مرحبا انا سيده متزوجه لدي ابنان المشكله انتي لا...

أتفهم مشاعرك فالتعرض للإساءة النفسية واللفظية من الزوج والشعور بأنك عبء عليه أمر ثقيل على صحتك النفسية ويشعرك بالضيق النفسي والكدر في زواجك واستقرار علاقتك مع شريكك.

ولكن من الهام أن تتعاملي مع الأمر بذكاء وألا تتركي الاستياء يسترسل داخلك دون محاولة لفهم الأمر وإصلاحه والتواصل النفسي مع الزوج فالمشاكل الزوجية والانعطافات الغير سارة في الزواج واردة, ولكن لابد من الوعي بما يجعل يعطل قبول زوجك بك أو بما يدفعه للتعامل معك هذا.

فلربما أن زوجك لا يمتلك مهارات عاطفية للتواصل معك أو أنه شخص عملي وصعب المراس ولا يتقن إدارة المشاعر أو أنّك تمتلكي سمات او صفات تنفر زوجك منك كالحساسية المفرطة/فعل عكس ما يحبه ويرغب به/ عدم رعايته نفسيًا وجنسيًا وإشعاره بنفس الأمور التي يتعرض لمشاهدتها على الانترنت مثلًا, أو لكون الزوج غير شاعر بشخصيتك وإنجازك في الحياة ورغبته بنسخة أفضل لزوجته, أو أنّ اختلاف شخصياتكم وعدم وجود اهتمامات وميول مشتركة ومساحة حوارية تجمعكم ساهمت في تطور هذه الإهانات في العلاقة.

وبكل الأحوال فإن حديث الزوج معك بقسوة أمر غير مناسب فالزواج علاقة للاحتواء والتفاهم وتحقيق الاحتياجات, لا مساحة للتجريح والانتقاص والإهانة.

ولأجل تحسين هذه العلاقة بإمكانك الاستعانة بالإرشادات التالية:

- حاولي فهم الأسباب التي تدفعكم للجدال المستمر بدون داعي وتخلق المشاكل الزوجية, فقد يكون بسبب كون الطرفين يحملوا سمات كسرعة الاستثارة أو عدم التريث وقلة الصبر أو الميل لإلقاء اللوم على الآخر, أو بسبب اختلاف التفكير بين الطرفين وعدم وجود مساحة تفاهم تقلل من الصدام, أو بسبب حالة الفراغ في الحياة التي تجعل الطرفين أكثر احتكاك ببعضهما, أو بسبب عدم وجود قواعد للبيت وقواعد للعلاقة وتحديد للأدوار والمسؤوليات ما يجعل الجدالات تخرج في كل موقف, أو بسبب روتينية العلاقة وفقد الاتصال العاطفي بين الطرفين ما يجعلهما أقل احتواءً لبعضهما البعض.

وفهم السبب وعلاجه وتحسينه هو أول خطوة لتحسين العلاقة وتقليل العراك.

- أيضًا لابد من تجنب التواجد مع الزوج في وقت ضيقه وغضبه لتقليل أي تفريغ للمشاعر بك بصورة غير سليمة فصحتك النفسية أولوية أيضًا.

- ممارسة طقوس توطد علاقتكما ببعض وتجعلكما أكثر انسجام معًا وأكثر إحساس بأهمية الهدوء في علاقتكم وممارسته..مثل الخروج للمشي اليومي, الذهاب لزيارة الاقارب والاصدقاء معًا...المشاركة في اعمال المنزل واعداد الطعام وماشابه والاتفاق على توزيع للادوار والمسؤوليات ما يجعلكما تفهمان وتقدران جهد بعضكما البعض, اهداء الزوج أشياء يحبها والتحدث معه بعبارات حب, والحديث عنه أمام الاخرين بفخر ومودة..فهذه المبادرات الذكية الصغيرة تصنع فارق كبير وتجعله يراجع تصرفاته معك.

-ممارسة تمارين التنفس العميق والاسترخاء العضلي لتبديد الضيق الداخلي والعبء النفسي.

- مشاهدة فيديوهات لمختصين علاقات زوجية ومتابعة الإرشادات المتعلقة بالمهارات الزوجية العاطفية, أو التعريض لتجارب إرشاد جماعي للازواج وتجاربهم في تحسين علاقتهم وتجاوز المشاكل وماشابه..فالتعلم من تجارب الآخرين مفيد ويجعل الطرفين منتبهين بشكل أكبر لتصرفاتهما.

- الحديث مع زوجك بوقت هادئ وإخباره بقيمته داخلك بوضوح ومدى تأثير حديثه وانتقاداته عليك, ورغبتك بألا يكون جزء من ظرفك النفسي السيء, وفي حال وجود أمور يرغب بان تطوريها في نفسك فبإمكانه التوضيح لك برقة وحب وسوف تفعلي كل ما بوسعك. ليس فقط لإرضاءه ولكن لأنك تهتمي بأن تكوني امرأة جميلة وواعية وأقرب إلى الصحة في الأمور الحياتية.

-تبنّي طقوس تُشعر زوجك بقيمتك وتساعدك على بناء شخصية قوية وناجحة مثل البدء بالالتحاق بمجالس فكرية /دينية/ثقافية تساعدك في توسيع انماط تفكيرك وتوسيع علاقاتك مع العالم, الالتحاق بدورات وورش عمل لتعلم حرف معينة تساعدك في ملأ وقتك أو خلق دخل خاص بك, البدء بقراءة كتب مفيدة والاستماع الى البودكاست او المحاضرات الفكرية على يوتيوب وماشابه.. فهذه الأمور لربما تجعله يلتفت إليك ويبدأ بالتعرف على جانب جديد فيك.

يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من 16 مجال، بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط: