عزيزي الطبيبانا شاب في ال١٨و٤ اشهرانا يا طبيب قد...

تجربة السجن تجربة مختلفة لأن الشخص ما بعدها لا يكون نفس الشخص الذي كان عليه, ففي السجن تتشكل معاني وفلسفات جديدة وأكثر ارتباطًا بالعطش للاحتياجات النفسية, وحرمان الحرية كثيرًا ما يشعر الفرد بالتشتت وبالغرابة ويجعل مواجهته للعالم والواقع بالمستجدات الكثيرة به أمرًا صعبًا, ولكن تأكد بأنه ليس أمرًا مستحيلًا والكثير من الأشخاص عايشوا هذه التجربة ولكنهم الآن بحال أفضل بكثير, فلا تقلق.

لذا: شعورك بالتشتت أمر طبيعي وسيطرة حالة الصدمة عليك تحتاج منك وقتًا وصبرًا ومحاولات في اتجاهات سليمة لا اتجاهات تزيد من العبء النفسي وتشتتك, وميلك للعلاقة العاطفية أمر وارد لأنك في مرحلة المراهقة والتي تشمل حدوث تغيرات هرمونية ونفسية تجعل الفرد يندفع للطرف الآخر ويسعى لبناء عالم آمن مع شخص تنسجم معه روحه, وتجربة السجن وعطشك للحياة زادت هذه الطبيعة الإنسانية لديك للحد الذي تشعر بأنك بخير وعلى ما يرام فقط في وجودك معها, لأنك تشعر بأنك جزء من عالم آمن بعيد عن المسؤوليات وغارق في العاطفة.

ولكن في استفسارك يتضح بوعيك بأنك الآن تمتلك مسؤوليات ويجب أن تكون أكثر نضوجًا في بناء ذاتك ومسيرتك العملية, وهذا مؤشر على قدرتك على إدارة ظرفك وتشتتك إن شاء الله وكل ما تحتاجه هو الوقت والسعي.

تأكد بأن عدم التوفيق في شيء حاولت أن تبدأه لا يعني نهاية الطريق, ويجب أن تظل تحاول بطرق كثيرة إلى أن تجد ما الذي يمكن أن يتناسب مع إمكانياتك وقدراتك, وأن تسعى للوصول إلى حالة التشافي النفسي وتوسع علاقاتك مع العالم ولا تحصرها في شخص واحد لألا تكون عبارة عن عالم ينهار بذهاب شخص, لذلك يمكنك الاستعانة بالإرشادات التالية:

- اطلب الاستشارة من شخص حكيم وواعي بظروف حياتك مثل أحد الأخوة/ قريب لك/ صديق ناضج.. فالحوارات الدائمة مع شخص متزن ويعرف كيف يعيش وسط واقع قاسي ومليء بالمتطلبات بأمل وإيجابية وفهم لمداخل الرزق..يفيدك بشكل كبير .. كما بإمكانكم التفكير بما ممكن أن يناسبك من تكملة دراسة أو مشروع صغير أو تعلم حرفة والتي تتفق مع قدراتك وإمكانياتك وهذا التفكير المشترك سيكون أكثر إفادة من العشوائية في المحاولة.

- تفريغ عبئك النفسي من تجربة السجن وصدمة خروجك لتغيرات كبيرة من خلال ممارسة الرياضة اليومية/ ممارسة تمارين التنفس العميق بانتظام/ كتابة مشاعرك وافكارك وتفريغها لمراقبة ذاتك وافكارك الغير منطقية وإدارتها بالمواجهة..

- تحسين مزاجك وتجديد طاقتك النفسية من خلال قضاء وقت أكبر مع العائلة التي تحبها ومع الاصدقاء المبهجين الإيجابيين والذين لا يقودونك للسلبية والتوجس والإحباط..فالمحيط له دور كبير في توجهاتنا النفسية .

- إذا كانت صدمتك أثقل من التجاوز ولا تستطيع التعامل مع نفسك فإن الذهاب لأخصائي نفسي وإعداد خطة لجلسات علاجية سيكون خطوة مفيدة جدًا, فكل شخص يحتاج للتوجيه النفسي والحياتي أثناء مروره بصدمة.

- لا تترك نفسك للفراغ والوحدة وحالة التفكير المفرط, لانها تزيد غرقك في التشتت وحاول أن تجبر نفسك على النهوض وفعل أمر على الفور مثل مشاهدة فيديوهات ملهمة محفزة/ الاستماع لشيء هادئ وإيجابي/ الخروج للمشي مع شخص مريح/ تعلم مهارات تطور من شخصيتك وفكرك ومسارك المهني عن طريق الانترنت او الالتحاق بدورات وورش عمل/ الالتحاق بفريق خيري تطوعي وتجديد طاقتك النفسية من خلال العطاء كثيرًا أيضًا ما تقلل حالة التشتت وتزيد شعور الرضا عن الذات والصلة بها..

- ذكّر نفسك باستمرار ألا تنجرف للعاطفة وأن الإنسان يجب أن يأنس بروحه أولًا ويوجد لنفسه طقوس تسعده أو تجعله هادئ على الأقل , لأن هذا هو ما ينقذه وقت الانتكاسات في العلاقات, وأن تقلل من قضاء الوقت مع الأنثى التي تحبها وتقلل مراسلتها وتبدأ مثلًا بإجبار نفسك على تنظيم وقتك بشكل صحيح عن طريق أن تصبح متدرب مثلًا في مركز او مؤسسة أو تعمل بمكان بسيط يشغل طاقتك..فالبدايات البسيطة هذه تعيدك لمسار أكثر انضباط ومسؤولية.

يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من 16 مجال، بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط: