انا عندي دائما حاله غضب تجاه الاخرين مش كل الناس...

أتفهم شعورك بالانزعاج والاستياء والخذلان, ولكن أحيانًا نظلم أنفسنا في رفع توقعاتنا من الآخرين ونظلم أنفسنا عندما نركز كثيرًا في ردود أفعال الآخرين, ونظلم أنفسنا عندما نقرر العطاء الكامل والغزير دون الحاجة لذلك.

الناس ناضجين وواعين لما يبذلونه تجاه العلاقات, ولربما أنت بشخصية حساسة أو أن حياتك ترتكز على الجانب الاجتماعي بشكل كبير أو أن لديك (حالة فراغ /عدم تعلم الأنس بالذات/ حالة وحدة..) تجعلك تتأملي بسلوكيات الناس أكثر من اللازم وتثقلي نفسك بما لا تطيقها , والأولى في هذا الأمر أن تتعلمي الاتزان في التعامل والعطاء, وألا تغرقي الآخر بعطاء لم يطلبه منك ثم تنزعجي إذا ما أبدى رد فعل يليق بتوقعك...فالناس مختلفين في الشخصيات وفي أولويات اهتماماتهم ولا يجب أن تتعاملي معهم وكأنهم بمثل شخصيتك وفكرك, سيخيب ظنك.

أيضًا من الهام أن تنتبهي لما يمكن أن تحمليه من نقاط ضعف شخصية تجعل الآخرين يتجاهلونك او لا يعطوك نفس الحب, مثل شعور الآخرين بفضولك الزائد/ تطفلك على تفاصيل لا تعنيك دون قصدك/ قربك الزائد منهم وعدم إعطاءهم مساحة/ اتخاذ دور في حياتهم لم يطالبوك به, والتركيز على أي نقطة تستلزم التحسين والتطوير وتصالحك مع ذاتك أمر هام جدًا لك اجتماعيًا ونفسيًا.

أيضًا تذكري بأن الحياة ثقيلة ومتسارعة ومصاعب الناس والتزاماتهم وانشغالاتهم تزيد يومًا عن يوم, لذا عدم إعطاء رد فعل يرضيك لا يعني بأن من يقابلك يتعمد الأمر بالضرورة, فلربما ببساطة مشاغله تجعله لا ينتبه لنفسه ويرعاها حتى ينتبه لنفسه مع الآخرين.

لذا عمومًا حاولي ألا تكثري التفكير وتتركي نفسك للفراغ وتحاصري نفسك بأفكار الغضب والاستياء من العالم, فالحياة أقصر من هذا, والاهتمام بصحتك النفسية مهما بدر من الناس هي أولوية, لذا حاولي أن تملأي وقتك بعلاقات صحية ومحدودة مثل الالتحاق بمجالس فكرية ثقافية او دينية/ الخروج للنادي الرياضي والتعرف على صديقات جدد/ تحسين المزاج مع من تحبينهم بشكل لا يجعلك تغرقي في الآخر وتصرفاته وما يعينكم على هذا هو الخروج لعمل نشاطات متجددة في الطبيعة مثلًا او فعاليات لم تعتادوا عليها فهذه الأمور تجدد العافية النفسية

حاولي تفريغ عبئك النفسي من خلال تمارين التنفس العميق/ الخروج للمشي اليومي/ ممارسة الرياضة/ تدوين افكارك ومشاعرك ومواجهتها بمنطقية ايضًا تعينك على تبديد الغير متزن منها واستعادة نفسك, إذا شعرت بأنك غير قادرة على استجماع نفسك فإن الذهاب لأخصائي نفسي لتنظيم جلسات علاجية تساعدك في تعلم اساليب المواجهة والتأقلم والاسترخاء وتوسيع أنماط تفكيرك ..سيكون خطوة جيدة.