السلام عليكم انا بنت غير متزوجه وعمري ١٨ واختي...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخت الفاضلة: خيراً رأيت وشراً كفيت بأذن الله، رؤيا المقابر في المنام في الأصل تدل على: لقاء الله الحق. فإن رؤيا المقابر المعروفة، المعروف أهلها من الموتى في المنام تدل على الحق المحتوم الذي لا مفر منه، وكذلك تدل على الآخرة، ومن دخل المقبرة وسلم على أهلها فهو قد يدل على أنه يطوف على الناس يسالهم العوز والحاجة، والمقابر أمن للخائف إن شاء، وهي كذلك خوف للآمن، والمقابر ذكرة وموعظة فمن لم يتعظ بها خسر الآخرة، والمقبرة ترمز للبكاء والأنقطاع عن الدنيا، فمن دخلها خاشعاً متعظاً دل على دخوله ومعاملة على أهل الخير والتقوى، ومن دخلها لاهياً لاعباً دل على دخوله ومعاملته أهل الدنيا الذين شغلتهم بزخرفها عن الآخرة فالحذر، وأما إذا لم تكون مقبرة وقبور معروفة لك في الحقيقة ولا تعرف أهلها فهي تدل على مساكن من أصبح حاله كالموتى، وتدل على تعاملكم مع أشخاص غير صالحين فهم كالأموات لا يقيمون دين الله، دلالة على موت قلوبهم وخلوها من طاعة الله والعياذ بالله، وقد قال رسول صل الله عليه وسلم: ((مثل الذي يذكر ربَّه والذي لا يذكر ربه، مثلُ الحي والميت))؛ رواه البخاري، وذكر الله أي عبادته وطاعته وإقامة شرعه في حياته، فمن لم يفعل ذلك كان كالميت، وقد شبه رسول الله بيوت من هذا حاله بالمقابرة فقال: ( لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ ) رواه مسلم، أي أن حاله كالميت بسبب تركه لطاعة الله وكثرة الذنوب والمعاصي التي تميت القلوب، فهذه الرؤيا تقول بأنكم تتعاملوا وتخالطوا أشخاص لا يقمون دين الله فهم كالأموات لا يعرفون حق ولا يبطلون باطل، وهما يتكلمون فيكم ويقذفونكم بالشر ويرمونكم بالفاحشة والعياذ بالله فالحذر، فالرمي بالحجارة قذف للأعراض من شخصين قلوبهم ميتة لا مخافة من الله فيها، ورؤيا اللجوء إلى الجبل في المنام يدل على اللجوء إلى رجل صالح قوي ثابت يحميكم منهم، والمنام تذكرة وموعظة للأخت ومن معها بأن تجعل مزان الشرع في كل أعمالكم وبالحذر من أهل الفساد ومن البعد عن طريق المستقيم، فمن فعل ذلك فلن يجني في الدنيا سوى الهم والخوف والسمعة الفاسدة وفي الآخرة العذاب الألم أعاذكم الله من ذلك، وهي تذكرة بأن لا تنشغلوا عن لقاء الله الذي قد يأتي في أي وقت لكل من على وجه الأرض، فمن لم يكون مستعد للقاء الله فلن ينفعه مال ولا زوج ولا حبيب ولا ولد ولا كل ما في الدنيا، وهذه الرسائل التي تأتي من الله دلالة محبة من الله وتذكرة حتى لا يكون لأحد عذر فالتوبة التوبة والتمسك بما ينجي من العذاب الأليم.
والله أعلم.
يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير ، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من ١٦ مجال. بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط: تحميل تطبيق جواب