إسأل كاتب الآن

بدر هادي

بدر هادي

كاتب

الأسئلة المجابة 40076 | نسبة الرضا 98.4%

كتابة
تم تقييم هذه الإجابة:

قصه انسان عفيف

إطرح سؤالك

إجابة الخبير: بدر هادي

بدر هادي

بدر هادي

كاتب

الأسئلة المجابة 40076 | نسبة الرضا 98.4%

رجل يروي لنا قصة والده :
بعد وفاة جدي و جدتي
عاش والدي أيام صعبة و عانى من الحياة ما عاني و بذل الكثير من الجهد ليربي إخوته و يعيشوا حياة كريمة ، لكن
لم يتخلى أبي عن أخوته بل آثرهم على نفسه و كان معطاء بدون حدود لأخوته و مضيافاً كان كل همه أن يربي و يعلم أخوته و رغم وضعه المالي الضعيف ,، لم يكن أنانيا
فكبر و علم و ربى وزوج إخوته ، لينهي بذلك مرحلة صعبة في حياته التي لم تعرف الراحة.
تزوج والدي من والدتي و أصبح مسؤولاً عن زوجته و وبعد ذلك أولاده الثمانية ليبدأ مرحلة جديدة من الصراع مع الحياة.
وناضلت والدتي معه في معركة الحياة و عاشوا ع السراء والضراء يدا
نعم انتصروا لنا.. (عاشوا من أجل أبنائهم و ضحوا كثيرا
لقد رباني والدي و ربى إخوتي على الأخلاق الحميدة و القول الصالح والكلمة الطيبة (لم تخرج كلمة بذيئة واحدة من فم والدي)
وشجعنا على التعلم رغم أنه لم يكمل دراسته سوى إلى الصف الخامس و رغم فقره لم يطلب منا و لم يدعنا نعمل لنساعده في المصروف مقارنة مع أفراد قريتنا و حارتنا) بل دفع بنا باتجاه العلم و الدراسة فكان منا الطبيب و المهندس و الجامعي .. (فكنا الأسرة التي تُضرب بها المثل بالقرية بالدراسة إذ إن أخي أول طبيب في قريتنا).
ربما لم يكن هنالك شيء يسعد أبي ويفرحه أكثر من أن يرى أبناءه ينجحون عاما ، لم أرى سعادة غامرة ممزوجة بدمعة فرح لأبي إلا و كانت من أجلنا..
مرض والدي بداء السكري اللعين أكثر من ثلاثين عاما
و دمر هذا المرض جسده و لم يستسلم و ضل يصارع الحياة.
وفي النصف من رمضان لهذا العام دخل والدي إلى الغرفة بعد أن توضأ ليصلي صلاة العشاء و لكنه ، ولكنه سقط على الأرض فكسرت رجله اليسرى من الفخذ بسبب هشاشة عظمه نتيجة لداء السكري المزمن..
(لم يستطع أن يصلي صلاته الأخيرة واقفا و لكنه صلاها على سرير المشفى) أرجو الله أن يتقبلها منه .
أجرى الأطباء لوالدي عميلة جراحية (ووضعوا صفيحة في قدمه لجبر الكسر) إلا أنه و بعد حوالي أسبوعين من الصراع المرير (ولكن صراع من نوع جديد هذه المرة) صراع مع الموت .. فارق الحياة..
الحياة الظالمة ..
مات والدي ، مات أمام عيني ، أرجو أن يكون في جنات الفردوس الأعلى
قلت حينها ( لله ما أعطى و لله ما أخذ و حسبنا الله ونعم الوكيل.. إنا لله وإنا إليه راجعون)
ثم بكيت و انفجرت في البكاء وكاد أن يغمى علي رغم أن إخوتي و أبناء عمي حاولي تهدئتي و غسلوا وجهي بالماء البارد ، ثم قررت أن أقف كالرجال مثلما وقف أبي في حياته .. (كنت أدري بأنني لو بكيت عليك يا أبي الدهر كلها فلن تعود إلينا)
وقفت و قرأت بعض السور من القرآن الكريم ، و ذهبت خارج المنزل كي أقوم بالتحضيرات المطلوبة للدفن و واجب العزاء.
رجل كأبي يعيش ليحيا غيره .
لا أذكر يوما ضحكة قوية لأبي .
اللهم اجعل مثواه الجنة فأنت تعلم قلبه النقي الصافي.. وتعلم بأنه لم يؤذي أحدا و لا بلسانه.

إسأل كاتب

بدر هادي

بدر هادي

كاتب

الأسئلة المجابة 40076 | نسبة الرضا 98.4%

  • 100% ضمان الرضا
  • انضم الى 8 مليون من العملاء الراضين
المحادثات تتم ضمن هذه البنود

في الأخبار