انا مخنوقه وبحب واحد عند ٣٤ سنه وبابا مش موافق وهو...

طبيعي جدا بأن يرفض والدك مثل هذا الزواج كونك لم تبلغي السن القانوني للزواج ولم تنهي دراستك وكون فارق السن كبير جدا بينكم.
لا تعتقدي بأن والدك يقف بوجه سعادتك فلو وافق على هذا الزواج فأنت أول شخص سوف يلومه لأنه لم يمنعك.
الزواج مسؤولية كبير جدا ويتطلب تكافؤ كبير فيما بين الأزواج حتى يتمكنوا من مواجهة صعوبات الحياة وتحمل هذه المسؤولية.
فالزواج ليس فقط فستان فرح وذهب وحفلة.
تخيلي لو قمت بالإرتباط به بعد عشر سنوات سيكون عمرك في السادسة والعشرين وهو على مشارف الخمسين فهل لك أن تتخيلي ماذا سيكون دورك بحياته؟؟ لن تكوني زوجة بل ستكونين ممرضة له.
هو سيكون قد وصل لمرحلة قد فعل كل شيء وخاض كل تجارب الحياة ، وأنت تكونين في بداية حياتك تحاولين الإكتشاف هو كون صداقات وربما تكون انتهت بوفاتهم وسفرهم وأنت بلا أي حياة تذكر.
ولو لا سمح الله توفى وأنت صغيرة ولسبب أو لآخر فقط مصدر دخله هل فكرت كيف ستنفقين على نفسك وأنت بلا شهادة أو حتى خبرة بأي عمل ؟؟ أقصى ما يمكنك فعله هو تنظيف البيوت لا قدر الله .
هل فكرت إذا قمت بالإنجاب ورزقك الله تعالى طفلا مريض من سيقف بجانبك برعايته ووالده بحاجة لمن يرعاه.
هل فكرت كيف سيكون تعاملك مع أهله وهل سيكون لديك القدرة على التصرف في حال بدر منهم أي شيء يزعجك دون أن تغضبي زوجك وتسيئي لهم.
هل فكرت بأعباء البيت ومتطلبات الزوج التي لا تنتهي.
أنت الآن تعيشين في بيت والدك لا تفكرين بشيء كل شيء متوفر لديك ولكن دون أن تفكري كيف.
هل فكرت بمصاريف البيت وكيف تؤمن لك بالطعام وكيفية إعداده بالدواء حين تمرضين كيف توفرينه.
هل فكرت لو مل منك ورحل دون أي سبب كيف ستكون حياتك.
ولى تقولي بأنه يحبني فلا يوجد أي شيء مضمون في هذه الحياة وخاصة البشر هم أكثر شيء يتغير بسرعة.
ولى تعتقدي بأنك إذا تزوجت وأنفصلت أو عدت إلى بيت أهلك لسبب أو لآخر ستكون عودتك سهلة وستكون معاملتهم معك كما الآن ستصبح كل حركة تقومين بها محسوبة عليك وكل أمر عليك أن تحسبي له حساب.
ولكي تقدري الخطأ الكبير الذي سترتكبينه في حق نفسك إسألي من تزوجت بشخص يكبرها أو أي إنسانة لم تكمل تعليمها ماذا حصل لها إسألي عاملات النظافة بالمدرسة وأقرأي عن زواج القاصرات وعواقبه الوخيمة التي ستعود عليك وأستمعي للتجارب ولى تقولي ستكون حياتي مختلفة بل على العكس ستكون تجربتك أسوء.
لأن الرجال في هذه الأيام ليس لديهم أدنى إحساس بالمسؤولية بعكس رجال الزمن الماضي ولى تصدقي اي كلمة يعدك بها بأنه سيجعلك تكملين دراستك وسيأتي لك بخادمة وسيدللك ويسفرك فكل هذا مجرد كلام فقط سيذوب بعد أول ليلة وستجدين نفسك في مكان لا يمت لك بصلة وفي نقطة لن تتمكني بعدها من الرجوع.
لو لم يكن والدك يحبك لزوجك فورا مقابل مبلغ مادي ولم يعارض ولقام بتزويجك لمن يدفع أكثر.
ولو كان هذا الزواج مقبولا لما منع عقد القران بالمحاكم الشرعية لمن لم تبلغ السن القانوني.
في الوقت الحالي تكون الفتاة متعلمة وتعمل ولديها خبرة بالحياة وبالكاد تتمكن من إدارة أسرة . والدليل على ذلك إرتفاع معدلات الطلاق.
أنت الآن في مرحلة عمرية مشاعرك غير مستقرة وسوف تتغير ما تحبينه اليوم سوف تكرهينه غذا .
لا تستبقي الأحداث وأعط كل مرحلة عمرية من حياتك حقها وأستمتعي بها لإنها لن تعود أعطي لنفسك فرصة لإنهاء دراستك الثانوية وستجدين كيف أن كل تفكيرك سيتغير وإياكي بأن تعادي أهلك لأي سبب كان فهم وحدهم اللذين يحبونك دون شروط ولديهم إستعداد بأن يقدموا أرواحهم لأجلك.
دون ذلك لا سواء حبيب زوج أصدقاء فدائما هناك غاية وليس حب صافي وصادق كما الأهل.
لذا تمهلي وفكري وأستمعي لنصيحة والدك.