اريد التواصل مع أحد مفسرين الاحلام بشكل ضرورى

الأخت الفاضلة: بما أن الأمر جد في الحقيقة:
الذي يجب أن يقال هو بأن لا تعتمدي على المنامات في تقيم الناس، وذلك لأن الصحيح أختاه أن يعمل بمثل هذه المسائل المهمة جداً بالأحكام الشرعية وليس بالأحلام المنامية، والأحكام الشرعية تقول في هذه المسألة من جهة المرأة فالأمر الشرعي الواجب عليها هو تحديد حال الخاطب بوضعه في ميزان الشرع، وصاحب الشرع هو الله الذي تطلبي منه الرؤيا التي تبحث فيها عن ما أنت بحاجة معرفته بما يخص الخاطب ومستقبلك معه، ومع أن الجواب الأكيد القطعي الصحيح موجود بين يديك وهو في كتاب الله وسنة رسوله صل الله عليه وسلم، ولتعلم الأخت الفاضلة بأن إختيار الزوج أمر تكليفي أي سوف تحاسب عليه الزوجة خير أو شر، ولا يصح ولا يجوز ترك مثل هذه المسائل المهمة الكبيرة للمنامات التي لا أحد يستطيع أن يجزم إذا كانت رؤيا حق من الله أو حلم من الشيطان أو حديث نفس أو أضغاث أحلام لا معنى لها، وقد قال صل الله عليه وسلم: ( الرؤيا ثلاث، فرؤيا حق، ورؤيا يحدث الرجل نفسه، ورؤيا تحزن من الشيطان) رواه مسلم، فقد يكون ما رأيته حلم من الشيطان يريد أن يفسد عليك زيجة صالحة ويجعل الخير شر، وأحياناً بجعل الشر خير بقلب الأمور، وقد تكون رؤيا حديث نفس وهي ما يدور في العقل أو القلب ويسيطر على المشاعر فيراها النائم في منامه وليست رؤيا من الله، إذاً ليس كل شئ تشاهديه في المنام يكون رؤيا من الله، لذلك الله سبحانه لم يكلفك في المنامات ولكنه كلفك بالشرع، والشرع يقول بأن المرأة السعيدة الموفقة من تزوجت بالرجل الصالح، والرجل الصالح هو: صاحب الدين الصحيح وصاحب الخلق الطيب، فقد قال رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم: ( إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ) صحيح الترمذي، فإذا كان الخاطب رجل صاحب دين صادق وتدين مستقيم وكذلك له خلق طيب تمسك به ولا تفرط به، والدين الصحيح المقبول هو أن يكون ملتزم بأوامر الله كلها طاعة لله، ومجتنب لنواهيه كلها طاعة لله، والخلق الطيب بأن يكون مثلاً: رجل شجاع ليس بجبان، كريم ليس ببخيل، طيب النفس ليس بخبيث، يغار على عرضه وليس بديوث والعياذ بالله وما أكثرهم في هذا الزمان، وهكذا من هذه الصفات الطيبة التي تزين الرجال بحق، وهذا هو الرجل الذي يزوج وتتمسك به وتؤجر المرأة على الزواج به لأنها طاعة لله، والصبر معه إذا كان عنده نقص في أمور الدنيا عبادة، وتكون حياتها سعيدة موفقة في الدنيا لأن الزواج بمثل هذا الرجل يكون واقف على حدود الله في الرضا والغضب، وكذلك يكون عوناً لك على الأخرة إن شاء الله، وهناك أمور أخرى قد ترغب بها الفتاة وليست من الأصول بل هي من الفروع مثل حسن شكله واسلوبه أو أن يكون حامل شهادة عليا أو من عائلة كبيرة مشهور أو يكون رجل غني أو يكون محبوب من الفتاة، وهكذا مما يبحث عنه الناس، ولا بأس به لو توفرت ولكن لا تكون هي الأصل، فالنصيحة أختاه أن لا تتعجلي بالقرار لا بالرفض ولا بالقبول حتى لا تندمي في ما بعد لا قدر الله حتى تتأكدي بتوفر الشروط الشرعية، ثم بعد ثبت ذلك هناك الإستخارة وهي صلاة تؤدى ويقال فيها دعاء الإستخارة قبل السلام، وتكون بعد ما أن تعزم أمرك على فعل أمر ما خصوصاً إذا جهلت خيره من شره، ثم تعملي على تكملته فإذا تيسرت الأمور وتسهلت ووجدت إنشراح في الصدر فقد أختاره الله لك، وإذا تعسرت وتصعبت ووجدت ضيق في صدرك كذلك يكون الله قد أختار أن يصرفه عنك، وهذه هي السنة في الإستخارة. ولا يعمل بإستخارة على شئ حرام أو غير صحيح، وكذلك هناك غير الإستخارة الإستشارة ممن له حكمة وخبرة وتجربة وخصوصاً ممن يعرف الخاطب معرفة أكيدة، وأنصح بالرقية الشرعية لك وله قبل أن تقررا قرار نهائي، فقد يكون الأمر خارج عن إرادتكما  والله أعلم. 

الأخت الفاضلة: 
اللهم آمين على دعاءكم الطيب ولكم خير منه إن شاء الله، وأرجو من الأخت أن تستفيد من هذه التجربة بعدم الإعتماد على المنامات في الحكم على الأمور أو الأشخاص كما بينت لك، ثم التذكر بأن الإستخارة ليست لها إرتباط في المنامات، كما شرحت لك، فالرجاء أعادة قراءة الرد بتأني وتدبر لعلك تجدي فيه فائدة إن شاء الله، وأسأل الله أن يرزقك الإيمان الثابت والحياء الطيب، والعمل الصحيح، والزوج الصالح الذي يكون سبباً لسعادتك في الدنيا وعوناً لك على الآخرة اللهم آمين، والله أعلم.