السلام عليكم لو سمحت انا أشعر بحزن شديد لاننى أشعر...

أتفهم حالتك وغزارة مشاعرك وطبيعة أن يشعر الإنسان بالتعب بسبب ما يعايشه, لأن العالم فعلًا أصبح مكانًا مليئًا بالقسوة والمظالم وما يزيد شعورنا حساسية هو قدرتنا على الاطلاع على هذه القسوة والمظالم بشكل واسع ودائم ومعرفة أخبار العالم المؤلمة والحزينة والاصطدام بها أينما التفتنا أو ذهبنا ولربما ما سهّل هذا الاطلاع هو مواقع التواصل الاجتماعي وانتشار الأحداث والقضايا الإنسانية وغير الإنسانية بسرعة كبيرة وبتفاصيل كاملة.

ولربما ما ساعد في أن تصلي لهذا الحال هو:

- كونك شخصية انفعالية أو حساسة جدًا وتأثير الأمور فيك بطريقة مضاعفة.

- استخدامك بكثرة لمواقع التواصل الاجتماعي ومتابعة الأحداث بصورة دائمة.

- وصولك لدرجة احتراق نفسي بفعل الإجهاد الشديد والضغوطات النفسية الشديدة جعلك أسرع استثارة وانهيار تجاه كل ما يثير العاطفة.

- التفكير المفرط والتأمل بالحياة والمصاعب التي يجابهها الناس من فقر ومظالم وقسوة ونبذ وتجارب غير سارة لحالة فراغ في حياتك او عدم وجود اهداف تسعي لها.

واستفسارك عن كيفية تقوية صلابتك النفسية والتعامل بشكل أفضل من هذا يشير لرغبتك بتحسين جودة حياتك وبالإمكان الاستعانة بالتالي:

- ذكّري نفسك دائمًا بأن وجود مساحات الظلم لا يعني بأن الله غافل وأن الله يرعى كل المخلوقات بحكمته الخالصة ولن تكون أكثر رأفة بالناس وبالمخلوقات ممن خلقهم واستخلفهم ويرعاهم, وهذه الفكرة من اكثر ما سيزيح الكدر عن روحك إذا استشعرتيها جيدًا وذكرتي بها نفسك بيقين كامل يوميًا.

- حاولي إبعاد نفسك عن الانترنت ومتابعة الأحداث اليومية في العالم عن طريق تقييد استخدامك للهاتف أو تعطيل مواقع التواصل الاجتماعي لفترة واستجماع قوتك النفسية, وهذا الأمر أصبح ضرورة للجميع لأجل صحتهم النفسية.

- إشغال وقتك تمامًا لألا تتركي نفسك للفراغ والوحدة والتأمل بمصاعب الناس وحياتهم, من خلال تعلم مهارات جديدة/ زراعة النباتات ورعايتها/ الالتحاق بمجالس فكرية شبابية/ مساعدة الأهل بالمنزل/ الدراسة أو العمل / مشاهدة فيديوهات تحفيزية ملهمة ترفع فيك الصلابة النفسية وفكرة ان المعاناة أمر طبيعي بالحياة وهي مولّد أساسي للنجاحات والوصول وأشياء كثيرة..

- توظيف حزنك على الآخرين ومعاناتهم من خلال دور يتضمن المساعدة والتخفيف عن الناس قدر الإمكان, مثل الانتساب لفريق خيري تطوعي يقدم المبادرات للناس وللحيوانات بما يتناسب مع الأيام, الانتباه لمحيطك وما إذا كان محتاج لشيء تقدري على توفيره, التحدث مع الناس بأمل وبكلام طيب وتخفيف عنهم كدرهم بالكلمة وبالتصريح لهم عن جوانبهم الجميلة وتذكيرهم باشياء تعجبك بهم مثل أحب قميصك هذا/ اعجبت بما فعلت في الموقف كذا/ أنت قوي وأحب مسؤوليتك ووسعيك لأجل من تحبهم وتهتم لأمرهم...

فهذه الطريقة افضل بكثير من الاستياء والحزن.

- إذا شعرت بأن الأمر ثقيل عليك ولا تستطيعي التحسن بالإمكان زيارة أخصائي نفسي لتنظيم جلسات علاجية .

يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من 16 مجال، بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط :