ازاي اقدر ارجع احب الناس واتمنالهم الخير واستوعب...

يمر الإنسان بتجارب غير سارة ومرهقة نفسيًا تجعله يميل إلى الاستياء واللااتزان في التعامل مع الأشخاص, ولربما قد مررت بتجربة إحباط من المحيط, التعرض للتنمر, الانتقاص من كفاءتك أو قيمتك أو أهميتك, أو أنك عايشت تجربة عاطفية أو أسرية أليمة جدًا وتم إيذاءك بها أو ظلمك ما يجعلك تعمم مشاعر هذه التجربة على الجميع وتشعر بأنك سيعاملوك بنفس الطريقة.

وقد تكون هذه المشاعر التي تمتلكها هي لكونك شخصية نرجسية لا تمتلك المشاركة الوجدانية ولا تشعر بأن ثمة من هو أهم أو أنجح منها, وتضعف جسر التواصل والحب مع الغير.

وتحديد السبب الحقيقي لما أنت عليه هو مدخلك للتعامل مع ذاتك وتحسين قدرتك على تطوير جودة حياتك, وألمس من استفسارك رغبة حقيقية بعدم الاستمرار بهذه الطبيعة وهذا أمر هام للاعتقاد بأنك ستكون افضل إن شاء الله.

كيف يمكنك تحسين الأمر والتعامل مع مشاعرك باتزان؟

- من الضروري أن تفرغ مشاعرك السلبية والمشوهة تجاه الآخرين لأن كبتها تضخمها داخلك وتدفعك لتبنّيها على الدوام, لذا بإمكانك الاستعانة بتدوين وكتابة مشاعرك وأفكارك يوميًا وبعد كل موقف مع جماعة من الناس او لقاء اجتماعي..لتواجه افكارك الغير منطقية وتصبح أكثر فهم لما يدفعك لهذا الشعور وتراقبه.

- البدء بفهم أن حب الذات ورؤيتها جميلة وتستحق وناجحة أمر واجب , ولكن إذا زاد الأمر كثيرًا لحد النرجسية أو نبذ الآخرين واستهجانهم فإن حب الذات هذا خطر وغير صحي, ومخاطبة عقلك بصوت عالي لإيقاف توجهاتها وتذكيرها بأن الناس يستحقوا الثقة والحب والنجاح لربما يكون منبه لك.

- توطيد قيمة التواضع وحب الغير من خلال مجموعة من الطقوس مثل: مشاهدة فيديوهات تتحدث عن التواضع وكيف يكون المرء ناجحًا اجتماعيًا بتمنيه الخير والنجاح للآخر, أيضًا الالتحاق بفريق خيري تطوعي والاحتكاك بآلام الناس وتفاصيلهم الصغيرة ومشاهدة الخير في نفوس الزملاء أيضًا يجعلك أكثر إيمانًا بفكرة العطاء والبهجة بالمساعدة ومراقبة الخصال الحميدة فيهم ما يسهم في تغيير الصورة في ذهنك.

- التحدث مع شخص مقرب منك ومشاركته ظرفك النفسي ورغبتك بالتحسين ليكون منبه خارجي لك مثلًا في المجالس الاجتماعية او بين الأصدقاء أو أثناء الخروج والتسوق وماشابه...فتنبيه شخص حكيم ويحبك لك بأي موقف غير جيد يصدر منك يجعلك تضبط انفعالك وتصلح هذا الموقف بطريقتك الخاصة ولا تتراكم مواقفك الغير مناسبة مع الآخرين ما يزيد استياءك من ذاتك.

- الذهاب لأخصائي نفسي لتقييم حالتك وتنظيم جلسات علاج معرفي سلوكي أكثر قدرة على مساعدتك في تطوير ذاتك وامتدادها مع الآخرين ستكون خطوة جيدة.

- لا تتابع على مواقع التواصل الاجتماعي لمن يدعون لأفكار مغلوطة مثل أن لا خير في الناس وأن الذات دائمًا مقدسة بلا شروط, وأن الناس دائمًا لا يريدون نجاحك فيجب أن تعاديهم وأن تتوقع الأسوأ وأن تركز على نفسك...فهذه الأفكار مشوهة وجعلت الإنسان يتحول لشخص لا يريده دون أن يعي ذلك.

- حاول أن تبادر لفعل أنشطة تحسن العلاقة بالآخرين وتساعدك على لمس صفاتهم الإيجابية والجميلة وتوطد العاطفة بينكم, مثل مشاركة الآخر افراحه واحزانه/ تنظيم حفلة للاصدقاء والمقربين دون مناسبة ولعب العاب الطفولة والكبار وتقضية وقت جميل/ الخروج مع اشخاص مريحين للمشي اليومي يجعلك أيضًا تتعلم الكثير عن الناس وكيفية التواضع معهم/ جرّب أن تخبر الآخرين بأن ملابسهم أو مظهرهم الخارجي جميل وأنك تحب شيء بهم مثلًا أو تخبرهم عن إعجابك بتصرفهم في موقف كذا.. فإخبارهم بشكل صريح يجعلك تنتبه فعلًا بأن ما هم عليه حقيقي .

- تذكر أن البحث عن المثالية أو الكمال أو الأفضلية على الآخرين من أكثر ما يُفقد المرء ذاته ويفقده علاقاته واستقراره النفسي ويقوده في كثير من الأحيان للوحدة والإحباط, لذا حاول أن تقضي وقت عادي وبسيط مع الغير في التنزه واللعب وأن تفصل أفكارك ومشاعرك المشوهة تمامًا وتركز على اللحظة الآنية والتي تعيشها فقط..واستمرارك على هذا النحو سيحسن من رؤيتك للآخر.

يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من 16 مجال، بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط: