تصرفاتي و تفكيري اصبحت عميقة في الاونة الاخيرة و...

مفهوم انفصام في الشخصية هو مفهوم انتشر بين الناس في محاولة للتعبير عن حالة التشتت وعدم قدرتهم على إدراك ذواتهم والتضارب والتناقض في الأفكار أو الحالات التي يعيشونها خلال يومهم, ولكن انفصام الشخصية اصطلاحيا يعبر عن اضطراب الفصام العقلي والذي يشمل تعرض الفرد لهلاوس وضلالات وخداعات وكلام غير منظم وسلوك غير منظم, ويستلزم هذا الاضطراب زيارة عاجلة للطبيب النفسي لتقييم الحالة وتوجيه الفرد للعلاج الدوائي.

ولربما ما يجعلك تصل لمرحلة تشعر بها بأنك لم تعد تعرف نفسك أو بأنك تنفصل عن ذاتك وتصبح شخصا آخر هو أحد الأسباب التالية:

-الضغوطات الأسرية أو الأكاديمية أو المهنية الشديدة, والظروف الصعبة والمشاكل في الفترة الحالية

-التأمل الزائد في أحداث الحياة والتحليل المفرط للأمور

-حالة الفراغ الكبيرة التي تعيشها

-حالة الوحدة التي تقودك لممارسات مجهدة لذاتك

-أزمة كورونا وما أحدثته داخلنا من انطفاء وخمول وخوف من عدم وضوح ملامح المستقبل وتغير نمط حياتنا بشكل مفاجئ

وأتفهم الوضع الذي تمر به ووطأة تأثيره على جوانب حياتك المختلفة ويعرقل أدائك لمهامك اليومية, ولكن ما يهم حقا هو أن تنتشل نفسك من هذه الحالة لمنع تفاقمها لاضطرابات نفسية حقيقية جسيمة, وذلك لأن الإنسان مسؤول أول عن صحته النفسية, بإمكانك الاستعانة بالإرشادات التالية:

1. عدم ترك نفسك للفراغ والوحدة مطلقا لأنها مدخل التفكير الزائد والتحليل العميق للحياة وهي ما تقودك للانفصال عن نفسك والانقياد للخيال وماشابه, ويمكن فعل هذا من خلال ملأ وقتك بشكل كامل وتحديد قائمة مهام يومية لفعلها والانشغال بها عن التفكير الزائد.

2. تجديد عافيتك النفسية ومزاجك من خلال تجديد نمط حياتك, بإمكانك مثلا الخروج مع اصدقاءك او عائلتك في رحلة للطبيعة أو فعل نشاطات لم تعتادوا عليها للشعور بالحيوية والنشاط وتوطيد علاقتك بالواقع ومن حولك.

3. توطيد علاقتك بذاتك من خلال ممارسة نشاطات تحبها وتتفاعل بها مع الحياة في ذات الوقت  كالعناية بالنباتات او لعب العاب الطفولة مع الأطفال وغيره... 

4. عدم تعريض نفسك لأشياء تجعلك أكثر عمق وأكثر رغبة بالتفكير والتحليل, كالكتب الفلسفية أو الفيديوهات الفلسفية أو مجالس تأملية مبالغ بها, وأخذ استراحة منها إلى حين تستعيد نفسك واتزانك الذهني والنفسي.

5. إذا كانت مشاكلك تفوق طاقتك وسيطرتك فاطلب المساعدة من طرف آخر كشخص مقرب منك وشاركه ظرفك النفسي ليشعرك بالدعم ويوسع أنماط تفكيرك وتعاملك البسيط مع الأمور, فالحوار مع ناضج وحكيم يفيد أحيانا بشكل كبير في التفريغ والتغيير, وبإمكانك أيضا تفريغ هذه المشاكل من خلال التدوين والكتابة ومواجهة افكارك وتحليلاتك بشكل عقلاني ومنطق لإيقاف الغير مناسب منها.

6. إذا شعرت بأن حالتك تزداد سوء بإمكانك زيارة أخصائي نفسي لتقييم حالتك وفحص مدى حاجتك لجلسات نفسية و علاج معرفي .

يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من 16 مجال، بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط :