سلام عليكم

وسواس المرض يشير إلى أن وجود أفكار ملحة وقوية جدًا ومستمرة تقنع الشخص بوجوب التوتر والخوف على نفسك من الإصابة بالأمراض وتتوهمها بشكل غير مبرر وغير منطقي وقد يصاحب هذه الحالة أعراض جسدية دالة على القلق مثل التلعثم في الحديث واضطرابات النوم والشهية والارتجاف , واوجاع في الجسد وضعف عام غير مفهوم , كما تجعله يتبنى أفكار ومشاعر مشوهة تعطل راحته واستقرار صحته النفسية وعلاقاته وتدفعه لتصرفات تتعبه نفسيًا وتتعب المحيط معه أيضًا.

وقد تكون هذه الوساوس للأسباب التالية:

- مرورنا بأزمة كورونا التي نعيشها جميعًا وإصابة الكثير من الأشخاص به واختلاف تأثيره عليهم وعدم السيطرة عليه إلى الآن يزيد الخوف داخل الإنسان بشكل كامل فيما يتعلق بالمرض.

- وجود أمراض مزمنة تعاني أنت أو عائلتك منها ما يجعلك أكثر توجسًا من المرض والموت وماشابه.

- متابعتك لأخبار الأمراض وانتشارها وأبحاث الأمراض الجديدة والظواهر المرضية بشكل زائد ما يجعلك الخوف يتملكك من معايشة نفس التجارب التي تقرأ عنها وتشاهدها.

- معاناتك من اضطراب التوهم المرضي وشعورك أن حياتك في تهديد وخطر مستمر تجعلك تتابع صحتك باستمرار وتفكر بالأمراض وتكثر من الفحوصات وزيارات الأطباء.

- أساليب نشئتك بالطفولة والحرص الزائد من الوالدين على زيارة الطبيب أو القيام بالفحوصات وما شابه, واسترسال هذه العادة معك.

ويمكنك الاستعانة بالتالي لوقف هذه الأفكار وتخفيف وطأة الأمر عليك:

• وقف الفكرة من خلال الحديث مع نفسك بصوت عال كأن تقول: توقف عن ذلك, أنا بخير ولا يوجد سبب منطقي لأقلق....فتعويد العقل على هذا يحسن من استجابته لك.
• تدرب على أن تصبح شخصية متقبلة للاحداث التي ممكن ان تطرأ على حياتك من إصابة بالمرض, فكونك شخص متقبل للفقد ومتفهم لإمكانية تجاوزه في النهاية واستمرارية الحياة رغم أي صعوبة فيه, يجعلك أكثر قدرة على السيطرة على هذه الأفكار والتعامل معها وضبط انفعالاتك بسببها. كما أنّ الإصابة بأي مرض لا تعاني الموت أو فقدان الصحة بشكل كامل فالطب الآن أصبح أكثر تطورًا وكفاءة في التعامل مع الأمراض.
• تشتيت الانتباه والتفكير نحو أمور أخرى كلما راودتك هذه الأفكار, كالقيام بأعمال منزلية أو مهام مؤجلة أو تبني طقوس مريحة كالاستماع لشيء هادئ وشرب مشروب دافئ وممارسة الرياضة وتمارين التنفس العميق بانتظام.
• فكر بإيجابية واستحضر كل الجوانب الجميلة من حياتك ووجه تركيزك إليها فإشغال العقل الدائم خطوة مهمة لمقاومة الوساوس, يعينك مثلًا التفكير بذكريات مريحة وتحبها أو التفكير بمكان آمن يشعرك بروحك وبطمأنينتك وانفصالك عن القلق, مارس النشاطات مع الاشخاص الايجابيين الذين يبثون في روحك الطمأنينة لا السلبية وتضخيم الأمور وحاول مثلًا أن تخرجوا للمشي أو التسوق أو التنزه في الطبيعة او المشاركة في النوادي والمجالس الثقافية والتي تتعلق بالعاب الكبار..فبناء روتين باهتمامات جديدة يساعدك في تفريغ عبئك الداخلي السلبي باتجاه سليم ويساعدك في تطوير انماط تفكيرك والسيطرة على النمط الكارثي بشكل غير واعي.
• مشاركة ظرفك النفسي مع أحد افراد عائلتك او شخص مقرب كصديق وتفريغ عبئك النفسي لتشعر بالدعم ولتجنب الكبت ولتعديل أفكارك وتوجيهك للخطوات الصحيحة, كما أن الإحساس بتفهم المحيط واحتواءه يشتتك عن خوفك.
• زيارة طبيب نفسي لتقييم حالتك وفحص مدى حاجتك للعلاج الدوائي كمضادات القلق الذي سيساعدك بشكل كبير في السيطرة على أفكارك.
• عدم ترك نفسك للوحدة والفراغ مطلقًا وملأ وقتك بكل ما هو مفيد كالالتحاق بورش العمل أو تعلم مهارة او لغة جديدة من خلال الانترنت أو التدرب على تطوير موهبة معينة, فالوحدة والفراغ مدخل السلبية والوساوس.

يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من 16 مجال، بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط:

تحميل تطبيق جواب