انا طالبة بشري تعرضت لفشل مرتين في الدراسة اشعر...

أتفهم الوضع الذي تمريّن به ومدى كون تخصص الطب البشري صادم في تعبه والجهد الذي يجب تخصيصه له, والتعرض للفشل من شأنه بأن يشتت تفكيرك ويجعلك مليئة بالأفكار السلبية والكارثية والشعور بالإحباط, ولكن من الهام أن تدركي أن الطب تخصص يتطلب الكثير من التعب والتركيز وهذا أمر يجب تطوير قدراتك ووقتك لأجله والحصول على المساعدة الحقيقية لتستيطيعي تحقيق ذلك, وتأكدي بأن الكثير من الطلبة يمرون بحالة فشل في مرحلة ما أثناء الدراسة لكنهم بمرور الوقت يصبحون أكثر قدرة على التعامل مع التخصص والاختبارات والتكاليف وماشابه, والفخر الذي سيملأك عند إنهاء كل مرحلة وجميعها أيضًا سيكون شعور لا يُعوض.

ويتضح من استفسارك أنك مصابة بدرجة من الاكتئاب, والذي هو مرض نفسي جسدي يشمل شعور الفرد بالحزن الشديد واليأس وفقدان الحماس والإحساس تجاه الحياة ويعطل أداء الشخص لمهامه اليومية ويجعله يكوّن مشاعر ورغبات وأفكار مشوهة, ويصاب به الأفراد بدرجات متفاوتة تبعًا لشدة الأعراض,  وعدم التعامل الجاد معه لربما يتفاقم لاضطراب نفسي جسيم, وتتضمن أعراضه:

• تقلبات مزاجية حادة
• اضطرابات في النوم
• اضطرابات في الشهية
• الميل للوحدة والانطواء
• تجنب التفاعل مع الآخرين أو الاحتكاك بهم
• أفكار سلبية ملازمة للشخص كالموت أو الانتحار أو الكره الدائم للحياة 
• الشعور بنقص القيمة والعجز وانخفاض مفهوم الذات
• نوبات بكاء بدون سبب أو نوبات عصبية غير مبررة
• سيطرة مشاعر الحزن  وعدم رغبته بممارسة النشاطات
• آلام جسدية كالصداع أو آلام المفاصل والعضلات أو الإرهاق العام

ولتخفيف هذه الحالة وتحسينها يمكنك الاستعانة بالتالي:

• تذكري بأن حالة التعب الحالية طبيعية ويجب أن تركزي فقط على الممارسات التي تساعدك لتبديدها وتخفيفها والاعتياد على حياة طالب الطب بشكل تدريجي, ولأجل هذا حاولي أن تشاهدي فيديوهات لأشخاص تخصصوا طب بشري وتحدثوا عن حياتهم أثناء الدراسة وكيف كانوا ينظمون وقتهم ويعتنوا بصحتهم النفسية في ذات الوقت, وهذا سيفيدك بشكل غير واعي.
• تأكدي من أن تشاركي ظرفك النفسي مع شخص مقرب منك سواء زميلة مقربة أو أحد افراد العائلة الذي يفهمك..لتشعري بالدعم والتشجيع وليساعدك في التفكير الإيجابي وتذكر أهدافك وطموحاتك وتذكر جوانبك الإيجابية باستمرار وليكون بمثابة منبه خارجي لك للتذكير بالدراسة وتهدئتك في أوقات الانهيار.
• ممارسة تمارين التنفس العميق قدر الإمكان وتمارين الرياضة الخفيفة لتفريغ العبء النفسي, واستعيني بطقوس مريحة تبدد اكتئابك وتهدئ أعصابك مثل الاستماع لشيء هادئ/ عمل مساج لرأسك وعينيك/ شرب مشروبات دافئة تهدئك/ مشاهدة فيديوهات ملهمة ومريحة تري أعصابك..
• شجعي حافزيتك باستمرار من خلال وضع عبارات على مكتبك تذكرك بطموحاتك وأهدافك وأن هذا الطريق مهما كان صعبًا لكنك أكبر منه وبمرور الوقت ستشعري بأنك تعتادي وبأن الأمور تتحسن, وضعي دائمًا في عقلك فكرة مريحة وآمنة مثل التفكير بأهلك وفخرهم بك عند التخرج/ التفكير بما ستكوني عليه بالمستقبل ووصولك لما تريدينه/ التفكير بالخير الذي تقدميه للغير ومساعدتهم بشكل حقيقي هام..
• عدم ترك نفسك للوحدة والفراغ السلبي ومحاولة تجديد عافيتك النفسية بلقاء الاصدقاء او الزملاء او اقارب تحبينهم كل فترة وفترة لتحسني مزاجك وحاولي ان تمارسي معهم انشطة غير معتادة عليهم لتشعري بتجدد الحياة..
•  إشغال ذهنك عن نوبة الاكتئاب بالاستغفار أو رعاية النباتات أو التحدث مع شخص تحبينه...
• اطلبي المساعدة من شخص حكيم مقرب منك لمساعدتك في وضع خطة دراسية تتناسب مع ما هو مطلوب منك ومع إمكانياتك, أيضًا بالإمكان أن يكون هذا الشخص زميل بالدراسة سواء دفعتك أو شخص أكبر تعرفينه ..لأن المستبصر بطبيعة دراسة الطب سيكون أقدر على تنظيم خطة صحيحة متزنة تساعدك..ايضًا حاولي تجديد نمط الدراسة مثلًا: الدراسة الجماعية مع زميل/زملاء تشجعك وتجعلك تشعري بجدية الأمر, الدراسة باستخدام سبورة وأقلام وصوت عالي أيضًا تبعد الكسل والخمول وتعطيكي طاقة...في حال شعرتي بالعجز عن فهم شيء اطلبي المساعدة من أستاذ أو زميل..
• تذكري بأن الاكتئاب والخوف ليس ما يحتاجه الطب منك, ولا الحياة بشكل عام. إنما يحتاج الإرادة والصلابةالنفسية والسعي المتواصل والإيمان بأنك ستجدي نتيجة سعيك, الأهم أن تضعي أهداف يومية لك وتذكري نفسك بأن تعبك هذا هو أمر جيد وسيجعلك فخورة جدًا بنفسك والأيام ستثبت لك.
  

  يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من 16 مجال، بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط :