سلام عليكم لو سمحت لي سؤال

اقتناع الأخ بالإقلاع عن المخدرات وتناول الخمر مؤشر جيد لأن وجود إرادة للمدمن في التخلص من الشيء هو المحرك الأساسي لعلاج المشكلة, وانتكاسات الإقلاع عن المخدرات وكل ما اعتاد الشخص على الشعور باللذة من خلاله أمر وارد وطبيعي, فالمخدرات تُحدث بالعقل تأثيرات تجعل الشخص يدمن الشيء, بالإضافة إلى أن الاقلاع عن المخدرات تحدث بعده أعراض انسحابية قد تكون صعبة على الشخص للدرجة التي تجعله يعود إليها, ورحلة الإقلاع  لا تتطلب فقط المتابعة والتعزيز الديني, بل طلب مساعدة طبيب مختص لوضع خطة علاجية مناسب لدرجة إدمان أخيك ولربما يكون مدخلًا ليساعدك.

فيما يتعلق بسلوك الوالد فأنا أتفهم استياءك ومدى رغبتك بأن يكون عنصرمساعد وداعم ولكن إذا كان هذا الطلب يقود للجدال والمشاكل فعدم فعله أفضل, واعتبر أنك تكفي أخيك أو استعين بأشخاص آخرين في العائلة بدلًا من والدك, فلربما ما يبديه والدك من مصاعب وردود أفعال هو عيشه لحالة الإحباط من أخيك ومما هو عليه ورغبته وأمله بأن يكون ابنه أفضل مما يراه عليه.وسيطرة الخذلان او عدم الاحتمال عليه يجعله لا يريد فعل شيء وقد تحصل هذه الصراعات النفسية..أو أن طريقة حديثك مع والدك ومدخلك في الحوار لا يكون مناسبًا ما يجعل والدك يخوض جدالًا معك في كل مرة.

يمكنك الاستعانة بالإرشادات التالية لتحسين حالة أخيك: 

• توجيهه إلى تشتيت تفكيره عن الرغبة بالتعاطي من خلال إجبار نفسه على تغيير المكان فور تعرضه لأفكار الحاجة له وإحاطة نفسه بأشخاص يحبهم أو الخروج للركض أو السباحة أو النهوض للاستحمام بماء بارد.
• ممارسة الرياضة بانتظام وتمارين التنفس العميق من شانها إعادة اتزانك الجسدي الذهني وتفريغ طاقتك الداخلية باتجاه سليم لا تجعله يلجأ للمخدر.
• لربما خلال ابتعاده عن تعاطي المخدر يتعرض لأعراض انسحابية بسبب انسحاب المادة التي اعتاد عليها جسده لوقت ما وتشمل هذه الأعراض (الإرهاق الشديد، الصداع، التهيج وسرعة الاستثارة، اضطرابات النوم والشهية، التوتر والقلق الشديدين) وهذه مرحلة طبيعية وتتطلب الوقت والجهد منه فقط، لذا وظّف المحيطين به لمساعدته في تجاوز هذه الأعراض, مثل التحدث مع شخص مقرب منه ومشاركته حالته لتفريغ عبئك النفسي وخفض التوتر والقلق داخله, قضاء الوقت مع العائلة وتنظيم وقته ليشغله تمامًا بهم يعينه في مقاومة رغبته بالإدمان, الخروج للتنزه أو فعل شيء جديد عندما يشعر بأنه ليس بخير.
• تذكير عقله بأنه قد تعدى الخطوة الأكبر وهي القرار بالإقلاع عن المخدرات وأن هذا شيء عظيم وكبير ويجب أن يفخر بنفسه وبقدرته على ذلك وأن يكون شخص حريص على صحته وعلى حياته وانطباعاته عن نفسه.
• عدم الجلوس مع المدمنين لضمان عدم حدوث انتكاسة والابتعاد عن مصادر المخدرات بشكل كامل.
• إيجاد وسائل يأنس بها وتشغل عقله عن رغبته بالتعاطي, كقراءة الكتب الشيقة أو كتابة افكاره ومشاعره ومراقبتها أو الاستماع لشيء هادئ وشرب مشروبات دافئة وتنظيم نومه واعادة هيكلة طقوس مريحة له ما يشعره بالحيوية كعمل مساج لرأسه وجسده.
•  زيارة طبيب نفسي، فالحديث مع الطبيب يدعمه ويجعله مدرك أولوياته جيدًا وكيف يتعامل مع جسمه وعقله عندما يرغبان بالمادة المخدرة, بالإضافة إلى توجيهه للبدائل الطبية للإدمان لتخفيف هذه الحاجة كعلاج دوائي.

يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من 16 مجال، بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط:

بإمكانك توجيه أحد الأقران الحكماء والجيدين ليكون محيطًا به ويشغله عن رفاق السوء الذين هم سببًا في انتكاسته, كأن يكون هذا أحد الأقارب أو الأصدقاء الأمناء وتأتمتنه على طريقة التعامل مع اخيك وأن يوطد علاقته فيه ويبدأ باقتراح فعل انشطة دائمة معًا ويوسع معارفه باتجاه معاكس عن رفاقه الحاليين, وجعله مثلًا يذهب معه لمجالس ثقافية وفكرية ودينية ويوسع انماط تفكيره ويوطد وازعه الديني, فلربما هذا يصنع فارقًا.

فيما يتعلق بتصرفات والدك وأخيك من ناحية العمل وكون الجميع يتهموك بأشياء أنت برئ منها, فلربما أنهم يروك تتدخل فيما لا يخصك أو تريد إثبات شيء على أخيك لا أنك تساعده ما يجعلهم يسيئون فهمك ويعبروا عن سوء الفهم بطريقة تعاملهم .

تذكّر بأنك لا يجب أن تقدم أكثر من طاقتك لمساعدتهم وإذا وصلوا لمرحلة بطلان لكل محاسنك والتركيز على أنك مخطئ فقط فأوقف المحاولة حاليًا وركز على نفسك وعلى جعل علاقتك بهم طبيعية وتجنب كل عوامل المشاكل والجدال, وعدم مناقشتهم بشيء يكدر صفو علاقتكم والاكتفاء بمشاركة الاحداث الحياتية العادية إلى أن يهدأوا قليلًا ويصبحوا أكثر قدرة على فهمك أو أن الأيام وحدها ستريهم حكمة تصرفك.

حاول أن تجاري والدك لأن الحياة قصيرة وضياعها بجداله لن يفيدك, وخفف من عبئك النفسي داخلك قدر الإمكان وقم برعاية صحتك النفسية من خلال تحسين مزاجك وتفريغ عبئك النفسي بممارسة تمارين الرياضة اليومية/ تجديد مزاجك بالخروج مع اصدقاء وبفعل انشطة جديدة/ ممارسة طقوس مهدئة لأعصابك بشكل دائم لشغل ذهنك عن التفكير بهم, حاول أن تستعيد العلاقة وتبدد اضطرابها وإن لم تكن مخطئًا لتشعر بالراحة على الأقل لذا بالإمكان التحدث مع عائلتك عن امور يحبونها او دعوتهم للغداء او اقامة حفلة دون مناسبة تجددوا بها علاقتكم كعائلة باللعب والسهر ومشاهدة فيلم وتناول مسليات لذيذة والابتعاد عن كل عوامل الضغط...فهذه الامور الصغيرة تصنع فارق, وتجنب توسيع فجوة علاقتكم بعدم التحدث معهم للإحباط الذي يتملكك.

وبإمكانك أثناء هذا كله التفكير بمشروعك وعمل الخاص, وأن تنتظر انتهاء دفعات التجار وضمان حقك, إذا كان العمل معهم لا يريحك أو يشعرك بأنك في مهب الريح دائمًا وبأن ثمة نقطة خلاف لا تستطيعوا تجاوزها.

يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من 16 مجال، بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط: