لوسمحتي اود ان يكون الامر خصوصيا بشكل كبير جدا، ...

أتفهم شعورك والوضع الذي تمرين به فالاغتصاب تجربة قاسية وصعبة على الفرد وتمثل خبرة صادمة في مراحل الحياة بشكل لاإرادي, وتكون أشد وطأة على الطفل لأنه يعد من الفئة الأضعف وغير قادر غالبًا على الدفاع عن نفسه او غير مدرك لما يجري فلا يتم التعامل بحسم مع المشكلة, وهذه الخبرة ممكن ان تجعل الطفل ينمو بتشوه نفسي كأن يصيبه بالهلع أو الانطواء أو الخوف من الناس أو كره الجنس الآخر أو الشعور بالغضب والميل للعدوان أو اضطرابات النوم واضطرابات الدراسة .. أو تفاقم لديه كره الذات واحتقارها أو اضطراب الاكتئاب وغيرها..

وكان من الأولى في وقتها أن تخبري والدتك بما حصل معك لضرورة أخذ موقف حاسم مما حدث ولحماية ايضًا عدم تكرار الأمر مع أحد آخر, وكونك طفلة منعك من فهم ضرورة ذلك.. ومرور الأيام تجعل الشخص محتارًا بالقرار الذي يجب فعله..فهل إخبار العائلة وفتح الموضوع مرة أخرى؟ أم التكتم على الأمر لألا يحدث ضرر عليك من المحيط وغيره؟ وكيف ستكون ردة فعل عائلتك؟ وهل ستختلف العلاقات الاسرية وطبيعة التعامل بسبب هذا التصريح؟ وهل سيصدقك أصلًا أحد بعد مرور سنوات ؟ وهل هناك إمكانية لإثبات ذلك الآن؟ وهذه التساؤلات ثقيلة وتقود الفرد للتشتت والشعور بعبء مضاعف .

إذا كانت والدتك من النوع الحكيم المتفهم القادر على إدارة الأمور فهي أنسب الأشخاص لإخبارها بتجربتك ورغبتك بأن يتم التعامل مع الأمر بهدوء وأن تحافظ على توعية إخوتك وماشابه للتأكد من عدم معايشة شخص آخر للأمر, بالإضافة لمشاركتها ظرفك النفسي وحاجتك العميقة للدعم وللمساعدة في تخطي تجربتك والتعامل مع آثارها, بالإضافة إلى حاجتك للتفكير بإمكانية الانتقال لمنزل منفصل بعيد عن أشخاص يقلقونك.

ولا أستطيع أن أخبرك بأن الأمر هيّن وستنسيه بمرور الأيام ببساطة ولكن طالما أن الأمر قد وقع فإن التركيز على التعافي وتطوير جودة حياتك وعدم البقاء ضحية ذلك والسماح لما حدث بإيذاءك أكثر, هو ما يجب أن تفعليه وتركزي عليه حقيقةً, وبإمكانك الاستعانة بالإرشادات التالية:

- من المهم أن تعتبريها فرصة للتعلم والحرص على نفسك أكثر وعدم السماح لأي شخص بالاقتراب منك بسهولة أو خداعك .

-تجديد حيويتك النفسية وتفريغ عبئك النفسي المتعلق بصدمتك من خلال كتابة وتدوين مشاعرك وأفكارك ومواجهتها بشكل عقلاني لإضعاف تأثيرها عليك وتحكمها بك, ممارسة الرياضة بانتظام لتفريغ طاقتك الداخلية قدر الإمكان.

- تطوير روتين حياة إيجابي ومتجدد يساعدك في بناء مفهوم ذات قوي ويوقف استرسال احتقار الذات او الرغبة بالموت داخلك مثل الالتحاق بمجالس فكرية وتوسيع أنماط تفكيرك أو الالتحاق بفريق خيري تطوعي لتجديد مزاجك والتركيز على جانب إيجابي ومبهج بالحياة يشعرك بالعطاء والرضا والأولويات الحقيقية.

- طرد صورة ما حدث من ذهنك بإعطاء عقلك تعليمات بصوت عالي وإمداده بأفكار مريحة ومطمئنة تجعله يهدئ وتشغله بأمر مريح.

- عندما يسيطر عليك الحزن من الأمر ضعي في ذهنك فكرة آمنة وجميلة تدفعك لمشاعر إيجابية قدر الإمكان, مارسي تمارين التنفس العميق فورًا, استمعي لشيء هادئ, قومي برعاية نباتات او التحدث مع صديقة مبهجة وماشابه... ففورية اشغال النفس تحميك من تضخم المشاعر والأفكار المشوهة.

-  زيارة أخصائية نفسية في مركز نفسي موثوق ومعتمد والتحدث معها وجها لوجه وتقييم مدى حاجتك لعلاج معرفي سلوكي يعينك في تجاوز صدمتك وتعلم أساليب المواجهة والتكيف وكيفية استعادة روحك من جديد فالحوار مع مختص يوسع أفقك ويجعلك أكثر قدرة على رؤية الأمور وتمييز ما يجب أن تخلق بك المصاعب, وتوجيهك لطبيب نفسي لتشخيص مدى حاجتك لمضادات اكتئاب تضبط افكار الانتحار والدونية.

- مشاهدة فيديوهات تجارب أشخاص مروا بنفس تجربتك والاستفادة منهم ومن خطواتهم.

- تجربة الاعتداء التي تحدث في عمر 5 سنوات قد تكون اعتداء غير كامل , وإن كان اعتداء كامل فبالغالب فإن غشاء البكارة يتكون مرة أخرى في هذا العمر المبكر, وهذا الأمر بإمكانه أن يطمئنك من ناحية معينة.

- لا تعرّضي نفسك لمواجهة اولاد عمتك او التلميح بالأمر أو أن تبدي لهم ضعفك وحزنك, وإذا كانت رؤيتهم تجعل حالتك تنتكس فتجنب رؤيتهم حاليًا امر نافع لأن استعادة اتزانك أولوية, ولكن لابد أن تبني داخلك صلابة نفسية وشجاعة لا تجعل افكارك تضعف وتعود للماضي بسببهم.

يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير ، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من ١٦ مجال. بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط: