انا بنتي عمرها ثمانيه سنوات وتسوي كلها كل حركات...

ممارسة الابنة لسلوكيات مشابهة لسلوكيات الأولاد لا يشير بأن ثمة خلل بها أو بأنها حالة مستهجنة ويجب أن تقلقي باستمرار, فأحيانًا المعايير المجتمعية التي اعتدنا عليها والتي تصنف ما يمكن للولد فعله وما يمكن للفتاة فعله يجعلنا نظلم الابن في الحكم على سلوكه, فالطفل من الطبيعي أن يتصرف وفق ما يرغب وما يحتاج, فإذا كانت الفتاة مثلا تريد لعب الملاكمة او تريد التسابق على الرمال او تلعب بالسيارات او تكره ارتداء اللون الزهري متًلا فكل هذه أمور طبيعية.

وتذكري بأن ابنتك في عمر النمو وما زالت صغيرة جدًا على هذا القلق, وما هو بدائرة سيطرتك لمنع ان يتحول الأمر لشيء فعلًا غير مرغوب هو الانتباه لأسباب هذه السلوكيات وضبطها او التعامل معها, فلربما سلوك الابنة هكذا بسبب:

- كونها بمحيط أقران مليء بالأولاد واحتكاكها الدائم والمباشر بهم ما يجعل تقليد افعالهم وشخصياتهم أمر بديهي, فالطفل يكتسب الخبرة والشخصية في هذا العمر بالتعلم الاجتماعي

- كونها لا تمتلك أخوات قريبات من عمرها واعتادت مجالسة اخ لها او اللعب معه باستمرار ما يجعلها تتصرف مثله بتلقائية أيضًا

- كون الابنة تمتلك أخوات أهدأ منها بكثير وشخصياتهن تختلف عن شخصيتها تمامًا ما يجعل سلوك الابنة يتضخم في عينك بشكل غير واعي وتريها طفلة صبيانية ولكن التعبير الصحيح انها طفلة مشاكسة او مندفعة او منطلقة او لربما تعاني من فرط الحركة أيضًا. وحرصك على ضبط افكارك ومشاعرك هام لأجل صحتك النفسية.

- كونك بمحيط كثير الانتقاد لابنتك ويشعرك بأنها صبيانية باستمرار ما يزيد عبئك النفسي وترفضي كل تصرفات ابنتك.

ماذا يمكن أن تفعلي لتحتوي الأمر ؟

- تقبلي طبيعة ابنتك ولا تجعلي أصوات من الخارج تؤثر على نظرتك إليها او على صحتك النفسية.

- إذا كانت الابنة كثيرة الاحتكاك بالأولاد فإن ضبط هذا خطوة هامة, بالإمكان اصطحابها بانتظام لزيارة اقارب او اصدقاء لديهم فتيات بنفس العمر وتحبهم الابنة, أو إشراكها في نادي او مركز لتطوير رياضة او تعلم مهارات وماشابه يمكنها من مقابلة الفتيات والاحتكاك بهنّ أكثر

- انتبهي لطبيعة الحديث مع ابنتك ولا تركزي فقط على تصرفاتها واخطائها, حاولي أن تعززي كل عمل جميل تفعله او كلام تنصت لك فيه وان تتحدثي عن ذلك امام الآخرين كالضيوف مثلًا, فانتباه الابنة لحبك وفخرك ودعمك يجعلها أهدأ معك وأكثر استجابة

- لا تحاولي إلزام ابنتك شخصية معينة واحرصي فقط على أن تشاركيها الانشطة التي ترينها صبيانية, وان تعتاديها وتفكري باستمرار عنها أنها أنشطة تحبها ابنتك لا أكثر ولا أقل وهي لا زالت في مرحلة بناء شخصيتها وكل اختلاف نافع, ويمكنك لأجل ذلك أن تشاهدي فيديوهات لمختصين تربية تحدثوا عن الموضوع وتتطلعي أيضًا على تجارب الأمهات.

- حاولي أن تهدئي تصرفات ابنتك وتجعليها تنتبه لتصرفات أفضل من خلال الاقتراح المباغت والتشجيعي لا بأسلوب التعليمات او إظهار الأسف على تصرفاتها, فمثلًا إذا كانت تمارس سلوك يستفزك بالإمكان ان تقترحي عليها النهوض معًا لصنع كيك منزلي, أو أن تذهبوا معًا للتسوق, أو أن تشاهدوا فيلم كرتون أو تقوموا بالتلوين الجماعي والرسم أو تركيب القطع وصنع المجسمات..فالطفلة عندما تمارسي معها أنشطة هادئة وجميلة تعتادها بالتدريج, ولكن الاستهجان والحزن والتفكير دائرة لن تفقدك سوى صحتك النفسية وقدرتك على بناء علاقة مختلفة وشجاعة مع ابنتك.

- تذكري أن ابنتك بمرور الوقت ومع تقدمها بالعمر وتعرفها على صديقات بالمدرسة وغيرها ستتحسن سلوكياتها بالغالب.

يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من 16 مجال، بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط: