السلام عليكم مشكلتى مع زوجتى أنى اكتشفت أنها على...

تجربة الخيانة الزوجية بكل أنواعها ليست سهلة, وتحدث فجوة ثقة وفتور في العلاقة, ولكن لا يجب أن تجعلها تعطل استقرارك الزواجي وتؤثر على أسرتك فالأخطاء في العلاقة الزوجية واردة ضمن إطار معين ويجب التعامل معها بحسم وذكاء فقط للاستمرار معًا, واستفسارك عن كيفية التعامل مع زوجتك, وعدم انقيادك لسلوكيات متهورة أو غير مدروسة بشكل فوري يشير إلى أنك إنسان حكيم وزوج ناضج وأب مُحب وكونك هكذا هو شيء يشير لتوقع حل الأمور بينكم إن شاء الله على خير.

وإذا كنت واثقًا من خيانة زوجتك لك فيما مضى فإن عدم قدرتك على تجاوز التجربة لربما بسبب سيطرة الشكوك والأحاسيس السلبية عليك وتوقعاتك أنه خطأ يمكن أن تكرره وخوفك من هذا, وهذا ما يجعلك غير مستقر نفسيًا , ولكن يجب أن تدرك بأن وجود الأخطاء أحيانًا يضيف للعلاقة معاني جديدة وفهم أوعى, فمن الخطأ أن يختار الشريك التخلي مباشرة بسبب خطأ ولا يسمح لشريكه الآخر أن يجعله يرى سيطرته على نفسه وحرصه على إرضاءه وتحسين حياتهم لتجاوز التجربة, فهنا تُقاس العلاقة..بحجم التسامح والمثابرة لكسب العلاقة بشكل حقيقي.

ومما قد يساعدك على تبديد عدم راحتك النفسية, التفكير بالأسباب التي لربما قادت الزوجة لهذه الخيانة, ففهم الأسباب تساعدك في التأكد من عدم كونها عوامل ساهمت للانقياد للخيانة وليست أيضًا عوامل قائمة إلى الآن, ومن هذه الأسباب:

• وجود خلل في طريقة التواصل بينكما فتلجأ لرجل آخر أكثر احتواء وتفهمًا لها
• وجود أطفال بينكم وقلة الوقت التي تقضيانه معا لكثرة المسؤوليات تجاه الابناء ورعايتهم بالإضافة إلى الالتزامات المنزلية وعدم وجود دور حقيقي وفعال لك في ذلك
• الإهمال العاطفي وعدم رعاية زوجتك نفسيًا وعدم الحرص على تجديد علاقتك العاطفية بها وإشعارها بالحب والقرب والأمن
• خطأ غير مقصود من زوجتك بسبب التوسع على العالم والتعرف على أشخاص جدد وحالات الإعجاب البسيطة التي تحصل في عالم التواصل الاجتماعي أو حتى العالم الحقيقي

كيف يمكنك احتواء تجربة الخيانة وتحسين علاقتكم الزوجية؟

• ذكّر نفسك بأن الغضب والحزن والاستياء شيء بديهي ولكن المبالغة فيه يهدم أكثر مما يبني ولا يحل الأمور بل يفاقمها, اتخذ دائمًا اسلوبًا هادئًا ومرنًا وأشعر زوجتك بحنانك وحسمك للأمر في آن واحد.
• تحدث مع زوجتك واسألها إذا ما كانت تريد إخبارك بشيء أو مشاركتك أي ظرف نفسي تمر فيه فهذا الأمر ينبهها ويذكرها بضرورة ضبط نفسها أيضًا يشعرها بقربك وحرصك على فهمها واحتواءها وقد يكون هذا ما يعيد التوازن للعلاقة والإيمان بها.
• تحدث مع زوجتك بهدوء وبوقت مناسب واتفقوا على وضع حدود لعلاقتكم وما لا يمكنها تجاوزه وما لا يمكنك أيضًا انت تجاوزه وأن احترام هذه الحدود هو ما يجعلها تستمر فالوضوح أقصر طريق لحل المشاكل واسترجاع الحياة.
• تخصيص وقت لكما معًا مثلا قضاء الوقت في نهاية اليوم معها تسألها عن تفاصيل يومها وحالها وما الذي تريد فعله غدًا فهذا الاهتمام البسيط يشعركما بشيء إيجابي يلغي أي رغبات خارجية 
• القيام بأنشطة جديدة مثل حضور فيلم بشكل منتظم أو المشي اليومي معًا أو الخروج لتناول العشاء أسبوعيًا معًا لتجديد علاقتكما وإعادة الحيوية لها 
• عدم كبت مشاعرك السلبية وقم بتفريغها بشكل مستمر من خلال الرياضات كركوب الدراجة أو السباحة أو الجري أو المشي حتى لا تراكم العبء النفسي وتجعله غير قادر على التجاوز ويمكن أيضا الكتابة والتدوين لمشاعرك ومواجهتها بمنطقية
•  إعادة الثقة بزوجتك من خلال شغل تفكيرك عن الذي حصل وتشتيته بمهام أخرى والتزامك بالإرشادات السابقة وكل شيء بمرور الوقت سيكون أفضل, وتجنب مشاركة هذا الأمر مع شخص غير حكيم وسلبي مثل صديق غير متزن فيوجهك ويشجعك على السلوكيات الخاطئة المندفعة والتي ممكن أن تزيد حزنك واسترسالك في التفكير بالذي حصل ويستفز مشاعرك بحيث تخضع لعدم مسامحة ما حدث
• عدم ترك نفسك للفراغ والوحدة وطرد الفكرة السيئة والمشاعر الغير سارة مباشرة عندما تراودك لألا تسترسل معها, ذكر نفسك باللحظات الجميلة بينكم وجوانب زوجتك المميزة والمشاعر التي وهبتها لك بإيجابية واستعيد مع زوجتك الذكريات من خلال ألبومات الصور ما يجعلك ترى الجمال في علاقتكم وتستعيد ثقتك بها وإيمانك بإمكانية تجاوز صدمة الخيانة.

يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير ، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من ١٦ مجال. بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط:

تحميل تطبيق جواب

أتفهم الآن مدى الجرح الذي عشته في لحظة الخيانة لأن الحب الذي قضيتموه معًا ليس نتيجة زواج عاديًا, وما تشعر به يفوق طاقتك لأنها الإنسانة التي مددتها بكل الحب وعشتم معًا الكثير واخترتم بعضكم بشكل حر وكامل منذ البداية, ولكن دائمًا ذكّر قلبك بأن هذا السبب هو ما ستجعله نفس الدافع لتجاوز الأمر, لأن ما بينكم أكبر من كل خطأ, وفهم زوجتك لخطأها والحرص على إرضاءك كافي, ولو أنت وقعت بهذا الخطأ لما وددت أن تشعر شريكتك بالحزن لآخر العمر, وتجاوز الأمر أيضًا لا يعني نسيانه بل الحرص على تبديده قدر الإمكان, فعندما يمتلئ صدرك مثلًا بالحزن والإحباط مما فعلته لا تسترسل بالتفكير والشعور, بل انهض فورًا للاستحمام, أو للخروج للقاء أصدقاء ولعب العاب الكبار معًا, أو اقتراح فعل شيء مع زوجتك, فالوقت مهما طال كفيل لجعلك أفضل شعورًا ولكنه يحتاج أن تكون شجاعًا لتجاوز الأمر وفعل كل ما يلزم من محاولات فورية وأن لا تميل للجوء إلى الذكريات السلبية.

كلما تجاهلت مشاعر تعبك وحزنك كلما تبددت داخلك, وأيضًا لربما مواجهة هذه المشاعر وتفريغها بالكتابة والتدوين تجعلك تشعر بأنها امور ليست مصيرية ولم تعد ذات أهمية للحد الذي تكون فيه غير قادر على الاستقرار النفسي, فالحياة قصيرة وقد نفقد بها من نحبهم بلحظة, وإذا ما حرصنا على الاستغلال الحقيقي للأيام وعدم تضخيم الأخطاء التي تم الاعتراف بها والحرص على عدم تكرارها..سيكون الحزن أكبر مما تعيشه الآن.

يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير ، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من ١٦ مجال. بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط:

تحميل تطبيق جواب