التعامل مع المدمن

مدمن المخدرات عمومًا يعاني من تقلبات مزاجية شديدة تؤثر على تفاعله مع المحيط ومع ذاته, وكثيرًا ما يغلب على تفكيره ضمان الحصول على المخدرات وضمان الحفاظ على ما تهبه له من راحة وهمية, والحرص على هذا يجعله يهمل التزاماته وأدواره وأشخاص حياته ويؤثر على جوانب حياته المهنية والاجتماعية.

ولكي يتم التعايش مع الشخص المدمن لابد من تجنب الجدال الدائم معه ودفعه إلى العصبية أو الغضب وماشابه لأنه من الممكن أن يُبدي ردود فعل عنيفة أو غير سارة تؤثر على الطرف الآخر, أيضًا تجنب استفزاز مشاعره وطاقته والإشارة إلى عيوبه ونحو ذلك ومحاولة احتواء شخصيته الجميلة ولفت انتباهه إلى نقاط قوته وسماته الإيجابية والأدوار التي يشعر الآخر بها بالبهجة والعطاء بسببه..فتنبيهه إلى سلوكياته الحسنة والجميلة تجعله يبدأ التفكير بجدية الحفاظ على هذا الانطباع والذي قد يكون الإقلاع عن الإدمان أحد وسائلها.

أيضًا إذا كان الشخص ليس معيلًا ويتم منحه مصروف او مال فمن الهام أن يتم قطع هذا بالتدريج وأن تلبوا احتياجاته بشرائها وعدم اشعاره بنقص أي شيء يجعل لديه مبرر لطلب المال.

إذا كان استفساركم متعلق بكيفية مساعدته للتخلص من الإدمان فمن الضروري توجيه شخص واعي وحكيم من العائلة المقربة أو الأصدقاء للتحدث معه وبيان تأثيرات الإدمان وأنه سيكون بجانبه لمقاومة الأعراض الانسحابية الطبيعية, أيضًا:

• توجيهه إلى تشتيت تفكيره عن الرغبة بالتعاطي من خلال إجبار نفسه على تغيير المكان فور تعرضه لأفكار الحاجة له وإحاطة نفسه بأشخاص يحبهم أو الخروج للركض أو السباحة أو النهوض للاستحمام بماء بارد.
• ممارسة الرياضة بانتظام وتمارين التنفس العميق من شانها إعادة اتزانك الجسدي الذهني وتفريغ طاقتك الداخلية باتجاه سليم لا تجعله يلجأ للمخدر.
• لربما خلال ابتعاده عن تعاطي المخدر يتعرض لأعراض انسحابية بسبب انسحاب المادة التي اعتاد عليها جسده لوقت ما وتشمل هذه الأعراض (الإرهاق الشديد، الصداع، التهيج وسرعة الاستثارة، اضطرابات النوم والشهية، التوتر والقلق الشديدين) وهذه مرحلة طبيعية وتتطلب الوقت والجهد منه فقط، لذا وظّف المحيطين به لمساعدته في تجاوز هذه الأعراض, مثل التحدث مع شخص مقرب منه ومشاركته حالته لتفريغ عبئك النفسي وخفض التوتر والقلق داخله, قضاء الوقت مع العائلة وتنظيم وقته ليشغله تمامًا بهم يعينه في مقاومة رغبته بالإدمان, الخروج للتنزه أو فعل شيء جديد عندما يشعر بأنه ليس بخير.
• التأكد من عدم الجلوس مع المدمنين لضمان عدم حدوث انتكاسة والابتعاد عن مصادر المخدرات بشكل كامل.
• إيجاد وسائل يأنس بها وتشغل عقله عن رغبته بالتعاطي, كقراءة الكتب الشيقة أو كتابة افكاره ومشاعره ومراقبتها أو الاستماع لشيء هادئ وشرب مشروبات دافئة وتنظيم نومه واعادة هيكلة طقوس مريحة له ما يشعره بالحيوية كعمل مساج لرأسه وجسده.
•  زيارة طبيب نفسي لوضع خطة لللإقلاع عن الإدمان، فالحديث مع الطبيب يدعمه ويجعله مدرك أولوياته جيدًا وكيف يتعامل مع جسمه وعقله عندما يرغبان بالمادة المخدرة, بالإضافة إلى توجيهه للبدائل الطبية للإدمان لتخفيف هذه الحاجة كعلاج دوائي.

يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من 16 مجال، بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط: