هل من الطبيعي أن يستمر الشخص بالمشي في المنزل...

لاشك أنّ فعل المشي بحد ذاته فيه بركة وحياة للشخص وتفريغ للإجهاد النفسي ووسيلة لإشغال الذهن عن الأعباء النفسية أيضًا, ولكن المداومة عليها واللجوء للمشي في المنزل بصُحبة أحلام اليقظة أمر يشير للاضطراب, وفي استفسارك الأخير وضحت بأنه بديل عن مواجهة المواقف والوصول لحلول للأشياء, لذا فإن المشي في هذه الحالة ليس أمرًا مفيدًا وصحيًا, إنما مدخل لأحلام اليقظة والانفصال عما لا تستطيع مواجهته وعلاجه, فأحلام اليقظة تصنع في صاحبها لذة وراحة وهمية تجعله يدمنها.

لذا يجب أن تستبصر بهذا الأمر بدايةً وبخطورته عليك وكونه سببًا في انتكاسة راحتك أو تواجدك مع محيطك الاجتماعي, أيضًا سببًا للانطوائية والميل للوحدة والعزلة, سببًا في عدم تعلم مهارات الحياة ومجابهة أحداثها بشكل فعلي, سببًا في عيش الوهم بدل توطيد علاقتك بالواقع الحقيقي.

وبإمكانك الاستعانة بالتالي أيضًا:

- عندما تشعر برغبتك بالمشي في المنزل, استبدل هذه الرغبة فورًا باقتراح المشي مع صديق تحبه/احد افراد العائلة/ جار تحبه خارج المنزل والتنزه في مكان واسع ومريح لألا تكون أسير لأحلام اليقظة.

- حاول أن تستبدل تفكيرك مع ذهنك بشكل تخيلي بكتابة ذلك وتدوينه على مذكرات بشكل منتظم, فمواجهتك لأفكارك وكيفية تعاملك مع مشاعرك والأحداث يجعلك تدرك المنطقي والغير منطقي وتسعى لتبديد الغير منطقي.

- لا تترك نفسك للفراغ  والوحدة لأنها مدخل احلام اليقظة والميل للسهل من التخيلات والتفكير المفرط وماشابه, وحاول أن تبني روتين يومي يجعلك مشغول تمامًا أو يجعلك تحافظ على نمط حياة بجودة أفضل وترضيك عن ذاتك, وحاول أن تتحدث مع افراد العائلة أو الاصدقاء على الفور لفصل حالة التفكير الخيالي.

- تعلم مهارات المواجهة والتأقلم والتجنب للأحداث من خلال مشاهدة فيديوهات تطوير للشخصية او القراءة والتثقيف النفسي أو الالتحاق بدورات وورش عمل تجعلك أكثر احتكاك مع الآخرين وتعلمًا لأنماط التواصل واسلوب حل المشكلات..فهذه الأمور مهما كانت بسيطة لكنها تصنع فارقًا في سلوك الإنسان بشكل غير واعي.

- حاول أن تفصل رغبتك باحلام اليقظة والمشي من خلال فعل نشاط آخر مثل الاستحمام, مشاهدة فيلم, عمل مساج لرأسك وعيينك لإراحة جسدك أيضًا واستعادة اتزانك, الاستماع لشيء هادئ ويشغل ذهنك تمامًا كالبودكاست مثلًا أو محاضرات هادئة أو كتب صوتية ممتعة..

- جدد روتين حياتك لتحسين مزاجك وقدرتك على التفاعل مع الآخرين وفهم مداخلهم للتعامل معهم أو فهم طبيعة الحياة وكيفية مجابهتها, مثل الخروج في فعاليات خيرية تطوعية, الالتحاق بمجالس ثقافية فكرية أو جلسات دينية, فإعطاء الذات اهتمامات جديدة تشغلها عن ما هي فيها وتفيدها.

يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير ، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من ١٦ مجال. بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط: