انا عندي 22 سنه بنت متخرجة جديد من قريب بس قدرت...

أتفهم مشاعرك وضيقك من هذا الأمر, فكل شخص يرغب بأن تكون علاقته بوالده إيجابية ومريحة وخالية من التجارب السيئة, ولربما ما والدك عليه متولد من أحد الأسباب التالية:

• كونه صاحب سمات شخصية تميل للسيطرة والتحكم  أو عدم إدراكه لأساليب التربية الصحيحة وقصور هذا الجانب لديه.
• تعرضه لهذه المعاملة في تربيته من عائلته ما يدفعه لتكرار ممارستها عليك 
• انطباعه الغير صحيح أو الغير مناسب عنك بفعل عدم مشاركتك اهتماماته وميوله وأفكاره واختلاف شخصياتكم وطبيعتها.
• جمود تفكيره وعدم فهمه للاحتياجات التي يجب تحقيقها أو تعلم أن يكون مرنًا تجاهها.
  كونه شخص كبير بالعمر وأكثر حساسية وتأثر بأقوال الآخرين من المحيط وعدم استبصاره بطبيعة التغيرات الحاصلة في الحياة وعاديّة الأشياء وتحجر تفكيره.

يمكنك الاستعانة بالتالي للتعامل مع الأمر:

• تعلم أن تكون ذكيًا مع والدك وأن لا تطلب ما تريد فعله بأوقات غير مناسبة لألا تنقادوا للخلاف والمعاملة السيئة.
• أوجد المدخل النفسي لوالدك وما يحب فعله وممارسته من نشاطات ومارسها معه كالشطرنج او لعب العاب الكبار أو المشي اليومي مثلًا أو الخروج معه لزيارة الأقارب والأصدقاء او الحوار الفكري معه بمواضيع يميل لها, فهذا الأمر يحسن علاقتكم ويجعله يشعرك بشخصيتك وأنك تهتم لأمره ويجعله يراجع نفسه وتصرفاته فيما يتعلق بك وبنظرته لك ومعاملتك, وإذا كان يحب الانفراد بوالدك ويبعدكم دائمًا عنه فاطلبي المساعدة من والدتك في تحسين الوصول إليه أو من طرف ثالث حكيم كأخ أو عم أو خال كزيارتكم بانتظام مثلًا وجعل والدك مضطر لقضاء الوقت معكم بشكل أكبر..
• اطلب المساعدة من أمك أو شخص مقرب جدًا من والدك للتحدث مع والدك ومحاولة فهم دوافعه وأسبابه أو إرشاده بشكل غير مباشر للتعامل المناسب مع الأبناء.
• حاول ان تمارس تمارين التنفس العميق بانتظام يوميًا وتتبنى طقوس كالاستماع لشيء هادئ او ممارسة هواياتك او الانشغال بتعلم مهارات/ لغة جديدة من خلال الانترنت أو محادثة الأصدقاء المبهجين لتشغل ذهنك عن العبء النفسي بفعله وتفرغ غضبك من تصرفاته معك وتقلل توترك وضيقك.
• تذكر أن الكثير من الآباء يملكون خصال غير مناسبة كالعناد أو التهميش والإهمال أو عدم القدرة على فهم ماهية التربية الصحيحة ولكن هذا لا يجب ان يجعلنا ننتقص من احترامهم او نظرتنا تجاههم وأن إشغال نفسك عنه بطريقة تناسبك حل مناسب, فالحال لن يدوم وسوف يأتي يوم ما تشعري به بحريتك أكثر وتكوني قادرة على اتخاذ قرارات لحياتك وعيشها وفق ما تحبي, ولكن مقاطعة الأب أو معاملته بالمثل أو ترك النفس للاستياء والتخبط وغبطة الأقران على ما يمتلكونه من لين من الأب وماشابه لن يجعل الأمر أفضل ابدًا بل سيضخّم الشعور بالتعب النفسي داخلك.
• حاول أن تتقرب منه بوضع عبارات إيجابية وحب بجانب سريره أو له عبر مواقع التواصل الاجتماعي ما يجعله يلين طبعه معك , أو من خلال استغلال المناسبات الخاصة لإهداءه هدية قيمة.
•  تبديد هذه المشاعر السلبية من خلال تفريغها باستمرار بكتابتها وتدوينها ومواجهتها بشكل منطقي وسؤال نفسك عن كل شعور وفكرة وكيف تكوّن ومدى صحته فهذه المواجهة مع النفس تجعلك أكثر ضبط لأفكارك والتي بدورها ستضبط مشاعرك وتوجهها.
•  احرص أن تطرد الافكار والمشاعر السلبية المتعلقة بوالدك عندما تلازمك من خلال النهوض وتغيير المكان أو اشغال الذهن بقراءة كتاب أو مشاهدة فيديو مريح ومبهج أو التحدث مع صديق..فهذا التغيير الفوري يساعدك في ضبط نفسك, وحماية نفسك من التشوهات التي تدركها في شخصيتك.
• تطوير شخصيتك وثقتك بنفسك من خلال تذكيرها بكل المواقف التي كنت بها قوية ومسؤولة وقادرة على التصرف أو الإنجاز, فالمشاعر السلبية أحيانًا تجعلنا نقلل من مفهومنا لذواتنا ونظرتنا لها, أيضًا قد يفيدك مشاهدة محاضرات لتطوير الفكر على اليوتيوب أو الالتحاق بدورات تعلم شيء مفيد من خلال الانترنت ما يكسبك وعي بقيمتك وبما أنت عليه او تحاولي أن تكوني عليه رغم الظروف الصعبة.
• تذكري بأن الحياة ليست وردية, وتغيير الأهل في عمر متأخر أمر صعب للغاية, وبمقدار ما تشعري بالأذى النفسي بسبب والدك فإنك يجب أن تحمي نفسك وتنتشليها من الخضوع لهذا وتذكيرها بأنها لن تبقى على هذا الحال وسيأتي يوم تنطلق فيه للحياة, وسيكون تقبل حياتك وطبيعة والدك مفتاح لالتماس الاستقرار النفسي والهدوء ولو قليلًا, فليس كل الأشياء نمتلك تجاهها الحل إنما نحتاج في كثير من الأحيان للتعايش والتأقلم بذكاء وبصلابة نفسية وتركيز على تفاصيل صغيرة بإمكانها إشعارنا بالحياة.

يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من 16 مجال، بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط: