سلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا متعب نفسين...

يتضح من استفسارك أن نمط تربيتك الوالدية وخبرات طفولتك لربما أثرت بشكل كبير في بناء شخصيتك الحساسة والضعيفة التي تقودك للخجل والسلبية ومحاولات نيل الإعجاب من الآخرين وإرضاءهم بكافة الطرق والخوف من المستقبل والانعزالية وغيرها من التصرفات التي تعطل صحتك النفسية وتمنع استقرارك واتزانك النفسي, ولربما أيضا لأزمة كورونا وتغير نمط الحياة المفاجئ وعدم وضوح المستقبل وتشتته دور في زيادة وطأة هذا, وكل هذا قادك للإصابة بالاكتئاب وملازمة أفكار الانتحار فالأشخاص يتفاوتوا في نمط تفاعلهم مع الضغوطات وفي قدرتهم على إدارتها أو إدراك معنى الحياة, والاكتئاب هو مرض نفسي جسدي يصيب الفرد لأيام أو شهور أو سنوات وتتباين درجته وطرق علاجه الدوائي أو السلوكي المعرفي حسب شدة أعراضه ويعطل أداء الفرد لمهامه اليومية ويشوه نظرته لنفسه والحياة .

وتكون أعراضه:

• تقلبات مزاجية شديدة
• نوبات البكاء دون سبب
• فقدان الرغبة في ممارسة النشاطات
• اللامبالاة الشديدة أو الحساسية الشديدة
• التفكير الزائد ونقص التركيز
• الشعور بالعجز واليأس
• ملازمة شديدة للأفكار السلبية كالموت او الانتحار
• اضطرابات في النوم و اضطرابات في الشهية
• تجنب الاحتكاك بالآخرين والتفاعل معهم
• الميل للوحدة والانطواء
• انخفاض مفهوم الذات ونقص الإحساس بالقيمة

وللتعامل مع الاكتئاب وتخفيف وطأة ما يقودك إليه من أفكار وتصرفات يمكنك الاستعانة بالتالي :

• تذكر أن الإنسان هو المسؤول الأول عن صحته النفسية, وأن الحياة ليست وردية وليست عادلة ويجب أن نتصالح مع هذه الحقيقة ونكون أقدر على فهم ذواتنا وما تريد ونكون أكثر إدراكا لخطواتنا وما يجب فعلا والتركيز عليه فعلا, وأن ما عايشته في الطفولة لربما تعطيه أكبر من حجمه ولربما لابد ألا تسمح له بامتلاكك وأن تركز في حاضرك وكيفية تحسين العلاقات الوالدية أو الأسرية ويساعدك في هذا إعادة تحديد الأولويات والأهداف بشكل حقيقي وممارسة التأمل واليوغا لتصفية ذهنك والابتعاد عن افكار الانتحار
• الحديث مع شخص حكيم وناضج ومشاركته حالتك النفسية ومشاعرك لتقليل عبئك النفسي وتجنب الكبت لأنه اساس تفاقم الاكتئاب ما يشعرك بالدعم ويسهم في تعديل أفكارك الغير منطقية وإذا كان الحديث غير ممكن فبالإمكان اللجوء لكتابة وتدوين مشاعرك بشكل يومي لتفريغها ومواجهتها بشكل أكثر عقلانية
• تجديد روتين الحياة وفعل أنشطة لم تعتاد عليها لتحسين المزاج ويمكن ذلك من خلال ممارسة نشاطات كحفلة شواء خارج المنزل مع العائلة أو المشي اليومي أو اللعب مع الأطفال أو تجربة الطبخ من ثقافات مختلفة, مشاهدة فيديوهات يوتيوب تحفييزية وتجارب لأشخاص تعاملوا مع عدم رغبتهم بالحياة
• ممارسة تمارين التنفس العميق بشكل يومي ومنتظم لتقليل التوتر والحزن والسيطرة على التفكير الزائد
• المشاركة بفعاليات خيرية تطوعية والالتحاق بفريق تطوي لزيادة الشعور بالعطاء والرضا عن الذات وتجديد النظرة للحياة بإيجابية وبمنظور جديد
• زيارة طبيب نفسي لتقييم حالتك وتوجيهك للعلاج الدوائي المناسب كمضادات القلق ومضادات الاكتئاب والإرشادات المفيدة لحالتك كزيارة أخصائي نفسي مثلا لتنظيم جلسات علاج سلوكي معرفي
• تجنب الوحدة والفراغ لأنهما مدخل السلبية والتفكير الزائد بالمستقبل واستغلال الانترنت بتعلم مهارات تتناسب مع اهتماماتك أو تعلم لغة جديدة او مشاهدة أفلام ووثائقيات مفيدة 
• أعط تعليمات لعقلك بصوت عالي بالتوقف عن هذه الأفكار السلبية أو أفكار الخوف من المستقبل, واسمح لنفسك أن تملأها من جديد بالإيجابية لذا شارك بمجالس دينية وثقافية أو دورات تدريبية تعينك في تطوير شخصيتك وفهم نقاط قوتك وكيفية التعامل مع نقاط ضعفك فالانفتاح على العالم وبناء علاقات سليمة يجعلك أكثر فهم لكيفية ضبط انفعالاتك واستكشاف داخلك وفهم أدوار ومعنى وجودك
• عند الاستيقاظ منزعج او الدخول بنوبة بكاء استعين بطقوس مريحة كالتفكير بمكان آمن, الاستماع لشيء هادئ, شرب مشروبات مهدئة للأعصاب, عمل مساج لرأسك, تغيير المكان, قراءة كتاب ممتع او الاستغفار وقراءة القرآن 
• توقف عن إنهاك نفسك وإرهاقها وجلدها, آمن فقط أنك تحتاج لأخذ شهيق وزفير والتفكير براحة هل تنتظر الانقاذ من الآخرين؟ أم يجب أن تكون أنت بطل حياتك؟ اسأل نفسك وتيقن أنه بالدرجة التي تسهم في تطوير نفسك وحياتك وشخصيتك وتنتبه لكيف تحب نفسك وتحتويها..سيرغب الآخرون بك وسيسعوا للتقرب منك وإحاطتك بدعمهم من تلقاء أنفسهم 

يمكنك تحميل تطبيق جواب لمتابعة استفسارك مباشرة مع الخبير، كما يمكنك التواصل مع خبراء مختصين في أكثر من 16 مجال، بالإضافة إلى مواضيع أخرى يومية من خلال الضغط على هذا الرابط: