كيف يكون التسامح ومن أين يبدأ

لقد جاءنا الإسلام محملا بكثير من الأخلاقيات العظيمة التي تسهم و بشكل أساسي و كبير في إنشاء مجتمع إسلامي قويم و يتربع على عرش هذه الأخلاقيات التسامح .
فالتسامح يعني الإخبار العفو عن زلات الناس و غفرانها و يعتبر التسامح زينة الأخلاق و منبت كل فضيلة ، و الإنسان المتسامح هو إنسان أصيل راقي كريم الطباع .
و للتسامح فوائد كبيرة تعود على الفرد و المجتمع ، فالفرد ينال رضا الله تعالى ، و يصبح محبوبا بين الناس و لا يذكره الناس إلا بخير ، إضافة إلى أن المتسامح يرتاح داخليا أمام ضميره فيشعر براحة نفسية لأنه عفا عن الناس و لم يلحق ضررا بأحد ، و بالنسبة للمجتمع فانتشار خلق التسامح يجعله متحابا متعاونا ، لا يبغض أفراده بعضهم بعضا ، إضافة إلى أن التسامح يمنع انتشار الفتن بين أفراده و يخلص المجتمع من الحقد و الضغينة و المشاعر السلبية .
لذلك يجب علينا جميعا أن نحرص حرصا شديدا على أن نسامح بعضنا البعض ، و أن نتذكر جيدا الضرر الخطير و الأذى الذي سنلحقه بمجتمعنا لو لم نتسامح
فمن الضرورة بمكان أن نتحلى بخلق التسامح و نمتثل له ، فهو طريق لنيل رضى الرحمن ، و سبيل لدخول الجنان ، و لنقتد برسولنا الحبيب الذي لم يعهد عنه أنه حقد على أحد بل كان دائما يرفع شعار التسامح ، و لنأخذ العبرة من الصحابة و التابعين الذين عاشوا صادقين آمنين بفضل تسامحهم و حب الناس لهم و رحلوا عنا و هم للتسامح عنوان ، فتركوا وراءهم جميل الأثر و عظيم الحب في قلوب المسلمين ، فلنسير على خطاهم و لنكون مثلهم .