اغاني من الوسواس القهري الاضطرابات والعزل والخوف...

معايشة الحرب تجربة ليست هينّة وتبني داخل الشخص خوفًا طبيعيًا لأنه يكون معرّض للتهديد والخطر طوال الوقت بالإضافة إلى ما تخلقه الحرب من تأثيرات على المناحي الأكاديمية والاقتصادية والاجتماعية.. وهذا الخوف يختلف من فرد لآخر تبعًا لمستوى الخطر ولصلابة الشخص النفسية, وقد يتضاعف الخوف إلى الخوف المرضي الذي يصاحبه نوبات هلع تظهر بالذعر والاستثارة السريعة/ ارتجاف الجسم/ الشعور بالقلق المبالغ فيه دون انقطاع/ التعلثم بالكلام والتأتأة/ صعوبة السيطرة على الجسد والأفكار/ نوبات الصراخ أو البكاء المستمر.

وكثيرًا ما تتداخل الإصابة بالخوف والوساوس القهرية خصوصًا عند معايشة تجربة صعبة, لأن الإنسان يكون مفرط التفكير ومنتبه لكل شيء ما يجعل هواجسه تتضح أمامه وتتضخم بشكل كبير, مثل وسواس الخوف من الموت, وسواس الخوف من الفقد, وغيرها من أنواع الوساوس..

ومرض الوسواس القهري هو عبارة عن مخاوف وتصرفات غير مبررة وأفعال قهرية يفعلها الشخص رغمًا عنه بالرغم من وعيه بعدم منطقيتها، وتكون قوية حيث تسبب له الضيق والانزعاج الشديدين إذا لم ينفذها فيفعلها لخفض التوتر، وله تأثيرات سلبية على نشاط الشخص المعتاد وأدائه لوظيفته وعلاقاته مع الآخرين ومقاومتها بإرادة قوية وعدم من المحيط مدخل لتبديده.

ولتخفيف وطأة الخوف والوساوس القهرية بالإمكان الاستعانة بالإرشادات التالية:

• وقف الفكرة الوسواسية، ومحاولة تغيير مسار التفكير إلى اتجاه آخر كالانشغال بالتحدث مع الآخرين أو النهوض لتحضير طعام خفيف أو اللعب مع الأطفال في المنزل أو التفكير بفكرة آمنة تبدد مخاوفك.
• الخروج من المكان مباشرة وإحاطة نفسك بالآخرين لتجنب استرسال التفكير الوسواسي, وهذا يحتاج أيضا ألا تترك نفسك للفراغ والوحدة, فالفراغ مدخل الوسواس والسلبية 
• مواجهة نفسك وإرغامها على عدم السماح للأفكار بالتحكم بك وأن كل هذه التصرفات هي وهمية وستجعلك تخسر حياتك فقط, أعط عقلك تعليمات بصوت عالي ليتوقف عن ذلك واعتيادك على ذلك وتدريب نفسك على التعليمات يحسن استجابة عقلك لك.
• ضرورة طلب المساعدة والتفهم من المحيط, لأن شعورك بتفهم الاخرين لحالتك وأفكارك الغير منطقية يقلل توترك وقلقك ويكون بمثابة احتواء وتنبيه خارجي لك يجعلك أكثر صفاء ذهني وتحكم بأفكارك.
• مارس تمارين الرياضة اليومية وتمارين التنفس العميق بانتظام لتفريغ التوتر والقلق واستعادة اتزانك الذهني النفسي.
  الاستعانة بطقوس مهدئة ومريحة عند الشعور بالخوف والوسوسة مثل الاستماع لشيء هادئ/شرب مشروب مهدئ للأعصاب/ النهوض للمشي وتفريغ عبئك بطريقة سليمة/ التفكير بمكان آمن أو ذكريات جميلة لتبدد السيء منها وتخلص ذهنك الآني منه.
• إذا كنت حاليًا في وضع يمكنك من زيارة الطبيب النفسي فستكون خطوة جيدة, لتضمن عدم حدوث انتكاسة في المرض أو أن يتضاعف إلى إدمان أو اكتئاب أو افكار انتحارية , ولتقييم مدى حاجتك لعلاج دوائي أو لجلسات علاجية مع أخصائي نفسي من شأنها تعزيز عافيتك النفسية والتخلص من آثار الحرب داخلك.

يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من 16 مجال، بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط: