أعاني من فرط لوم الذات وفرط الحب للاشخاص والتعلق...

التعلق الزائد هو حالة مرضية عاطفية قهرية تجعل الفرد يمارس تصرفات وسلوكيات ومشاعر معينة تجاه شخص ما بشكل غير طبيعي وغير النمط المتعارف عليه في العلاقات, كشعورك بالتعلق الشديد بأي شخص مقرب, والتي يمكن أن يظهر بعدم تقبل أن يرافق او يتعامل مع أحد غيرك أو يخرج مع أشخاص من دونك أو من دون علمك بالإضافة إلى كثرة التفكير به والتركيز في حياته بشكل كبير ورفض أي عدم مشاركة لتفاصيل حياته فتشعر بوجوب أن تعرف كل شيء عنه وأن تتصرف معك بهذه الطريقة, والحساسية الزائدة تجاه أفعاله معك وعدم تقبل اي تغييرات نفسية او عاطفية بينكم.

وقد يكون ذلك نتيجة لأساليب التربية الخاطئة كالإهمال الشديد والقسوة الزائدة أو الإساءة والتعنيف فيشعر الفرد بالأمان تجاه شخص فيحرص أن يجعله دائرة أمانه لوحده, أو نتيجة لسمات شخصية كالتملك والحساسية الزائدة تقودك لهذه التصرفات, أو للإعجاب الشديد بهذا الشخص والتأثر به بشكل مهول للحد الذي يفقدك نفسك.

يمكنك أن تستعين بهذه الإرشادات لتخفيف التعلق الزائد وإعادة ضبط النفس:

• مقاومة التركيز بحياة الآخرين ومتابعة أخبارهم والتركيز على نفسك وتحسين نقاط ضعفها من خلال ممارسة رياضة التأمل وزيادة فهمك لذاتك
• محادثة شخص تثق به مما يعزز من تبصيرك بالسلوكيات الصحيحة وتعديل مفاهيمك وبنيتك المعرفية ومواجهتك في لا اتزان سلوكك وأن يكون منبه خارجي دائم لك للتوقف عن فعل ذلك.
• قضاء الوقت أكثر مع الأشخاص الذين لا تشعر بالتعلق تجاههم مما يزيد من حيوية علاقاتك ويشتت تفكيرك السلبي, مثل معارف في مجالس فكرية او في نادي رياضي او زملاء وماشابه..إلى أن تستطيع ضبط نفسك.
• تعلم أن لا تبدي رد فعل قبل التفكير ل5 ثواني به, مما يحسن من انفعالاتك
• لا تترك نفسك للفراغ ولتكوين الحوارات داخل عقلك, لأن هذا يزيد من عبئك النفسي فقم بتغيير مكان وجودك فورا والاستعانة بممارسة الرياضات كالمشي أو التدوين أو الاستماع لشيء هادئ.
• الحديث مع نفسك بصوت عالي بشكل تعليمات لمنع قيامك بتصرفات غير متزنة كأن تقول: لا تفعل ذلك, هذا لا يخصك, أنت هكذا تدمر حياتك, ومع الاستمرار في ذلك ستتحسن حالتك.
• إحاطة نفسك بأصدقاء وأشخاص جدد والذي يمكن اكتسابهم من خلال الالتحاق في فريق خيري تطوعي وتوسيع دائرة علاقاتك ومعرفة أكبر عدد من الشخصيات ليقل انبهارك بالمحيط او سيطرته على عقلك وإعادة وزن قيمته داخلك بشكل منطقي وعقلاني
• تقرب من مصادر الدعم النفسي الاساسي كعائلتك ما يشعرك بالحب والرعاية ويقلل بحثك عنه أو حاجاتك النفسية في أشخاص آخرين .
• قم بتحديد اولوياتك وأهدافك بشكل حقيقي وانشغل بها, ففهم المرء لما يريده يجعله يتعامل مع باقي أمور حياته بناء على أولوياته ويجعلك أكثر وعيا بذاتك وما يجب أن تكون عليه
• حاول مقاومة مراقبة الأصدقاء في وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مرضي ومتابعة أحداث ايامهم من خلال الابتعاد عن هاتفك او الانشغال بأداء مهام منزلية او اكاديمية مؤجلة عليك.
• إذا كان الأمر شديدا عليك ويفقدك نفسك ولا تستطيع السيطرة قم بزيارة طبيب نفسي ايضًا لتقييم حالتك وتوجيهك للعلاج الدوائي الممكن لتهدئتك ومنع تفاقم الحالة لاضطراب جسيم أكثر.
• تذكر أن التعلق الزائد في الطرف الآخر أحيانا يجعله لا يرتاح للعلاقة ويشعر بأنها عبء عليه, لان كل شخص منا يحتاج لمساحته الخاصة ويحتاج لأن يكون كيان منفرد ولا يتقبل التعلق بشكل مبالغ فيه به فهذا التصرف يجعله يراك اندفاعي وغير متزن عاطفيا ويجعله يميل للابتعاد عنك مباشرة او تغيير التعامل معك , وقد يكون أيضا لما تحمله من سمات شخصية لا تتناسب مع شخصيته وكون رغبتك بالاهتمام والتواجد تتعارض مع نمط حياته, وإدراكك لهذا ومحاولة السيطرة على نفسك بإبقاء الفكرة حاضرة في ذهنك وبإعطاء الشخص مساحته الخاصة قد تعيد العلاقة لما كانت عليه وتشعرك بأنك افضل وتزيد كفاءتك في هذه العلاقة, فأيضا لابد ان نتغير نحن للتعافي لا فقط التركيز على المشكلة, فالإنسان هو المسؤول الاول عن صحته النفسية.
• أهمية زيارة أخصائي نفسي لتنظيم جلسات علاجية تساعدك على تعلم أساليب تطويرية للذات والعلاقات والانفعالات.

ومن أجل  التوقف عن لوم الذات بإمكانك تذكير ذهنك بجوانبك الإيجابية وإمكانياتك وما تجيده وكل المواقف التي كنت بها معطاء وناجح وقوي..والتفكير بمكان آمن أو أفكار آمنة تشعرك بالراحة فهذه الأشياء البسيطة تصنع فارق كبير في ضبطك لأفكارك, وتذكر أيضًا أن الإنسان يجب أن يكون أول داعم لذاته مهما بلغ خطئه أو عدم توفقه في تحقيق شيء, فما حدث قد حدث واللوم وجلد الذات لن يصلح ما حدث إنما سيفقدك ثقتك بنفسك وسيخفض مفهومك لذاتك وسيكون مهرب وملجأ لتخفيف التوتر والقلق بسبب ما حدث, والأجدر هنا أن تكون صديق نفسك وتحاول أن تسترخي, تعلم أساليب الرعاية الذاتية من خلال حسابات وفيديوهات مختصين.

يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من 16 مجال، بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط: