لو الام انانيه ع نفسها جدا وتسبب الاذي لاولادها...

أتفهم مدى ضيقك وتعبك النفسي مما تعايشونه بسبب والدتك ومدى كون التعرض للتجريح والإساءة من الأم أمر جدًا صعب لأنها يجب أن تكون الأقرب والأكثر احتواء ودعمًا لكم.. ولكن من الواضح أن والدتك بشخصية صعبة المراس وأن مهارات الأمومة لديها ليست بأفضل حال, ووعيك أنت وأخوتك على كل هذا الألم منها والتزامكم الصمت وعدم التحدث عنها والتحامل على أنفسكم يشير إلى كونكم أشخاص طيبين وأن الخير بكم موجود وأنكم بارين بها ولم تتعمدوا بالبعد إيذاءها إنما كف المزيد من الضرر والانتكاسات النفسية.

ولكن هذا البُعد يجب أن لا تحاولي فهم فقط حكمه الديني إنما أن تسعي لإنهاءه عن طريق تعديل سلوكيات والدتك وفهم ظرفها النفسي الذي يدفعها لتكون هكذا ومحاولة تحسين العلاقة بينكم.

لذا إذا كان التفاهم مع والدتك أمرًا صعبًا, تحدثي مع شخص قريب من والدتك وتثق به وشاركيه ظرفكم النفسي وحالكم وما الذي تعايشونه ومدى صعوبة الأمر عليكم وحاجتكم لأن تغير طباعها وأن تضبط نفسها وتكون أقرب لكم, فوجود طرف ثالث أحيانًا يخدم حل المشكلة .

اجعلي هذا الطرف الثالث يذكرها بأن سمعتها من سمعتكم, وما تقوله للآخرين عنكم لا يضر بكم فقط بل يضر بها أيضًا ويجعل الناس ينظروا لها بنظرة عدم احترام, لأن من يسيء لأبناءه ويفضحهم لا أحد يحترمه ولا يراه جديرًا بالمسؤولية.. اجعليه أيضًا يوصل لها فكرة أنكم تحترمون رغبتها بالزواج وبالعكس تشجعونها لأن راحتها النفسية أمر هام ولا يجب أن تقلق من انطباع الناس والحياة أرحب من أن تغلقها على نفسها, بالإضافة إلى أهمية إقناعها بالذهاب لأخصائي نفسي يساعدها في تعديل سلوكها وتقييم حالتها ومدى حاجتها لجلسات علاج معرفي سلوكي تتعلم من خلال اساليب ومهارات والدية بالإضافة إلى توسيع انماط تفكيرها ورؤيتها للحياة, فالجلسات النفسية لا تعني بأنها مريضة نفسيًا إنما فيه إشارة بأن والدتك تعاني من اضطراب في شخصيتها يحتاج لتوجيه وإعادة تأهيل, ولربما هذا الأمر يكون مفتاح تحسين سلوكها وتبديد شخصيتها الأنانية المتحورة حول نفسها.

وفيما يتعلق بالإرث, فإن تقسيمه من بعد وفاة والدك أمر ضروري, فيه راحة للميت وراحة للموروث, وتوزيعه سيحمي أختك الصغرى من الحالة التي هي عليها وستجعلها أقدر على رعاية نفسها وإدارة حياتها وبهذا يخف قلقك عليها, بجانب أن مراد والدتك يتحقق وتنهوا الجدال معها بهذا الجانب.

حاولوا استمالة قلب والدتكم وتحسين سلوكها نحوكم من خلال استغلال مداخلها النفسية, مثل ارسال هدية لها كشيء تحبه وتحتاجه, ارسال عبارات محبة على هاتفها, تذكيرها بجوانب جميلة منها وذكريات جميلة بينكم فلربما هذه المبادرات البسيطة تجعلها تراجع سلوكياتها وضرورة إنصافكم.

 يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من 16 مجال، بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط:

أعرف أن استفسارك في يأس من التغيير وإرهاق نفسي كبير ولكن الآن ما يجب فعله هو تقبل أن والدتك هي بهذه الشخصية وأن تجعلوا صبركم وصمتكم لله تعالى وتعتبروه أجر وكبر لوالدتكم بالرغم من أخطائها.

فيما يتعلق بالميراث فمثلما أخبرت سابقًا توزيعه فيه راحة للميت بشكل أساسي لذا قسموه وفق الشرع وتقييم الشخص المختص, وبنفس الوقت تحققوا رغبة والدتكم فلربما بعدما تفعلوا هذا يخف احتكاكها بكم.

أيضًا لابد أن تذهب والدتك لاخصائي نفسها يساعدها في تعلم أساليب التعامل مع الحياة والأشخاص وتوجيهها لفهم الصحيح..لأن اضطراب شخصيتها واضح وتكون هذه الخطوة الأخيرة التي لربما تفيدها وتهوّن الأمر عليكم, اجعلي شخص مقرب منها يقنعها بحب واتزان وان يختار اخصائي محتوي وذكي وقادر على التعامل مع عقلية والدتك.

وفيما يتعلق بالتحدث مع والدتك رغم خلو قلبك من مشاعر الحب لها فلا تعتبريه نفاق أو تضعي نفسك في دائرة التساؤل كثيرًا لأن كل هذا إنهاك لصحتك النفسية واجعلي الأمر يأخذ مجراه, ما يطالبنا الشرع به هو احترام الوالدين وعدم الإساءة لهما واحتمال أي أذية وعدم إهانتهم ورعايتهم قدر الإمكان, أما العواطف الشغوفة وماشابه فهذا أمر لا تستطيعي التحكم به في ظل ظروف تربية والدتكم لكم وما تمارسه الآن عليكم, لذا هوني الأمر عليك ويكفي أن استفسارك واهتمامك وحرصك على ألا يكون هذا في عقوق لوالدتك.

وتذكري بأن والدتك لن تبقى هكذا وستنصلح الأمور بينكم إن شاء الله إما بمرور الوقت وتغير الأحوال وتجلي حكمة الأمور في نظرها , أو  من بعد الحصول على مساعدة من أخصائي نفسي.

 يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من 16 مجال، بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط: