لدي حالة نفسية هي عدم القدرة على فك التعلق وتقبل...

التعلق بشيء انتهى أو شخص لم يعد في حياتك ولا زلت تكن له مشاعر صادقة أمر ليس هينًا, وأتفهم مدى وطأة الأمر عليك, وعدم قدرتك على التصالح مع الواقع, ولكن استفسارك يوضح وعيك بضرورة التقبل وقيمته ووعيك بما أنت في حاجة له وهو (فك التعلق) وهذا شيء جيد لأنك ستكون أكثر ضبطًا لمشاعرك وأفكارك إن شاء الله.

معايشة واقع غير قادر على تصديقه والالتفات للماضي باستمرار والاسترسال في التفكير بالأمر يشكل انتكاسة نفسية وعدم قدرة على تجاوز آثارها عليك من شأنه أن يصيبك بدرجة من الاكتئاب, وهو مرض نفسي جسدي يشمل شعور الفرد بالحزن الشديد واليأس وفقدان الشغف تجاه الحياة ويعطل أداء الشخص لمهامه اليومية, ويجعله يتبنى مشاعر وأفكار مشوهة, وتتضمن أعراضه:

• تقلبات مزاجية حادة
• اضطرابات في النوم
• اضطرابات في الشهية
• الميل للوحدة والانطواء
• تجنب التفاعل مع الآخرين او الاحتكاك بهم
• أفكار سلبية ملازمة للشخص كالموت أو الانتحار
• الشعور بنقص القيمة والعجز وانخفاض مفهوم الذات
• نوبات بكاء بدون سبب
• سيطرة مشاعر الحزن والكآبة عليه وعدم رغبته بممارسة النشاطات
• الام جسدية كالصداع او الام المفاصل او الإرهاق العام

ولتخفيف هذه الحالة وتحسينها يمكنك الاستعانة بالتالي:

• الحديث مع شخص مقرب منك ومشاركته ظرفك ومشاعرك تجاه ما عايشته لتقليل عبئك النفسي وتجنب الكبت لأنه أساس تفاقم الاكتئاب ولمساعدتك أيضًا في ضبط أفكارك بشكل عقلاني تجاهها, وتفريغ الخبرة أيضًا من خلال الكتابة والتدوين لمشاعرك وافكارك وممارسة الرياضة.
• تجديد روتين الحياة وفعل أنشطة لم تعتاد عليها لتحسين المزاج والخروج للتنزه في الطبيعةوفي أماكن مريحة مع الأهل والأصدقاء.
• ممارسة تمارين التنفس العميق بشكل يومي ومنتظم لتقليل التوتر والحزن
• المشاركة بفعاليات خيرية تطوعية لزيادة الشعور بالعطاء وتجديد النظرة للحياة بإيجابية وبمنظور جديد وإبعاد ذهنك عن تجربة الماضي.
• زيارة طبيب نفسي لتقييم حالتك ومدى حاجتك لعلاج دوائي كمضادات الاكتئاب, ومدى حاجتك لجلسات علاجية مع أخصائي نفسي.
• تجنب الوحدة والفراغ لأنهما مدخل السلبية وملأ الوقت بكل ما هو مفيد كتعلم مهارة جديدة أو الطبخ او اللعب مع الأطفال وغيرها..
• الاستعانة بتبني طقوس مريحة  لتخفيف الأفكار السلبية والحزن, كالتفكير في مكان آمن بعيد عن خبرة الماضي أو شيء تحبه, أو قراءة كتب تتناسب مع ميولك, أو إشغال ذهنك بالاستغفار , الخروج للمشي مع الأصدقاء أو التنزه في الطبيعة وعمل امور لم تعتادوا عليها كالشوي او الركض وغيرها..فتجديد الروتين يجددك نفسيًا ويشغل ذهنك عن انتكاسة واقعه.
• تذكر أنك المسؤول الأول عن صحتك النفسية وأن الاسترسال مع الاكتئاب وعدم مواجهته لن يؤذي غيرك, حاول أن تتمسك بالأشياء الإيجابية الصغيرة وما تملكه اليوم في حياتك وأن تجدد علاقتك بالطبيعة كالعناية بالنباتات مثلًا وتسعى للتجارب الجديدة لتشتيت انتباهك عن كل ما هو سلبي وكئيب.
• ثق بحكمة الوقت وبقدرته على جعلك تتبين المعنى والحكمة من كل ما حدث وما تمر به الآن لن يتعدى كونه مرحلة في حياته, وأن الوقت يحتاج منك المحاولات المستمرة وتبني أنماط تفكير واقعية ومتأملة وذكية باستمرار, ويمكنك مثلًا مشاهدة فيديوهات تحفيزية ملهمة او تجارب لاشخاص مروا بمثل تجربتك فلربما تكون دعم لك, وتذكر بأنه ليس الهدف نسيان الماضي او التجربة التي تتعلق بها إنما التصالح مع ما حدث والاحتفاظ بالآثار الجميلة من التجربة فقط في داخلك..فالحياة قصيرة والتعامل معها بانها مغامرات وتجارب متجددة تجعلك أكثر قدرة على التجاوز ولن تستطيع أبدًا توقع ما قد يعوضك الله به لاحقًا.
• التخلص من كل ما يذكرك بالماضي من صور أو رسائل أو هدايا وعدم مراقبة الاشخاص المرتبطين بالتجربة على مواقع التواصل الاجتماعي لألا تزيد من وطأة الأمر عليك, وتوجيه انتباهك للمحيطين حولك والذين يحبونك والتعافي بهم ومن خلالهم.

يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير ، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من ١٦ مجال. بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط: