أريد علاجا بعدم ابمكوث على النت ٢٤ ساعة

لاشك أن الانترنت يحقق احتياجات نفسية لدينا كثيرة تجعلنا نميل إلى إدمانه والتواجد عليه مثل الشعور بالأهمية/ الامتداد نحو العالم ومعرفته واكتشافه/ التعلم الأكاديمي والتطوير النفسي / التواصل التجاري وتسهيل هذه المناحي/ التجارب الثقافية والمعارف الجديدة اليومية/ التواصل مع الآخرين بشكل سهل .

ولكن الانترنت نحن من نحدد ما إذا كان إضافة جيدة لحياتنا أم إضافة تجعلنا مدمنين ونعيش في عالم غير واقعي ونهمل الحياة الفعلية وما يجب تحقيقه بها, وهذا الأمر يتطلب وعي من الفرد بطريقة استخدام الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى تطوير وعيه المتعلق بأولوياته وتبني روتين حياة يوطده بالواقع ويجعله أكثر إنتاجية وإنجاز, وفي بدايات هذا التغيير ستشعر بأن الأمر صعب وثقيل وستضعف وتستخدم الانترنت بكثرة ولكن الأهم أن تثق بأن الأمر ليس له علاج سحري وأنك وحدك تمتلك الإرادة لذلك ولابد من المحاولات الجدية الدائمة إلى أن تصل لنقطة ترضى بها عن حياتك.

ومما يساعدك في التخلص من حالة العيش داخل الانترنت فقط:

- أهمية إحاطة نفسك بأشخاص طموحين وإيجابيين واهتماماتهم لا تنحصر بالانترنت وأحداث السوشيال ميديا فقط, فوجود محيط مقرب هكذا يمنعك من التطور.

- تقييد استخدام الهاتف تدريجيًا وطلب المساعدة من احد افراد العائلة في ذلك, مثل الاتفاق على أخذه ساعتين مثلًا خلال النهار وإغلاقه وعدم إعطاءك إياه إطلاقًا...وتعويد نفسك على الغياب عن الهاتف سيجعلك تشعر بتمكنك من ضبط نفسك.

- الاستعانة بالتطبيقات التي تقفل حسابات مواقع التواصل الاجتماعي لساعات محددة في اليوم أو بعد تجاوز ساعات محددة, فهذا التقييد للاستخدام يساعدك في الانتباه لنفسك ولوقتك, ويمكنك التعلم عن هذه التطبيقات من خلال البحث في جوجل.

- اعلم أنّ تغيير حالة الاندماج التام بالانترنت دون تطوير روتين حياة يومي متجدد لك سيكون أمر شبه مستحيل, فالإنسان يكف إدمانه عندما ينشغل ويضع نفسه داخل سلسلة من النشاطات التي تشعره بقيمة الوقت وقيمة نفسه وتعرضه لتجارب ومشاعر يحبها تجعل مادة الدوبامين التي ينتجها العقل تجد أمور جديدة تحفزها وتلفتها بدلًا من كون الانترنت مسيطر على تحفيز مادة الدوبامين, ولأجل ذلك من المهم البدء بممارسة أنشطة رياضية كالذهاب لنادي رياضي/الخروج للمشي اليومي او الركض/الالتحاق بنادي او مركز لتعلم مهارة جديدة او رياضة جديدة/ تنظيم مهامك اليومية من خلال تجهيزها من الليلة السابقة على ورقة او مذكرة وكتابة كل المهام التي يجب فعلها سواء شخصية او اكاديمية او اجتماعية او دينية او منزلية مهما بدت لك بسيطة وهامشية..فتدوين كل المهام ينبهك لما عليك وشطبك لكل مهمة تتمها يجعلك تشعر بالإنجاز وإن كان بسيطًا وبمرور الوقت ستكون هذه عادة لا تستغني عنها.

- تجديد العافية النفسية الاجتماعية لشغلك عن الانترنت, مثل البدء بالخروج للتنزه مع الاصدقاء في الطبيعة واقامة حفلات شواء مثلًا او الذهاب للسباحة او الجلوس بمكان واسع ولعب العاب الطفولة والكبار وماشابه.

- البدء بتعلم مهارة تستلزم خروجك من المنزل وانتباهك مع آخرين مثل تعلم حرفة او لغة او الالتحاق بمجالس فكرية شبابية او مجالس دينية..فكل هذه الأمور تخلق شخصية جديدة بك تدرك قيمة واقعها وما يمكنها صنعه به.

- إذا كانت حالة الهروب للانترنت هي رد فعل لكونك في محيط لا يشبهك او لكونك تشعر بالإهمال ونقص الحب وعدم وجود علاقات وأصدقاء او أهداف تشغلك في الحياة, فإن الحديث مع شخص واعي من محيطك ليساعدك في التعامل مع اي تشتت قائم والحوار معًا يساعدك في عدم تضخيم المشاعر والأفكار المشوهة ويوسع أنماط تفكيرك لفهم المداخل النفسية للتعامل مع الاختلافات من حولك بعائلتك او محيطك او غيره.

- التخلص من حالة الهرب للافتراض واحلام اليقظة من خلال وضع محفزات بصرية مثل عبارات على مكتبك وحائط غرفتك تنبهك بضرورة الاستيقاظ والتوجه للحياة والسعي والعمل, ومشاهدة فيديوهات ملهمة ومحفزة على يوتيوب ترفع من دافعيتك.

يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير ، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من ١٦ مجال. بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط: