ابوي يقول لي اني مجنونه ومريضة نفسية وانه افكاري...

أتفهم صعوبة ما تعايشينه مع والدك فالإنسان يحتاج للشعور بأمان الوالد وصداقته وقربه والتضارب الفكري الذي بينك وبين والدك من الواضح أنه متولد من اختلاف أنماط التفكير وكيفية النظرة للحياة المُرضية.

وتحكم الأهل بحياة الأبناء وخياراتهم وقراراتهم وعدم المقدرة على مساعدتهم في تحقيق أهدافهم يحدث شرخ في الصحة النفسية ويؤثر على مزاج الشخص وصلابته النفسية ويجعله أكثر حساسية واستثارة ما يقود لانهيارات عصبية أو نوبات هلع وماشابه, فالشخص لا يستطيع احتمال تقييد حريته أو التحكم بحياته بأمور فارقة, ولكن من الهام أن تذكري نفسك بأنه بالرغم من كل الصعوبات التي داخلك إلا أن والدك تغير تفكيره وأصبح متقبل لفكرة عملك والأمور لا تبقى على حالها للأبد كما الأفكار فلا تخافي وتضخمي الأمور داخلك.

لربما أن نقاشك مع والدك وأسلوبك لم يكن مجديًا لأنك لم تختاري مداخل نفسية تؤثر عليه وعاندتي أفكاره أو أبديتي رفضك لتفكيره بنظرة او كلمة وماشابه, فأحيانًا الأهالي يجب أن توصلي لهم ما تريدي بطريقة التفافية ذكية فغالبًا ما يكون هناك فجوة بالتفكير أو يخضعوا لأفكار ثقافة المجتمع او ثقافة تنشئتهم الاجتماعية, ولأجل ذلك اختاري وقتًا مناسبًا ويكون فيه والدك هادئ وابدأي حديثك بأسلوب لا يتوقعه مثل التعبير له عن حبك أو توضيح قيمته داخلك مهما كان الأمر عليك ثقيل وصعب, فالحب مدخل للتفاهم وتحسين العلاقة, واعتادي على مشاركته خياراتك في الحياة وما يمكن فعله لأجل إكمال الدراسة بسعر مخفض مثل اختيار جامعة بأسعار مناسبة أكثر, أو البدء بتعلم حرفة معينة او دبلومة معينة تستفيدي منها في سوق العمل في مركز مختص بذلك, وأنك تريدي فعل هذا لإفادتهم ومساعدتهم والشعور بقيمتك وحاجتك لرؤية شعور الفخر بك أيضًا داخله وكل ما تحتاجينه هو فرصة وتفهم وهدوء في العلاقة بدلًا من كل هذا التخبط, وملاحظة والدك لمرونتك وعدم العناد لأجل أمر محدد يجعله يعيد تصرفاته معك إن شاء الله.

إذا كان والدك شخص صعب المراس فاستعيني بطلب المساعدة من صديق له او شخص مقرب له من الاقارب والعائلة لجعله يفهم بطريقة غير مباشرة كيفية التعامل معك وتليين قرارته بخصوصك.

وحاولي أن تفرغي عبئك النفسي من تجاربك السابقة العنيفة مع والدك وأن تتقبلي طبيعة والدك الصعبة فالحياة ليست وردية ولا يمر الجميع بتجارب عائلية هادئة ولكن الوقت كفيل بجعل الأمور أفضل وبجعل صحتك النفسية أكثر تحسن, فالتقدم بالعمر يعطيك قدرة وإمكانية أكبر للتصرف في حياتك وقد تدخل حياتك عوامل تساعدك على إكمال كل ما تريدينه, والتعجل بالأمر والإصرار على خطة وحيدة فقط تضر بك لأنها تجعلك بحالة تخبط واستياء دائمين, لذلك حاولي بانتظام تدوين مشاعرك وافكارك ومواجهتها بشكل منطقي بالإضافي إلى ممارسة تمارين التنفس العميق وكل الطقوس التي تهدئ أعصابك وتبدد نوبات الصراخ والتعب النفسي مثل الاستماع لشيء هادئ/ الخروج للمشي مع جارة او قريبة/ مشاهدة فيديوهات ملهمة ومحفزة/ تخيل مكان آمن والحديث الإيجابي الذاتي .فالإنسان المسؤول الأول عن صحته النفسية مهما مر في حياته.

حاولي أن تحسني علاقتك بوالدك وتبادري لأجل ذلك من خلال مخاطبته بكلام يحبه, بيان امور ايجابية وجميلة به ليشعر باحترامك له, ممارسة نشاطات الكبار معه كمشاهدة برنامجه المفضل/ لعب الشطرنج/الحديث معه عن اهتماماته ,وتأكدي بأن المبادرة بهذه المحاولات البسيطة ستصنع فارق في العلاقة بمرور الوقت واجبري نفسك على تحمل هذا .

توقفي عن متابعة الأشخاص عبر مواقع التواصل الاجتماعي الذي يستفزون شعورك بالرضا عن ذاتك, وأن تذكري نفسك دائمًا بأن النجاح والوصول وتحقيق الاهداف ليس له عمر معين ولا وقت معين فهدئي نفسك قليلًا وركزي على تطوير شخصيتك وما بدائرة سيطرتك إلى أن تتحسن الأمور وتجدي عوامل مساعدة لظروفك.

يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من 16 مجال، بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط: