لو سمحت انا والدتي بتعاني كتير من اخويا هو 15 سنه...

الابن في هذا العمر يمر بمرحلة المراهقة والتي تشمل حدوث تغيرات هرمونية ونفسية وجسدية وفكرية بالإضافة إلى وجود ملامح مثل: تقلبات حادة في المزاج والانفعالات، الانقياد للتقليد الأعمى، الخيال وأحلام اليقظة، رفض التحكمات الخارجية من الأهل والمحيط، الميل للشعور بالاستقلالية وعدم المساءلة أو التوجيه، التأثرالكبير بدائرة الرفاق.

وما يعانيه الابن من كذب وإهمال دراسة وسلوكيات نقص احترام لربما نتيجة لأحد التالي:

• معايشته لظروف مع أقرانه كالتنمر أو العنف أو الإساءة أوانتكاسة عاطفية تقوده للتغير النفسي وتقوده للتصرف بسلوكيات عنيفة وفيها إساءة للوالدين وتقليل احترامهم
• عدم وعي الابن بكيفية التصرف مع التغيرات الحاصلة له في مرحلة المراهقة وتقليده لسلوكيات أقرانه أو سعيه للتمرد والشعور بالاستقلال
• مرورنا بأزمة كورونا ومرحلة التعليم عن بعد وثقل الواجبات والالتزامات المدرسية على الطالب بغير الطريقة الاعتيادية, ثم العودة بعد انقطاع واعتياد على نمط ما وعدم وضوح المستقبل او الاهتمام له.

• كون الابن تمت تربيته بدلال زائد ما يجعله لا يشعر بالخوف ولا يهتم لعواقب سلوكياته الخاطئة لأن لا أحد سيعاقبه أو سيتعامل معه بحسم, وثق تماما أن التنشئة بدلال زائد لها نفس التأثير النفسي السلبي للنشأة بقسوة زائدة
• الكذب قد يكون بسبب خوفه من فقدان امتياز معين او لرغبته في الحفاظ على مكانته داخل البيت أو بسبب عدم اعتياده على مناقشتك والتكلم بوضوح معك او بسبب أنه يميل لعدم إظهار حياته الفعلية لك ويلجأ للكذب لأنها مليئة بالأخطاء لربما.

ولتحسين الوضع الحالي للابن، حاولوا التقرب منه واحتواءه وإشعاره بالأمن النفسي والتركيز على تجديد مزاجه بشكل إيجابي، لا ترهقوه بالسؤال او بالنظرات ولا تشعروه بأنكم مركزون عليه جميعًا واجعلوا أحد أفراد العائلة من المقربين له او احد الاصدقاء يتحدث معه ويفهم ظرفه النفسي ويذكره بأن عائلته تحبه وتحتاجون للشعور بحبه وبأن يحسن سلوكياته مع والدته, وإذا ما كان يعاني من اي مشاكل او مشاعر سلبية فإنكم تريدون ان يتذكر انكم معه وتدعمونه وستنصتون له دائمًا ولا داعي للكذب أو إخفاء الأمور فلا شيء للخوف منه، ذكروه بخصاله الجميلة وجوانبه الايجابية بشكل غير مباشر ليشعر بصدقكم وليراجع نفسه ويعدل سلوكياته بناء على ذلك كمخاطبته بعبارات المدح والفخر والتحدث معه عن اهتماماته والتحدث امام الاخرين عنه بحضوره بشكل جميل وبكم أنه مجتهد ولديه أحلام وطموحات وما شابه،  وجهوه للقيام بأشياء جديدة في الحياة ليحسن روتينه ويصبح اكثر هدوء كالالتزام بالرياضة او الالتحاق بدورة تتناسب مع ميوله  وإمكانية ان يتعلم لغة جديدة او تعلم موسيقى مثلا،  فالتشتت في مرحلة المراهقة وعدم الوعي بالأولويات والمسؤوليات من أكثر ما يضيع الشخص وتأكيد المحيط على الخيارات التي يمكن استغلالها تجعله يرسم أهدافه ويقاوم أي تغيرات نفسية سلبية.

بالإضافة إلى توجيه أحد الأقران الإيجابيين والناضجين من الأقارب أو الأصدقاء للتحدث معه وإحاطته لإبعاده عن سلوكياته الخاطئة والتأثير على بمرافقته إيجابيا أيضا لأجل الدراسة بشكل جماعي معا ما يزيد من دافعية ابنك للدراسة, يمكنك تحفيز ابنك من خلال الاتفاق على هدية تعني له كثيرا في حال درس بجد وأثبت نفسه فلربما هذه الطريقة تؤثر على تحصيله الدراسي.

أيضا لابد من التعامل مع ابنك بحسم وعدم المبالغة في دلاله ووضع عقاب مناسب لأي تصرف خاطئ يقلل فيه من احترامك فالسكوت يجعله أكثر سوء في مراحله العمرية الأخرى والعقاب يمكن أن يكون مناسبا ووسطا فقط تحتاج بأن تؤمن بضرورة هذا لذا قم بوضع تعليمات وقواعد تشمل كل المنزل وعلى كل افراد العائلة احترامها والالتزام بها وتحديد العواقب لمن يتجاوزها, فلربما هذا الأمر يحدث تغيير به.

ولا تقلق فلربما هذه التغيرات جميعها هي بسبب تغيرات المراهقة لذا كن أكثر صبرا وهدوء في التعامل مع ابنك وحاول ان تمارس معه بشكل يومي نشاطات مختلفة كالمشي اليومي أو اصطحابه للتسوق معكم او ممارسة رياضة او التنزه على شاطئ البحر او زيارة اقارب يحبهم معا فلربما هذا التواجد اليومي معا والحوار اثناءه يشعره بقربك وقيمتك أكثر ويجعله يراجع نفسه وتصرفاته معك ويحسن من استجابته لنصائحك.

يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من 16 مجال، بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط: