أنا اراقب نفسي وحركاتي وكلامي وتصرفاتي هل هدأ...

مراقبة الشخص لنفسه وحركاته وتصرفاته وحديثه في حده الطبيعي ليس اضطراب وهو أمر سليم يساعده على مراجعة ما يصدر منه والتأكد من أنه يفعل ما يجعله راضي عن نفسه بالإضافة إلى جعله على وعي وإدراك اكثر لربما بنقاط ضعف شخصيته وعيوبه والعمل من أجل تحسينها وتطويرها.

ولكن المراقبة المستمرة والمبالغ فيها والغير متزنة والتي تخلق ثغرة مع واقعك وتزيد تركيزك على نفسك بشكل ضار هو أمر غير صائب وغير متزن والاستمرار به من شأنه أن يفاقم اضطرابات نفسية جسيمة كالوساوس القهرية وغيرها.

وحالة المراقبة الزائدة للذات وكل ما يتعلق بها لربما متولد من أحد التالي:
- كونك تعيش حالة فراغ كبيرة في حياتك تجعلك في مواجهة نفسك أكثر لذا تصبح أكثر ميل على الانتباه لكل التفاصيل من عاطفة وأفكار وأحداث وأكثر تأمل.

- التوقعات العالية أو التوقعات التي تحمل نمط معين من المحيط والعائلة ما يجعلك تراقب ذاتك لضمان تحقيقك لهذه التوقعات.

- التشتت في الحياة وعدم شعورك بالرضا عن ذاتك ما يخلق حالة متابعة غير منطقية لنفسك.

- معايشتك لتجارب بها نبذ أو رفض أو إحباط من الآخرين وتبنيك لحالة تعتقد بها أنك السبب ما يجعلك تحرص على متابعة كل ما يصدر منك للتأكد من كونك لا تضيف شيء مقلق أو سيء للآخر.

-  حالة النرجسية أو الإعجاب التام بالنفس وامتلاكك أفكار أنه لابد من متابعة كل ما يتعلق بهذه الذات المقدسة في عينك.

- عدم وجود روتين حياة متجدد وأهداف حقيقية تشغلك ما يجعلك على هذه الصورة.

- انغماسك في عالم التواصل الاجتماعي وحديث الجميع عن أنفسهم أو عرضهم لما يتعلق بهم. أو متابعة الحسابات التي تتحدث عن رعاية الذات وماشابه بصورة زائدة ما يجعلك تتبني هذه الحالة

ولضمان أن تكون هذه المراقبة متزنة وخالية من التخبط بالإمكان الاستعانة بالتالي:

- ضرورة تبني نمط حياة متجدد يشغلك عن التركيز بنفسك فقط من خلال البدء بتبني فعل نشاطات يومية وجدولتها والالتزام بها مثل طقوس صباحية تأخذ تركيز ذهنك كالرياضة/تلوين رسومات الكبار/الاستماع لبودكاست/تجهيز الفطور /الخروج للمشي مع جار او صديق وغيرها مما يناسب شخصيتك..

- الاتفاق مع نفسك بأنك لن تراقبي نفسك بصورة زائدة وسيكون ثمة نشاط يومي لمتابعتك نهاية اليوم من خلال كتابة الأشياء التي أشعرتك بالراحة أو القلق أو غيرها من المشاعر, وتدوينها ومواجهتها بمنطقية ستجعلك أكثر صلة مع ذاتك السليمة وأضبط لحالة التفكير لأنك تكوني قد حددتي جزء من اليوم لمراجعة ما صدر منك فقط.

- التحدث مع شخص مقرب منك ومشاركته ظرفك النفسي وليكون كمنبه خارجي لك يساعدك في عدم الاسترسال في حالة مراقبة الذات وينبهك بصوت عالي وباقتراح أنشطة لفعلها.

- ملأ وقت فراغك قدر الإمكان وتخفيف حالة الوحدة من خلال زيادة التفاعل الاجتماعي ومشاركتك بالمجالس الاجتماعية والفعاليات التطوعية وماشابه.

- تهدئة العقل من خلال ممارسة تمارين التنفس العميق بانتظام وتخيل مكان آمن مريح او مشاهدة فيديوهات تطويرية/مريحة/مبهجةمحفزة بدل التركيز بالذات.

يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من 16 مجال، بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط: