ابي اتوفى قبل شهرين بشكل مفاجىء كان يعاني من الفشل...

أتفهم صعوبة ما تعيشينه بسبب فقدان والدك, ففقدان شخص عزيز من شأنه إحداث شرخ في صحتنا النفسية ونظرتنا للحياة وتفاعلنا معها.

ولكن يتضح من استفسارك أن ما حدث هو مجرد مجريات قدر وكون والدك عاش ليلته الأخيرة بجانبك  وهادئ وتقومي برعايته هو أمر جدًا هام, وكونك طبيبة صيدلانية لا يعني بأنك تسيطري على كل شيء في الحياة ولا يعني بأن ما يحدث بشكل عكسي صحيًا لمن يحيطون بك سببه عدم انتباهك, إنما هو استعراض لقدر الله الذي سيدركه.

والشعور بالذنب الذي تولّد داخلك لا يجب أن تجعليه يتفاقم أكثر ويشوه روحك أكثر, ولا يجب أن تسمحي له بإقناعك بأنك خذلتي أباك في لحظة المساعدة الحقيقية, فهذه الأفكار المشوهة ناتجة عن كونك تعاني من الاكتئاب بسبب فقدان والدك, فقدان شخص عزيز عليك كوالدك شيء غير هين وتجاوزه يأخذه وقتًا وصدمة الوفاة تتطلب فترة للتعافي والتجاوز فالوقت صديق الجميع.

والاكتئاب مرض نفسي جسدي يجعل الإنسان يشعر بالحزن لفترة طويلة وغير قادر على ممارسة نشاطات الحياة ويتعطل أداءه لمهامه اليومية ويفقده رغبته وشغفه وتتشوه طريقة تفكيره ومشاعره.

وتتضمن أعراض الاكتئاب:

• اضطرابات في النوم
• اضطرابات في الشهية
• الميل للوحدة والانطواء
• تجنب التفاعل مع الآخرين او الاحتكاك بهم
• أفكار سلبية ملازمة للشخص كالموت أو الانتحار
• الشعور بنقص القيمة والعجز
• نوبات بكاء مستمرة
• التفكير المفرط
• سيطرة مشاعر الحزن والكآبة عليه وعدم رغبته بممارسة النشاطات
• الام جسدية كالصداع او الام المفاصل او الإرهاق العام

ولربما أنك لهذه اللحظة رغم تقبلك لما حدث لكنك ما زلت غير مستوعب او مدرك لوفاته ما يجعلك تسترسل في تفكيرك السلبي لأن الحياة تبدأ بمعايشتها بطريقة مختلفة عما كنت تعايشها بوجود والدك, ولكن تذكر أن والدك لا يريد منك الحزن ولا تعطيل أمور حياتك وأنه يريد ان يفخر بك ويراك سعيدا وبالاهتمام برغبته نعوض شعور عدم وجوده بشكل فعلي, ذكر نفسك دائمًا ان الموت شيء ثابت لابد من وقوعه وأن الحزن أيضًا شيء طبيعي ولكن لا يجب أن يكبلنا ويجب أن نسعى لتجنيب أنفسنا الوحدة والفراغ قدر المستطاع, وأن الإنسان يجب ان يتعلم من تجارب الموت بأن يكون إنسانا منتجًا أكثر ومعطاء مع من حوله وداعمًا لهم ومحققًا لأهدافه الدينية والدنيوية.

أيضًا حاول أن تشتت تفكيرك السلبي وحزنك من خلال شغل انتباهك بممارسة نشاطات مع عائلتك او أصدقاءك لتحسين مزاجك, فعل نشاطات لم تعتاد عليها كاللعب مع الأطفال والمساهمة في فعاليات خيرية تطوعية وفعل شيء لوالدك ما سيشعرك بالبهجة وتجدد عافيتك النفسية والرضا تجاه والدك, ممارسة تمارين التنفس العميق بشكل يومي ومنتظم والرياضة من شأنها تفريغ طاقتك السلبية الداخلية واستعادة اتزانك الذهني, مشاركة حالتك النفسية مع شخص مقرب منك للحصول على الدعم والتشجيع وتعديل أفكارك ومساعدتك في تذكر اولوياتك واهدافك الحقيقية وعدم تضييع حاضرك ومستقبلك وتجاوز صدمة وفاة والدك, الاستعانة بطبيب نفسي لتقييم حالتك ومدى حاجتك لمضادات قلق واكتئاب تساعدك في ضبط ما تعانيه.

يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير ، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من ١٦ مجال. بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط :