انا منذ صغري اغاني و بشكل دائم من كلمات جارحة من...

الإحباطات المستمرة من الأهل والممارسات اللفظية الغير سارة منذ الصغر من قبلهم تمثل تجارب غير سارة وتحدث انتكاسة في صحتنا النفسية وتخلق تشوهات في أفكارنا ومشاعرنا وطريقة تعاملنا مع الحياة وتؤثر على طاقتنا وشغفنا ودافعيتنا أيضًا, ولربما ما يعطل من تجاوزك لهذا فكرة أن العائلة ينبغي ان تكون مظلة الأمان وأول من يستطيع المرء التعويل عليه وكون الحياة صعبة في مراحلها المختلفة ويكون المرء بحاجة إلى وجود محيط مقرب داعم له لا جارح بحديث وإهانات لا تُنسى. 

ولكن من المهم أن تدركي أن الحياة ليست وردية وأن التجارب الصعبة التي نمر بها مهما بلغ أثرها الصادم علينا إلا أن بمرور الوقت سيبرد ويضعف أثرها فالوقت صديق الجميع بجانب أن الحياة سريعة ولا تتوقف لأجل شيء لأن أي توقف منا أيضًا سيجعلنا نتشتت أكتر, لذا قرري أن تجعلي هذه التجارب الصعبة محرك لإرادتك وأن تفكري في كل مرة تشعري بها بالتحطم والألم بالأمور التي جعلتك تحزني في هذه الحياة لتسعي وتعملي أكثر لرفع وتطوير جودة حياتك وتنتقلي لحياة أفضل من الآن, وهذا الأمر يتطلب منك تفريغ صدمتك النفسية واتباع جملة من التوجيهات السلوكية لتخفيف حدة التشتت والضيق داخلك, منها التالي:

- تفريغ العبء النفسي من خلال تدوين وكتابة مشاعرك وأفكارك بانتظام ومواجهة أفكارك وتبديد الغير مناسب منها ...أيضًا التحدث مع شخص مقرب منك وحكيم مثل صديقة أو أخت أو قريبة أو شخص تعتبريه قدوة.. وتوضيح ظرفك ليدعمك ويذكرك بجوانب حياتك الجميلة البعيدة عن هذه التشوهات ويذكرك بنقاط قوتك وقدراتك وإمكانياتك وأن كل شيء سيكون على ما يرام, فالدعم الاجتماعي مهم للتجاوز.

- ممارسة تمارين التنفس العميق والرياضة اليومية لتفريغ الطاقة السلبية وإعادة اتزانك الجسدي النفسي والذهني.

- عدم ترك نفسك للفراغ والوحدة لأنه هذه الحالة ستأخذك دائمًا إلى التوقف وتبنّي كل الأفكار السلبية, حاولي ملأ وقتك بتبني نمط حياة جديد ومريح وصحي والبدء بتعلم مهارات جديدة عبر الانترنت او الالتحاق بورش عمل ودورات تتناسب مع ميولك واهتماماتك ومجالس فكرية شبابية لتجديد حيويتك النفسية وتذكيرك بقيمة نفسك وتساعدك على فهم رحابة العالم وتبني أنماط تفكير إيجابية.

- مشاهدة فيديوهات محفزة وملهمة ومريحة باستمرار لتشتيتك عن حزنك وألمك بسبب حديثهم0

- تذكري بأن تجربة الإساءة من الأهل أمر سيء ولكن حاولي عدم التعرض له من خلال : عدم جدالهم أو الخوض في نقاشات لا يحبونها  أيضًا الابتعاد عن المواقف التي تستشعري بانها ستعرضك للإهانة فصحتك النفسية أولوية, أيضًا بإمكانك التحدث مع شخص واعي من عائلتك وتوضيح مدى تأثير معاملتهم على صحتك النفسية وتركيزك وأنك بحاجة لجعلهم يضبطوا انفسهم فلربما بهذا الحوار الهادئ الناضج يبدأوا بالتحكم في نفسهم ومراجعة تصرفاتهم معك.

- أحيطي نفسك بدائرة رفاق مبهجة وداعمة وإيجابية وطموحة لأن الإنسان يتأثر بدائرته وحرصك على تجديد روتينك اليومي معهم يهوّن ما تعايشينه في المنزل.

- حاولي المبادرة لتعديل طريقة اهلك بمعاملتك من خلال توطيد علاقة ايجابية وصحية بهم تجعلهم يراجعون تصرفاتهم, مثل استغلال المناسبات الخاصة لاهدائهم امور يحبونها/ تنظيم سهرة ومشاهدة فيلم عائلي معًا/ إعداد طعام لذيذ لهم/ اقتراح الخروج للتنزه في الطبيعة او زيارة اقارب مبهجين وتحبونهم معًا..فلربما هذه المبادرات تصنع فارق.

- تقوية صلابتك النفسية وقدرتك على الرد في حال تم التمادي, مثل التعامل بشكل محدود مع الوالدين (مع التأكيد على البر بهما) واخبارهم بوضوح بانك لا تقبلي هذه المعاملة ولا تستحقينها وتنتظري منهم تعاملًا أكثر احتواء, بالإضافة إلى تعويد أخوتك على التعامل معك باحترام وفرض شخصيتك المتزنة وعدم إظهار ضعفك وألمك فقط لأن هذا لربما يجعلهم يزيدوا رغبتهم بجرحك أو استفزازك, وبالإمكان قبل كل هذا توجيه شخص حكيم مقرب من عائلتك للتحدث معهم وتبصيرهم بمهارات ضرورية للتعامل المتزن معك ومدى أهمية ان ينتبهوا ويعدلوا سلوكهم سواء دينيًا أو نفسيًا أو اجتماعيًا..فلربما هذا التنبيه الخارجي يكون قادر على تعديل سلوكهم معك.

يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من 16 مجال، بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط :