دكتور انا حبيبتي ابوها متوفي له فترة وكانت تاكل...

فقدان شخص عزيز عليك كالأب شيء غير هين وتجاوزه يأخذه وقتًا وصدمة الوفاة تتطلب فترة للتعافي والتجاوز فالوقت صديق الجميع, والأشخاص يختلفوا في قدرتهم على التعامل مع حزنك وطريقتهم في التعامل م ذاتهم أيضًا, ومن الواضح أن حبيبتك تعاني من درجة من الاكتئاب بفعل هذه التجربة.

والاكتئاب مرض نفسي جسدي يجعل الإنسان يشعر بالحزن لفترة طويلة وغير قادر على ممارسة نشاطات الحياة ويتعطل أداءه لمهامه اليومية ويفقده رغبته وشغفه ويجعله يتبنى مشاعر وأفكار مشوهة.

وتتضمن أعراض الاكتئاب:

• اضطرابات في النوم
• اضطرابات في الشهية
• الميل للوحدة والانطواء
• تجنب التفاعل مع الآخرين او الاحتكاك بهم
• أفكار سلبية ملازمة للشخص كالموت أو الانتحار
• الشعور بنقص القيمة والعجز
• نوبات بكاء مستمرة
• التفكير المفرط
• سيطرة مشاعر الحزن والكآبة عليه وعدم رغبته بممارسة النشاطات
• الام جسدية كالصداع او الام المفاصل او الإرهاق العام

ولربما أن الفتاة غير مدركة ومتقبلة لما حدث معها وغير قادرة على التعامل مع اختلافات حياتها الحياة وطريقة العيش بشكل مختلف عما كانت تعايشه مع والدها, وضعف صلابتها النفسية يجعلها تجد تناول مضادات الاكتئاب والدواء مدخل سهل لها وأمر سهل لا يتطلب منها جهد, وقد لا يكون له داعي مثلًا ولكنها نفسيًا تشعر بأنه يساعدها, أو أن الفتاة فعلًا تمر بنوبات حادة تتطلب مساعدة دواء حقًا لتخفيف نوبة اكتئابها فالدواء ليس أمرًا ضارًا ويحسن المزاج بمرور الوقت بجانب الالتزام بالإرشادات النفسية بالطبع, وكون الفتاة تظهر وكأنها "روبوت" ليس بفعل الدواء, إنما بفعل أنها ما زالت لربما في فترة صدمة وتعب نفسي وأنها لا تقدّم لأجلها محاولات نفسية ولا يساعدها المحيط في ذلك.

وفكرة أن والدها يحتاج منها الدعاء لا الحزن أمر صحيح ولكن الشخص الذي تعرض لهذا أحيانًا يُبدي تبخيسه لهذه الفكرة لشدة ألمه ولا يكون قاصدًا لذلك.

حاول أن تشعرها بانك متفهم لحزنها وان ما تمر به ليس أمرًا سهلًا, وفقدان أحد الوالدين تجربة تبقى للعمر, ولكن لا يجب أن يسترسل الحزن بشكل يجعلها تغرق وذكرها بأن والدها لا يريد منها الحزن ولا تعطيل أمور حياتها وأنه يريد ان يفخر بها ويراها سعيدة وأن النجاح الدراسي والمهني والحياتي هو رغبة الأب الأولى لأبناءه وبالاهتمام برغبته تعوض شعور عدم وجوده بشكل فعلي,  وأنك بجانبها وتحتاج منها فقط أن تسمح لك بمساعدتها وان تستجيب لارشاداتك النفسية..فشعور الفتاة بهذا الاحتواء المتدرج يجعلها تستجيب..

وجهها لتذكير نفسها دائمًا ان الموت شيء ثابت لابد من وقوعه وأن الحزن أيضًا شيء طبيعي ولكن لا يجب أن يكبلنا ويجب أن نسعى لتجنيب أنفسنا الوحدة والفراغ قدر المستطاع, وأن الإنسان يجب ان يتعلم من تجارب الموت بأن يكون إنسانا منتجًا أكثر ومعطاء مع من حوله وداعمًا لهم ومحققًا لأهدافه الدينية والدنيوية.

أيضًا وجّه الفتاة إلى تشتت تفكيرها السلبي وحزنها من خلال شغل انتباهها بممارسة نشاطات مع عائلتها او أصدقائها لتحسين مزاجك, فعل نشاطات لم تعتاد عليها كاللعب مع الأطفال والمساهمة في فعاليات خيرية تطوعية وفعل شيء لوالدها ما سيشعرها بالبهجة وتجدد عافيتها النفسية والرضا تجاه والدها وعدم التقصير.

أيضًا:

- ممارسة تمارين التنفس العميق بشكل يومي ومنتظم والرياضة من شأنها تفريغ طاقتها السلبية الداخلية واستعادة اتزانها الذهني.

- طلب المساعدة من طرف ثالث يعي بعلاقتكم ومؤتمن, مثل صديقة مقربة منها او اخت مقربة منها, ليحيطوا بالفتاة ويكونوا معينًا لها ويقترحوا عليها فعل أي شيء بانتظام لتبديد حزنها..

- إخبار الفتاة باهمية ألا تتناول الدواء بدون متابعة الطبيب الدورية وتقييم حاجتها الفعلية لذلك.. لألا يكون سبب في انتكاسة حالتها أو إحداث أي مضاعفات عصبية.

يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير ، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من ١٦ مجال. بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط: