هلا فيك يا دكتور انا اعني من فقدانه اهلي او كل...

انتكاسة فقدان الأهل ونوبات البكاء المستمرة المصحوبة باضطرابات النوم وبتخيل الامور والهرب لأحلام اليقظة ..توضح بأنك تعاني من مرض الاكتئاب, وهو مرض يُصاب به الأفراد بدرجات متفاوتة تبعًا لشدة الأعراض, وهو مرض نفسي جسدي يشمل شعور الفرد بالحزن الشديد واليأس وفقدان الشغف تجاه الحياة ويعطل أداء الشخص لمهامه اليومية في جميع مناحي حياته, ويدفعه لسلوكيات وأفكار ومشاعره مشوهة, وتتضمن أعراضه أيضًا:

• تقلبات مزاجية حادة
• الميل للوحدة والانطواء
• تجنب التفاعل مع الآخرين أو الاحتكاك بهم
• أفكار سلبية ملازمة للشخص كالموت أو الانتحار او الكره الملازم للحياة
• الشعور بنقص القيمة والعجز وانخفاض مفهوم الذات
• نوبات بكاء بدون سبب أو نوبات عصبية غير مبررة 
• سيطرة مشاعر الحزن والكآبة عليه وعدم رغبته بممارسة النشاطات.
• آلام جسدية كالصداع او آلام المفاصل أو الإرهاق العام

ولتخفيف هذه الحالة وتحسينها يمكنك الاستعانة بالتالي:

• الحديث مع شخص مقرب منك كصديق أو قريب ومشاركته ظرفك ومشاعرك لتقليل عبئك النفسي ودعمك وتجنب الكبت لأنه أساس تفاقم الاكتئاب, وليكون منبه خارجي لك لتبديد ما يقودك الاكتئاب إليه ولربما مساحة تساعدك لعلاج مشاكلك أو النظر إليها بمنظور مختلف..فمشاركة الآخرين بصوت وتبادل الأفكار فارق جدًا في مقاومة السلبية وتبني نمط جديد في مواجهة المصاعب.
• تجديد روتين الحياة وفعل أنشطة لم تعتاد عليها لتحسين المزاج كالخروج للمشي اليومي ولقاء الأصدقاء وممارسة الرياضات المختلفة والخروج مع الاصدقاء أو المحيط المقرب منك للتنزه في الطبيعة وإقامة رحلة شوي وماشابه فالحرص على تجديد يومك يجددك نفسيًا .
• ممارسة تمارين التنفس العميق وتمارين الاسترخاء العضلي بشكل يومي ومنتظم لتقليل التوتر والحزن
• المشاركة بفعاليات خيرية تطوعية لزيادة الشعور بالعطاء وتجديد النظرة للحياة بإيجابية وبمنظور جديد وتجعلك تنظر للفقدان بطريقة مختلفة وتقدم لأهلك عطاء يجعلك راضي عن ذاتك.
• ممارسة الرياضة بانتظام لتفريغ طاقتك السلبية مثل الركض/السباحة/ لعب الكرة/ الذهاب لنادي رياضي.
• ضرورة زيارة الطبيب النفسي لتقييم حالتك ومدى حاجتك لمضادات قلق او اكتئاب تساعدك في ضبط نوباتك.
• تجنب الوحدة والفراغ لأنهما مدخل السلبية وملأ الوقت بكل ما هو مريح ومبهج كمشاهدة فيديوهات جميلة وتحفيزية او زيارة الاشخاص الذين ترتاح بوجودهم, وعدم ترك النفس لأحلام اليقظة بصورة مبالغ بها لأنها تزيد من التفكير والتأمل بما فقدته وتجعلك مثل الشخص المخدر فقط الذي يبحث عن تحقيق الحياة بالتخيل لا بالجهد والسعي..
• الاستعانة بتبني طقوس مريحة لتخفيف الأفكار السلبية والاكتئاب والتوتر فورًا, كالتفكير في مكان آمن أو شيء تحبه, أو قراءة كتاب مريح أو إشغال ذهنك بعد الأرقام أو الاستغفار لتبديد نوبة الاكتئاب, عمل مساج للرأس والعينين, الاستماع لشيء هادئ, البدء بتعلم مهارة او هواية او لعبة للكبار تتطلب تركيزك وانتباهك الكامل..فالاكتئاب بمقدار ما يتجاهله الشخص يضعف داخله.
• تذكر أنك المسؤول الأول عن صحتك النفسية وأن الاسترسال مع الاكتئاب وعدم مواجهته لن يؤذي غيرك, حاول أن تتمسك بالأشياء الإيجابية الصغيرة وأن تجدد علاقتك بالطبيعة من خلال البدء بزراعة النباتات ورعايتها مثلًا..
• من الضروري فهم أن كل شخص يمر بمرحلة تراجع للحياة وشعور بأن الحياة غير عادلة ومنهكة وماشابه لأن الظروف أصبحت تفوق الطاقة على الاحتمال , ولكن يجب ألا تكون هذه الحقيقة مساحة للغرق أكثر أو للسماح لأعراض اكتئابك بأن تتفاقم أكثر, بل لتكون مساحة يتعلم بها مهارات إدارة الحياة ويفرغ عبئه ويجدد عافيته النفسية ودافعيته والمعنى لحياته ولربما يفيدك مشاهدة فيديوهات ملهمة محفزة بشكل دائم لاستعادة اتزانك وطاقتك.
• تذكر بأن فقدان الأهل وعدم تحقيق أمور تريدها من شأنها أن تؤثر على صحتك النفسية وأنا أتفهم ذلك ولكن الحياة تحتاج منا أن نزيد صلابتنا النفسية تجاه أحداثها فالحياة تريد من يجابهها لا من يخضع لها, لذا قم بمشاهدة فيديوهات لأشخاص عاشوا تجارب مماثلة لك وكيف تجاوزوها لتزيد طاقتك وقوتك وقدرتك على الاحتمال , أيضًا حافظ على فكرة حاضرة في ذهنك تتعلق بلطف الله وأنسه ورحمته وأنك لست وحيدًا ولست يائسًا وكل ما تحتاجه هو الوقت والمحاولة, وإذا شعرت بأنك بحاجة إلى من يوجهك لفترة ما إلى أن تتماسك فبالإمكان تنظيم جلسات علاج معرفي سلوكي مع أخصائي نفسي.

يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من 16 مجال، بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط:

تحميل تطبيق جواب