انا تعبانة اوى ومخنوقه من حياتى ومش راضيه ولا...

من الواضح من استفسارك أن الضغط النفسي الشديد الذي تمرين به بفعل الأهل والمحيط بك قد أوصلك للإصابة بالاكتئاب الذي يظهر في الحزن والضيق الشديد الذي تعيشينه, والرغبة بالانتحار وسيطرة السلبية عليك.

والاكتئاب مرض يصاب به الأفراد بدرجات متفاوتة تبعًا لشدة الأعراض, وهو اضطراب نفسي جسدي يشمل شعور الفرد باليأس وفقدان الشغف تجاه الحياة ويعطل أداء الشخص لمهامه اليومية, ويشوه أفكاره ومشاعره تجاه ذاته وتجاه العالم.

ويتضمن الأعراض التالية أيضًا:

• تقلبات مزاجية حادة
• اضطرابات في النوم كالأرق أو الكوابيس
• اضطرابات في الشهية
• الميل للوحدة والانطواء
• تجنب التفاعل مع الآخرين أو الاحتكاك بهم
• أفكار سلبية ملازمة للشخص كالموت أو الانتحار
• الشعور بنقص القيمة والعجز وانخفاض مفهوم الذات
• نوبات بكاء بدون سبب أو نوبات انهيار عصبي غير مبررة ومستمرة.
• سيطرة مشاعر الحزن وعدم الرغبة بممارسة النشاطات
• الام جسدية كالصداع او الام المفاصل او الإرهاق العام

وربما الضغوطات من عائلتك والمحيط هي بسبب المسؤوليات الزائدة عليك أو شعورك بالإهمال الشديد, أو عدم الشعور بالألفة مع المحيط والتناغم بالأفكار, أو بسبب ما أحدثته أزمة كورونا من تغيير لروتين الحياة المفاجئ  أو بسبب تعرضك لانتكاسة نفسية بسبب حدث معين معهم أو بسبب ممارسات  ضغط عليك من أهلك تخلق حالة قلق مستمر .

ومن الواضح أن استمرار الانتكاسة النفسية وعدم تحسن الحال مع الأهل قد فاقم الاكتئاب لديك إلى هلاوس تتضح في تهيؤ أمور غير موجودة وماشابه.

ماذا يمكن أن تفعلي؟

• الحديث مع شخص مقرب منك كصديقة حكيمة ومشاركتها حالتك النفسية ومشاعرك لتقليل عبئك النفسي وتجنب الكبت لأنه اساس تفاقم الاكتئاب وأيضًا لتعديل أفكارك الغير عقلانية ومساعدتك في وضع خطوات مناسبة لعلاج الأمر مع عائلتك وتخفيف ضغطك النفسي فكل شخص فينا يحتاج لتوجيه خارجي في مرحلة من حياته يكون فاقد الأمل من التغيير أو تحسن الحال بها.
• تجديد روتين الحياة وفعل أنشطة لم تعتاد عليها لتحسين المزاج وتنشيط العافية النفسية بالإمكان مثلا الخروج برحلات مع الأصدقاء المريحين أو الحرص على المشي اليومي وحدك في الهواء الطلق.
• ممارسة تمارين التنفس العميق بشكل يومي ومنتظم وتمارين الاسترخاء العضلي الجسدي لتقليل التوتر والحزن والافكار السلبية.
• تجديد علاقاتك الاجتماعية وأنماط تفكيرك مع الآخرين ومعرفة وجوه جديدة تجعلك أكثر هدوء اجتماعي وأكثر تفريغًا للضغط بالإمكان مثلًا الالتحاق بورش عمل أو مجالس ثقافية ودينية أو فعاليات خيرية تطوعية من وقت لآخر لتجديد روتينك.
• المبادرة لتحسين الحال مع الأهل, بالإمكان البدء بمناقشتهم بشكل هادئ وبوقت مناسب بالصدامات والخلافات بينكم وتوضيح وجهة نظرك وظرفك النفسي فلربما الوضوح وبيان الحال النفسي يكون مدخل لعلاج الأمر, أيضًا لابد من تفهم ما وراء أفعالهم وما يعتقدونه والتأكد من أنك تنصتين وتفهمين ما يفعلونه بشكل صحيح وناضج, بالإمكان تجديد العلاقات من خلال لعب ألعاب الطفولة معًا أو ألعاب الكبار , تجهيز سهرة بوقت مناسب لجميع العائلة ومشاهدة فيلم معا, الخروج للتنزه في يوم عطلة, فهذه المحاولات البسيطة تصنع فارق كبير في البيئة الأسرية, وإذا شعرت بأن الأمور بينكم أكثف من هذا ولا أحد منهم يستجيب استعيني بطرف ثالث يثقوا به عائلتك من الاقارب او اصدقاء العائلة لتبصيرهم بالصحيح ولمساعدتكم للوصول إلى نقطة تفاهم.
• تجنب الوحدة والفراغ لأنهما مدخل الوساوس والسلبية وملأ الوقت بكل ما هو مفيد.
• الاستعانة بتبني طقوس مريحة  لتخفيف الأفكار السلبية, كالتفكير في مكان آمن أو شيء تحبه, أو قراءة كتب تتناسب مع ميولك, أو إشغال ذهنك بعد الأرقام او الاستغفار لمقاومة الافكار السلبية المتعلقة بالانتحار, الخروج للتنزه مع اطفالك او ممارسة نشاطات رياضية او ترفيهية معهم فهذا من شأنه فصلك عن ضغوطاتك وإشعارك بنفس الوقت بالرضا عن نفسك وكون أمومتك أمر موجود وإيجابي ما يقلل خوفك من فقدانهم او تأثيرك السلبي عليهم.
• تذكر أنك المسؤول الأول عن صحتك النفسية وأن الاسترسال مع الاكتئاب وعدم مواجهته لن يؤذي غيرك, حاول أن تتمسك بالأشياء الإيجابية الصغيرة وأن تجدد علاقتك بالطبيعة كالبدء برعاية النباتات وإشراك الأطفال في هذا أيضًا .
• زيارة طبيب نفسي لتقييم حالتك الحالية ومدى حاجتك للعلاج الدوائي كمضادات الفصام او مضادات الاكتئاب لضبط ما تعايشينه.

يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير ، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من ١٦ مجال. بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط: