أنا في تالتة بشري حاسة بالوحدة تماما معنديش أصحاب...

من الواضح من استفسارك أنك مصابة بدرجة من الاكتئاب والتي تبدو بعدم رغبتك بالحياة وفقدانك للدافعية والشغف وسيطرة التفكير السلبي او الكارثي على عقلك.

وهذا الاكتئاب هو حصيلة وجود انتكاسة صحية / عدم امتلاك دائرة رفاق داعمة / ابتعادك عن العائلة/ عدم امتلاك مهارات اجتماعية تفاعلية ما يجعلك أقل تقدير للذات واقل ثقة بنفسك في المواقف الاجتماعية وبالحياة عمومًا, ولربما ما يزيد عبء هذا هو كون تخصص الطب البشري تخصص صعب ويحتاج إلى مجهود وتركيز ووقت أكبر من الطالب ولابد من أي يمتلك الطالب أساسات اجتماعية وطقوس روتينية في يومه تساعده على خفض الشعور بالتعب من التخصص لكي يستطيع التحكم بتأثيره على صحته النفسية.

والاكتئاب مرض نفسي جسدي يشمل شعور الفرد بالحزن الشديد واليأس وفقدان الحماس والإحساس تجاه الحياة ويعطل أداء الشخص لمهامه اليومية ويجعله يكوّن مشاعر ورغبات وأفكار مشوهة, ويصاب به الأفراد بدرجات متفاوتة تبعًا لشدة الأعراض,  وعدم التعامل الجاد معه لربما يتفاقم لاضطراب نفسي جسيم, وتتضمن أعراضه:

• تقلبات مزاجية حادة
• اضطرابات في النوم
• اضطرابات في الشهية
• الميل للوحدة والانطواء
• تجنب التفاعل مع الآخرين أو الاحتكاك بهم
• أفكار سلبية ملازمة للشخص كالموت أو الانتحار أو الكره الدائم للحياة 
• الشعور بنقص القيمة والعجز وانخفاض مفهوم الذات
• نوبات بكاء بدون سبب أو نوبات عصبية غير مبررة
• سيطرة مشاعر الحزن  وعدم رغبته بممارسة النشاطات
• آلام جسدية كالصداع أو آلام المفاصل والعضلات أو الإرهاق العام

ولتخفيف هذه الحالة وتحسينها يمكنك الاستعانة بالتالي:

• تذكري بأن حالة التعب الحالية طبيعية ويجب أن تركزي فقط على الممارسات التي تساعدك لتبديدها وتخفيفها والاعتياد على حياة طالب الطب بشكل تدريجي, ولأجل هذا حاولي أن تشاهدي فيديوهات لأشخاص تخصصوا طب وتحدثوا عن حياتهم أثناء الدراسة وكيف كانوا ينظمون وقتهم ويعتنوا بصحتهم النفسية في ذات الوقت.
• تأكدي من أن تشاركي ظرفك النفسي مع شخص مقرب منك مثل أحد افراد العائلة الذي يفهمك.أو أحد الأقران من الأقارب,.لتشعري بالدعم والتشجيع وليساعدك في التفكير الإيجابي وتذكر أهدافك وطموحاتك وتذكر جوانبك الإيجابية باستمرار وليكون بمثابة منبه خارجي لك لتهدئتك وعدم السماح للافكار المشوهة بالاسترسال داخلك, وتجنبي كبت ذلك وعدم المشاركة.
• ممارسة تمارين التنفس العميق قدر الإمكان وتمارين الرياضة الخفيفة لتفريغ العبء النفسي, واستعيني بطقوس مريحة تبدد اكتئابك وتهدئ أعصابك مثل الاستماع لشيء هادئ/ عمل مساج لرأسك وعينيك/ شرب مشروبات دافئة تهدئك/ مشاهدة فيديوهات ملهمة ومريحة تري أعصابك..
• شجعي حافزيتك باستمرار من خلال وضع عبارات على مكتبك تذكرك بطموحاتك وأهدافك وأن هذا الطريق مهما كان صعبًا لكنك أكبر منه وبمرور الوقت ستشعري بأنك تعتادي وبأن الأمور تتحسن, وضعي دائما في عقلك فكرة مريحة وآمنة مثل التفكير بأهلك وفخرهم بك عند التخرج/ التفكير بما ستكوني عليه بالمستقبل ووصولك لما تريدينه/ التفكير بالخير الذي تقدميه للغير ومساعدتهم بشكل حقيقي هام..
• عدم ترك نفسك للوحدة والفراغ السلبي ومحاولة تجديد عافيتك النفسية وبالإمكان البدء بالذهاب لنادي رياضي, أو البدء بتوطيد العلاقات بزميلاتك في السكن او اصدقاء الدراسة من خلال اقتراح المشي بمكان واسع, اقتراح فعل انشطة غير معتادين عليها وتهيئة الوضع لذلك مثل مشاهدة فيلم معًا واعداد طعام لذيذ أو لعب العاب الطفولة/الكبار معًا وتجهيزك لهذه الأمور البسيطة والبدء بالمبادرة معهم ستخلق فارق في العلاقات.
•  إشغال ذهنك عن نوبة الاكتئاب بالاستغفار أو رعاية النباتات أو التحدث مع شخص تحبينه...
• إذا كانت الدراسة تؤثر على صحتك النفسية فاطلبي المساعدة من شخص حكيم مقرب منك لمساعدتك في وضع خطة دراسية تتناسب مع الوقت المتبقي للاختبارات ومع إمكانياتك, أيضًا بالإمكان أن يكون هذا الشخص زميل بالدراسة سواء دفعتك أو شخص أكبر تعرفينه ..لأن المستبصر بطبيعة دراسة الطب سيكون أقدر على تنظيم خطة صحيحة متزنة تساعدك..ايضًا حاولي تجديد نمط الدراسة مثلًا: الدراسة الجماعية مع زميل/زملاء تشجعك وتجعلك تشعري بجدية الأمر, الدراسة باستخدام سبورة وأقلام وصوت عالي أيضًا تبعد الكسل والخمول وتعطيكي طاقة...في حال شعرتي بالعجز عن فهم شيء اطلبي المساعدة من أستاذ أو زميل..
• ابدأي ببناء علاقات اكثر ارتباط من خلال البدء بمخاطبة الآخرين بألقاب يحبونها/الابتسام في وجههم كلما رأيتهم وقول السلام/ التحدث مع الآخرين عن اهتماماتهم وميولهم والإنصات لهم بطريقة يحبونها وما يجعلك أيضًا تبددي حالة الخوف بك وشعورك بأنهم سينتقدوك لأنهم يكونوا محور الحديث لا أنتِ, أيضًا اقتراح الذهاب لمجالس او ندوات او مؤتمرات تتعلق بالتخصص او بالاهتمامات المشتركة كلما وجدت فرصة..فالعلاقات تتطلب التدريج والصبر.
• تحسين نقاط ضعفك في شخصيتك من خلال مشاهدة فيديوهات تطوير الشخصية والذات وكيفية التعامل مع الآخرين بالمواقف الحياتية المختلفة, الحديث مع نفسك أمام المرآة والتدرب على سيناريوهات تخيلية وكيف ستكون استجابتك ما سيحسن أداءك في الموقف الحقيقي الفعلي, ذكري نفسك بكل جوانبك الجميلة وبكل المواقف التي كنت بها معطاء وقوية ومسؤولة وجميلة لرفع ثقتك بنفسك وبإمكانياتك..وبالإمكان تدوين ذلك على دفتر خاص لتصبحي في مواجهة مع ذاتك وتبددي الأفكار الغير منطقية التي تميلي لها أيضًا.
• تخلصي من حالة الخضوع للفتيات من خلال تعلم قول لا وفرض شخصيتك عليهم بذكاء ومحبة وعدم الخجل من ذلك, أيضًا اعطاء تعليمات بصوت عالي لعقلك بأنّك قادرة على صنع التغيير وما يتضخم داخلك لن تسمحي له بالاسترسال , فمعرفة مداخل الآخرين وما الذي يبهجهم ويحبونه أو يكرهونه والحرص على فعله او تجنبه يكون مدخل إلى قلوبهم وحياتهم وأنت لست ضعيفة وبإمكانك النجاح في ذلك, وكلما نبهتٍ عقلك لهذه الفكرة وجعلتيها حاضرة في ذهنك ستلاحظي أنها تتحقق فحياتنا هي ما نغذي به عقلنا من أفكار, ولا يجب أن تسمحي لحالة الاستسلام والابتعاد والتساؤل والاستياء بالسيطرة عليك.
• إذا شعرت بأنك غير قادرة على التعامل مع الأمور فمن الممكن زيارة أخصائي نفسي لتنظيم جلسات علاجية تساعدك في تطوير اساليب تفاعلاتك الاجتماعية وإدارة انفعالاتك وأنماط تفكيرك.

يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من 16 مجال، بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط: