انا اعاني من صغري من التفكير الزائد وعرفت مؤخرا...

التفكير الزائد مشكلة يعاني منها الكثير من الأفراد, والإفراط في هذا الأمر يقود الإنسان لمشاعر وأفكار وسلوكيات مشوهة, ويجعله ينتقل لمساحة تفكير مغلوطة تؤثر على نمط تفاعله مع ذاته والأحداث والآخرين والعائلة, لذلك فإن ضبط التفكير الزائد مدخل لضبط كل تبعات الحالة التي تعايشينها.

ولضبط التفكير الزائد لابد من فهم ما الذي يمكن انه يجعلك تنقادي إليه, والأسباب لربما متولدة من:

- كونك شخصية حساسة وتتأثر بما يدور بسهولة

- كونك شخصية متأملة بالتفاصيل والأحداث وتميلي للتفكير بسيناريوهات وهمية وسلبية.

- كونك تميل لاعتناق فكرة عدم نيلك للتقدير الكافي من الآخرين وتمتلكي استحقاق ذات عالي.

- عدم امتلاكك لطقوس وهوايات فردية تشعرك بالانسجام والصلة بالحياة وأُنسك مع ذاتك ما يجعل شغلك الشاغل هو التفكير بما يجري بينك وبين الآخرين.

- كونك تعاني من ثغرة في المهارات الاجتماعية تجعلك تخسر علاقاتك وأنت غير مستبصر بها فترى أن الخطأ من الآخرين.

- ضعف الثقة بالنفس والشعور بالكفاية

- أحلام اليقظة ولجوءك المستمر للعيش بالخيال لتعويض أي نقص تشعرين به او التعامل مع أي إحباط سببته انتكاسة نفسية او صدمة عاطفية.

ولكن تذكري بأن المرور بتجارب غير سارة لا تعني الخضوع والتسليم لآثارها عليك وترك نفسك للاسترسال بالتفكير لمنع تفاقم حالتك لاضطرابات نفسية جسيمة, وبإمكانك الاستعانة بالإرشادات التالية:

• عدم ترك نفسك للفراغ والوحدة وملأ وقتك بكل ما هو مفيد أهم خطوة لمواجهة التفكير الزائد, فهو صديق الفراغ, لذلك من الهام أن تبدأي بتطوير نمط حياتك وبناء روتين يومي مليء بتعلم المهارات واللغات عن طريق الانترنت او الدراسة وفق خطة تضعينها او البدء بتعلم الرقص مثلًا او العزف وغيرها من الخيارات..
• إعادة تحديد أولوياتك وأهدافك لإعطاء كل موضوع حجمه وللتصرف مع امور حياتك بناء على أولوياتك.
• استمد القوة والحب من نفسك أولًا وارفع صلابتك النفسية تجاه خذلان الغير لك, فأنفع ما يقدمه المرء لنفسه هو أن يحب نفسه باتزان ويعتني بها وبجماله وبمكانته الاجتماعية, ويمكن ذلك من خلال تذكر نقاط قوتك وجوانبك الإيجابية ومواقفك التي كنت بها شخص اجتماعي ومعطاء ومبادر ومساعد لزيادة ثقتك بنفسك, والإيمان بأن كل هذا هو خير مردود لك وفي رصيد شخصيتك وتطورك والوقت صديق الجميع.
• شتت تفكيرك عن أفكار الحب بالخيال, وحاول أن تعيد الصلة مع واقعك, اقض وقت أكبر مع عائلتك وأصدقاءك الذين يحبونك ويفخرون بك في ممارسة النشاطات وأشياء جديدة لم تعتاد عليها لخفض توترك وقلقك وتجديد عافيتك النفسية
• ركزي انتباهك نحو أشياء تحبينها او تريحك لاستعادة اتزانك الذهني كممارسة تمارين التنفس العميق بانتظام وممارسة الرياضة وقراءة الكتب وتلوين رسومات الكبار, اللعب مع الأطفال ومشاهدة الأفلام الوثائقية والتحفيزية
• مقاومة الافكار التخيلية الغير منطقية من خلال اعطاء عقلك تعليمات بصوت عالي بالتوقف عن ذلك, فتدريب عقلك على ذلك يحسن استجابته لك ويحسن سلوكك
• بناء علاقات صحية جديدة تشعرك بالحيوية النفسية من خلال الالتحاق بدورات او نوادي تدريبية مناسبة لعمرك, الالتحاق بمجلس ديني وحفظ القرآن مثلًا او تلقي الدروس, فبناء صداقات جديدة تجعلك تنشغلي عن التفكير بمن خذلك وتبدأي بفهم الطبيعة المتزنة للعلاقات وتتعلمي أمورًا جديدة عن كيفية التصرف .
• من المهم أن تدركي بأن الحديث مع الأهل عن ظرفك النفسي لا يجب ان يشعرك بالخوف والحرج وماشابه, فالعائلة دائمًا تريد ان يكون فردها بخير وبأفضل ما يكون, ولكن احرصي على كسر هذا الحاجز النفسي داخلك من خلال عدم الدخول للموضوع مباشرة بل بناء قاعدة في العلاقة والتقرب منهم والحديث معهم عن اهتماماتهم وموضوعات تلفتهم ومساعدتهم في المنزل, ثم تحدثي مع شخص ناضج وواعي وشاركيه ظرفك وسيكون داعم لك لخطوات أفضل إن شاء الله تتحسني بها تدريجيًا ويكون بمثابة منبه خارجي لك لكسر التفكير المفرط.

يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من 16 مجال، بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط:

تحميل تطبيق جواب

ولأجل مواجهة الكوابيس والأحلام المزعجة التي تعاني منها احرصي على تدوين الاحلام خلال النهار لتفريغها ومواجهتها ومراقبتها وتقليل ظهورها مرة أخرى, أيضًا من خلال ممارسة تمارين التنفس العميق والاسترخاء قدر الإمكان لإراحة ذهنك.

وإذا استمرت الكوابيس فإن زيارة أخصائي نفسي مع أحد افراد العائلة المتفهمين خطوة مناسبة من أجل وضع خطة التغلب على الكوابيس او بالإمكان مشاهدة فيديوهات مختصين عن هذا الأمر.

وللتركيز في دراستك حاولي أن تبني وسائل جديدة تجدد نشاطك مثل الدراسة مع صديقتك بشكل جماعي/ استخدام السبورة والأقلام والدراسة بصوت عالي/ الحفظ من خلال الغناء او القصص او الربط بتواريخ احداث حياتك.. أيضًا ضعي عبارات محفزة لك في غرفتك على ورق ودوني بها طموحاتك وأحلامك لتستفز دافعيتك وحافزيتك للدراسة.