الموضوع بدا معي من لما كنت حامل فجاه وبدون مقدمات...

من الواضح من استفسارك بأن مشكلة الخوف من النوم التي بدأت معك من بداية حملك لربما هي بأثر:

-اضطراب وسواس قهري يعطل نومك, ويشمل الوسواس القهري تعرضك لأفكار كثيفة وقوية تسبب لك التوتر والقلق الشديدين وتقنعك بممارسات وافكار غير منطقية ما يزيد لديك رهاب النوم.

- أو أن هذا الخوف تولد لديك بفعل تجربة الحمل الجديدة وكونك غير متقبلة لها بالبداية أو خوفك من إعادة التعب في تجربة الحمل الأولى وتفكيرك بضغطك ومسؤوليتك القادمة.

- معاناتك من نوبات الهلع بسبب شعورك بالشتات أوكون حياتك ليست كما تريدين وزيادة تفكيرك بهذا ونوبات الهلع تحدث تعطل في القدرة على النوم واضطرابات أخرى في النوم أيضًا.

ولتحسين حالتك الحالية وتخفيف وطأة ما تعاني منه بإمكانك الاستعانة بالإرشادات التالية:

- ضرورة ضبط تفكيرك الزائد والتحكم بأي أفكار مشوهة تباغتك من خلال شغل عقلك فورًا بممارسة طقوس مهدئة كالاستماع لشيء هادئ أو التحدث مع شخص تحبينه أو مشاهدة فيلم مع زوجك أو مشاهدة فيديوهات مريحة ومطمئنة, وعدم ترك نفسك للوحدة والفراغ إطلاقًا والنهوض فورًا إما لإحاطة نفسك بالآخرين أو بالاستحمام مثلًا لتفصلي عقلك عن أفكاره وتجددي طاقتك.

- تذكري أن عدم كفاية ساعات النوم أمر مرهق ومنهك للذهن والجسد ومن الطبيعي ان استمرار هذه المشكلة من مدة طويلة أن يوصلك لهذه الحالة من التعب والشعور بالضعف والإحباط, وتحسين قدرتك على النوم هي الخطوة الأولى لتحسين صحتك النفسية, ولأجل هذا : يجب تهيئة وتعويد نفسك على طقوس نوم تساعدك على جلب النعاس مثل الضوء الخافت والابتعاد عن استخدام الملهيات والمشغلات كالهاتف وتركه بعيدًا عنك, الاستماع إلى القرآن او شيء هادئ بإمكانه أيضًا تهدئتك, قراءة كتاب قبل النوم من الممكن أن يشعرك بالنعاس, استشارة طبيب عن إمكانية استخدام منوم في هذه الفترة الحساسة, الاستعانة بالتفكير بمكان آمن وبفكرة آمنة إذا تعطل نومك أو إذا استيقظت مفزوعة .

- طلب المساعدة من زوجك في رعاية الأطفال وتنفيذ روتينهم وماشابه ومشاركته ظرفك النفسي ومدى حاجتك له في هذه المرحلة لتخفيف الأعباء الواقعة عليك.

- زيارة طبيب نفسي لتقييم حالتك ومدى حاجتك لمضادات قلق تضبط نوبات الهلع لديك وتضبط أعراضها المتمثلة ب(الخوف الشديد والعجز عن التحكم بالجسد والنفس والارتجاف وخدر الأطراف والتلعثم بالحديث ونوبات من الصراخ أو البكاء), وتقييم مدى حاجتك لجلسات علاج نفسي مع أخصائي أيضًا.

- تجديد روتين حياتك بإمكانه مساعدتك في تجديد طاقتك النفسية واستعادة الاتزان الجسدي والذهني, ولأجل هذا لابد من ممارسة الرياضة اليومية لتجديد طاقتك أيضًا الخروج للمشي الصباحي السريع مع صديقة لتفريغ عبئك المكبوت وتخفيف ظهوره بملامح غير سارة.. ممارسة أنشطة مع الاطفال كالتلوين او اللعب بالدمى او الخروج للحديقة يشعرك أيضًا بالرضا عن ذاتك ويساعدك في تفريغ طاقتك الداخلية ويمكنك لأجل هذا ان تطلبي من اهلك او اختك الذهاب معك لتشعري بالأنس ولتساعدك في أي أزمة أيضًا.

- ممارسة تمارين التنفس العميق قدر الإمكان يوميًا وفي نوبات الهلع ,للتخفيف من وطأة حالتك .

يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من 16 مجال، بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط :

نوبات الهلع وأفكارك الشديدة المتعلقة بالخوف من النوم والموت وماشابه نتاج وساوس قهرية تعانيها مثلما ذكرت سابقًا, والوسواس القهرية أمر غير سهل وأتفهم مدى صعوبتها ووطأتها في حياتك وتشويشها لنظامك وتعطيلها لراحتك تمامًا, ولكنه أمر يحتاج الإرادة الصلبة والمحاولات الجدية الدائمة بتشتيت انتباهك عن الأفكار الوسواسية وتهدئة نفسك قدر الإمكان بتخيل مكان آمن او فكرة آمنة وفعل طقوس النوم مثلما تم ذكرها والالتزام بها تمامًا.

وفيما يتعلق بالدواء سواء النفسي أو دواء منوم فقومي بزيارة طبيب مرة أخرى وتوضيح حالتك تمامًا ومدى قدرتك على تناول دواء لا يتعارض مع الرضاعة او يكون بجرعة مخففة , فقلة ساعات النوم أمر جدًا مجهد وسيوصلك لنقطة تفقدي بها نفسك تمامًا جسديًا وذهنيًا.

بددي أفكار الخوف من الموت من خلال تذكير نفسك بحقيقة الموت وبأنه أمر سيقع علينا جميعًا ويتضح بوعيك لهذا من استفسارك وإيمانك بقدر الله وحقائقه, ولكن حاولي أن تعرضي نفسك لفكرة الموت بشكل إيجابي كالتفكير بنعيم الجنة والدعاء للميت وإخراج الصدقات عن روحه متلا أو زيارة قبره او من يخصونه بانتظام أو المشاركة في فعاليات خيرية لأجله ..فهذه المبادرات البسيطة تجعل الإنسان يطمئن لما حدث وبنفس الوقت واعي لما يجب أن يقضي حياته به وأن الاتعاظ يكون بالعمل وتوظيف الوقت بالسعي والخير وعدم تجاوز الحدود ولا يكون بالخوف وفقدان السيطرة..وبمقدار ما يذكر الإنسان نفسه بهذا يساعد نفسه.

أعطي نفسك وقتًا أكبر بالمحاولات الجدية وحاولي ألا تستعجلي التغيير إلا إذا كنت فعلا تلتزمي وإن شاء الله بمرور الوقت سيتحسن الحال.

يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير ، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من ١٦ مجال. بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط:

التحسن ولو بشكل خفيف إشارة إلى أنها مرحلة وستمضي إن شاء الله طالما أنك تسعين لذلك فلا تقلقي.

والعفو نحن دائمًا في خدمتكم.