بدي قصة كان لملك عادل يحكم جزيرة تكميلة

وردت هذه القصة في كتاب سير التابعين : 
كان هناك ملك عادل يحكم مملكة جميلة تسود فيها المحبة والعدالة والقناعة وكانت الحياة بسيطة وكل شيء على ما يرام ...بعد سنين لاحظ الملك أن شعبه صار كثير الشكوى والتذمر وما عاد مثل ما كان سعيدا شاكرا ... فأخذ يجول الاسواق ويستمع الى احاديثهم مرارا ولكنه لم يعرف ما سبب حزنهم وشكواهم ..
جلس الملك مع نفسه وبدأ يفكر في حل لهذه المشكلة ..
قرر أن يطلب من وزيره أن يخرج الى الاسواق والمساجد فيخبر الناس أن الملك تعهّد بحل كل مشاكلهم .. وطار الخبر في المملكة وفي المناطق المجاورة ... وكان الملك يخرج وزيره بعد كل صلاة ليؤكد للناس قرب اجتماعه بهم ...
وبعد أيام ... قرر الملك أن يكون اجتماع الناس في يوم كذا ساعة كذا .. في ساحة القصر ... فبدأ الاف الناس يتهافتون على القصر من المملكة ومن المناطق المجاورة حتى امتلأت ساحة القصر والساحات المجاورة ...
أطل الملك من شرفة قصره ... ولما رأى الجموع كبيرة أمر وزيره بأن يخرج للناس ويخبرهم ان الملك سيستمع لمشاكلهم بعد صلاة الظهر... فبدأ الناس يتحدثون مع بعضهم قال قائل منهم : لدي مشكلة كبيرة فردّ الآخر: وأنا كذلك فقال الأول : بيتي صغير لا يكفي عائلتي ... فضحك الثاني وقال : بيتك صغير !!! أنا جئت أشكو من نومي في الشارع!! فاستحى صاحب البيت الصغير وانصرف الى بيته شاكرا الله على نعمته ... وتحدث آخر فقال : رزقني الله بثلاثة توائم لا أملك اطعامهم ... فسمعه آخر وقال : يا رجل .. مشكلة أن الله أكرمك بالتوائم !!! أتمنى أن أموت ويرزقني الله بطفل واحد .. واحد فقط .. اسقيه دمي وأطعمه من لحمي ... فاستحى أبو التوائم وانصرف ...وظل الناس في حديثهم حتى أذَن الظهر فانصرفوا الى المساجد ... وبعد أن قضيت الصلاة أطلّ الحاكم من شرفته فوجد الساحات المجاورة فرغت من الناس الذين كانوا فيها ... فأمر وزيره بأن يخرج ويخبر الناس ان الملك سيحل لهم كل مشاكلهم مهما كانت بعد صلاة العصر ..!! فعاد الناس لحديثهم مع بعضهم .. فقال أحدهم : مصيبتي كبيرة .. كما ترون لا أملك غير يدي .. فأنا مشلول الرجلين .. فاقبل رجل سمعه لا يستطيع تحريك أطرافه الاربعة ... فانصرف مشلول الرجلين وهو يشكر الله على هذه النعمة..وهكذا ظل الناس يتحدثون فصاحب المشكلة الأقل يشكر بعظيم نعمة الله عليه فيشكر الله وينصرف الى بيته .. أذَن العصر فذهب الجميع للمساجد .. وبعد ان انقضت الصلاة نظر الحاكم من شرفته ... فوجد جمعاَ بسيطا من الرجال .. فطلب من وزيره أن يخرج ليخبر الناس أن الملك سيقابلهم ويحل كل مشاكلهم بعد صلاة المغرب .. فبدأ الجمع حديثهم فيما بينهم وكل صاحب مشكلة عظيمة يراها أبسط حتى اذا ما أذَن المؤذن لصلاة المغرب وانتهت أطل الملك من شرفته فرأى رجلا واحدا في الساحة.. فأمر باحضاره ...!!!
سأله الملك عن مشكلته .. فأخبره أنه يريد الطعام فهو لم يأكل منذ أسبوع كامل .. فأمر الملك بطعامه وقدّمه الى الرجل أكل الرجل حتى شبع ... فرفع رأسه الى السماء وقال " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان " فسأله الملك أهذا سبب وقوفك مع الجموع التي كانت؟ فأخبره بأنه أتى ليشعر بنعمة الله عليه اذ سواه بشرا كاملا مرزوقا صحيحا .. ووهبه عقلا ولسانا ذاكرا شاكرا ... "الحمد لله " .. يا من تقرأ الحمد لله أنك مسلم .. الحمد لله أن الله ربك الحمد لله الذي أعطاك ما وهبك .. الحمد لله الذي يغفر لك ذنبك ... الحمد لله الذي عافاك في بدنك ... الحمد لله الذي ان جعت رزقك وان عطشت رواك .. وان تعريت سترك .. اشعر بالحمد لله ...