدة في رعاية المنزل والأبناء وأنت ترين بأنه رجل يستطيع إدارة بيته وتثقين به وبما يصدر منه ..فلربما الحديث المعاكس للواقع يحفز ما بداخله ورغبته بالحفاظ على هذا الانطباع ويستجيب لمساعدتك ومحاولاتك.

حاولي أن تفهمي نمط العلاقة الجنسية التي تُرضيه وان تحققي له ما يحبه ضمن المسموح شرعًا بالتأكيد, وأن تهتمي بنفسك والعناية بجمالك وتجديد ملابسك الخاصة لتضمني بان ليس هناك أي تقصير من جهتك.

 أيضًا التحدث مع شخص مقرب منه وموثوق فيه كأخ أو صديق أمين وطلب منه أن يكون موجودًا بجانب الزوج و ليقترح عليه أنشطة وممارسات تطور من شخصيته ورغبته بأن يكون شخص أفضل وشغل وقته بالمفيد لألا يجد وقت للإباحية, مثل تذكيره بالصلاة مثلًا واصطحابه للمسجد و اقتراح الذهاب لمجالس فكرية ودينية توسع من أفق تفكيره واهتماماته وتجعله يتبنى أمور سليمة ومتزنة, زيادة وعيه الديني من خلال تعريضه لفيديوهات بشكل غير مباشر, تذكيره بأدواره الأسرية والوالدية بطريقة التفافية كالحديث مثلًا عن نماذج رجال من حولهم واستهجان تصرفاتهم كذا تجاه عائلاتهم ما يجعله ينتبه بأن إن استمر على هذا التصرف فسيكون مستهجن ومنبوذ مثل هؤلاء الرجال..

وأتفهم أنك الآن مستاءة ولا تري بأن المحاولات والمبادرات منك هي الأمر المنطقي لأن زوجك هو المخطئ بكل أموره, ولكن مدمن الحشيش والإباحية يكون غارقًا كاملًا, وفي هذه الأوقات الصعبة تظهر أيضًا قوة وصبر الزوجة, وأولويتك هي الحفاظ على الاستقرار الأسري أو المحاولة التامة للمحافظة عليه لأجل أطفالك ولأجل صورتك, فاستعيني بالله وحاولي قدر الإمكان تمكين صلابتك النفسية وذكاءك في التعامل معه وعدم الاندفاع للجدالات وإظهار الأحكام..

ومن المهم أيضًا أن تنتبهي لعدم تأثر الأبناء من شخصية والدهم. وتقومي بتربيتهم على الأمور النافعة ولا تعرضيهم للبقاء مع والدهم لوحدهم لحمايتهم من أي ضرر, قومي بتسجيلهم في نوادي مفيدة أو مخيمات تشغل وقتهم بشكل صحيح ومتزن وتبعدهم عن مشاهدة اي شيء غير مناسب ويكون أيضًا تخفيف عبء عنك, أيضًا تخصيص أماكن معينة ليتواجدوا بها بالمنزل بعيدة عن ممارسات الأب وشغل انتباههم دائمًا على الفور بأي شيء آخر إذا تعرضوا لرؤية ما لا يصح لعدم السماح للفكرة بالاسترسال داخلهم والتأثير على نمط تصرفهم مثل طلب المساعدة منهم في مهام المنزل أو إشغالهم بأنشطة جماعية كالتلوين الجماعي أو اللعب على الحاسوب أو مشاهدة فيلم عائلي معًا..توعيتهم بالدين الصحيح وما يصح وما لا يصح عن طريق جلسات حوار يومي معهم بسيطة وبأسلوب غير جامد وغير ثقيل واستغلال قصص ما قبل النوم أيضًا لتجسيد سلوكيات شخصيات صحيحة ولا تندفع للخاطئ مما يواجهونه وكيف أن ذلك يؤثر على صورتهم امام الناس وبالمستقبل وبالمدرسة ..فالأبناء يستجيبوا لهذا النوع من المحاولات ويستجيبوا للحديث والنصيحة خصوصًا في ظل تواجد التفهم وإشعارهم بالاحتواء والتحفيز المعنوي والمادي المتزن.

إذا لم يستجيب الزوج لمحاولات بمرور الوقت وأصر على إدمان الحشيش والإباحية فإن التحدث مع شخص موثوق من عائلتك وتوضيح ظرفك النفسي له وجعله يتعامل معه بحسم سيكون خطوة جيدة ليدرك بأنك لست وحدك وبأن ثمة رادع لأي حال يصر على تبنيه, ويذكره بأن التعافي من الحشيش هو أمر واجب عليه لكون أب, ويحاول أن يقنعه بالذهاب للطبيب النفسي والبدء بجلسات علاجية للإدمان .

يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من 16 مجال، بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط :