انا ام لثلاث اطفال وعمري ٣٣ عاما طفولتي كانت عادية...

أتفهم رغبتك بأن تكون الصحة النفسية والاجتماعية ومهارة التواصل وقوة الشخصية لدى أطفالك أكثر استقرار مما عايشتيه, وحرصك على الاستفسار عن كيفية تربيتهم بسلامة نفسية وعقلية والحفاظ على استقرار المنزل يوضح كونك أم معطاءة وناضجة ومحبة, وهذا لوحده سبب لينموا بطريقة سليمة إن شاء الله.

ومن الممكن أن ضعف شخصيتك تولدت بسبب:

- أساليب التربية الوالدية التي عايشتها وكون منزلك في الطفولة كثير المشاكل وعدم شعورك بالأمان.

- حالة التهديد والتخويف التي لربما عايشتيها

-كون الأهل والمحيط سبب في طمس هويتك وعدم السماح لك بالتعبير عن ذاتك بشكل طليق والتصرف على راحتك وممارسة الحرص الزائد عليك أو عدم السماح بمشاركتك في القرارات او اختيار ما تريدين وماشابه.

- كونك تعرضتي لخبرات إساءة كالتعنيف أو التنمر أو الإهمال الشديد.

- نموك في وسط لا يتقبلك من الأقران أو قلة وجود الأقران وممارسة الأنشطة معهم ..فالمحيط الاجتماعي سبب هام في بناء شخصية قوية .

- معاناتك من اضطرابات جعلتك أضعف في مواجهة الآخرين والتفاعل مع العالم , كالتبول اللإرادي / عدم التكيف الدراسي / المقارنة مع الأخوة والأقران وغيرها..

ومن الهام أن تتأكدي بألا يتعرض الأطفال لمثل هذه الأسباب التي تؤثر في طريقة نمو شخصيتهم وتخلق تشوهات وثغرات في صحتهم النفسية, بالإضافة إلى إمكانية الاستعانة بالإرشادات التالية لضمان تحقيق بيئة أسرية أكثر انسجام وهدوء وحُب:

• وضع قواعد في المنزل تشمل كل شيء يجب فعله لضمان الهدوء والاستقرار, كاحترام الآخرين والاستماع لهم وعدم الصراخ أو قول الالفاظ السيئة, وتحديد عقاب لأي تجاوز لهذه القواعد وطلب المساعدة من الزوج لضمان تحقيق ذلك
• عدم سخرية افراد العائلة من بعضهم البعض وتشجيع اي فرد يتعرض للاحباط او الفشل في تحقيق أهدافه من خلال مفاجئته مثلا باحتفال بسيط تقديرا لمحاولته وتعويض شعوره السلبي تجاه الفشل
• استغلال الأعياد والمناسبات الخاصة في زيادة الألفة والقرب بين الأفراد وتبادل الهدايا
• توضيح الادوار والمسؤوليات الخاصة بكل فرد من العائلة والحرص على الالتزام بها ومن الممكن أن تشمل محفزات معنوية او مادية في البداية لتعويد الأبناء على التصرفات المرغوبة وعدم اهمال فعلها
• تقبل عيوب الاخرين بالعائلة ومحاولة نصحه لتحسينها دون احراج أو صراخ, بل ان يكون التفاهم لغة حوار دائمة
• ما يحصل من مشاكل بين الزوجين لا يجب أن يظهر أمام الأطفال, ويجب أن يتناقشا على انفراد وبهدوء تام
• جددوا العلاقة الاسرية بشكل مستمر من خلال ممارسة نشاطات معًا بشكل دوري كالتنزه معًا في الحديقة/مشاهدة فيلم عائلي/ صنع طعام لذيذ معًا / التسوق معًا..
  تشتيت انتباهم عن العنف والقتال من خلال اقتراح التلوين الجماعي واللعب بالطين وبناء المجسمات ولعب العاب الكمبيوتر معًا..فإخراجهم من حالة الغضب تمنع تفاقم الأمر بينهم.
• التقرب للأبناء كصديقة ومحاورتهم باهتماماتهم وسؤالهم عن تفاصيل أيامهم وكيف قضوها, مما يزيد من استجابتهم لحديثك ويحسن من تعاملهم لك
• استغلي قصص ما قبل النوم في نسج حكايات تشبه ما تعيشينه, وتصوري لهم الأم التي لا يحترمها ابناءها وكيف انها تحزن لذلك وترهق من فقد سيطرتها امامهم وكيف أن أبناءها يندموا على ذلك ويقوموا بتحسين التعامل من خلال بعض أشياء تخبرينهم بها, مما يزيد من فهمهم ووعيهم لطرق التعامل
• تذكري أن الشخصية القوية مع نفسها هي التي تستطيع أن تفرض احترامها مع غيرها, فقومي بتعزيز ثقتك بنفسك وبقدراتك المهارية في التربية وتحسين جوانبك الشخصية من خلال فهم نقاط القوة ونقاط الضعف والعمل على تطويرها, متابعة مختصين تربية وكيفية التصرف مع مواقف حياتية يومية, زيارة اخصائي نفسي للتخلص من عبء أي تجارب محملة من الماضي ولازالت تؤثر عليك في نمط تربيتك وتفاعلك, فالاهتمام بعلاج الذات هو بناء للأبناء.

يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من 16 مجال، بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط: